اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء بالوضع الاقتصادي في بريطانيا٬ واتهام وزير الميزانية الفرنسي السابق ب"التهرب الضريبي"٬ وتراجع البطالة بإسبانيا في شهر مارس الماضي٬ بعد أشهر عدة من الارتفاع٬ و"المعركة" التي يخوضها مختلف الفاعلين في المشهد السياسي الإيطالي لاختيار رئيس الجمهورية المقبل٬ وكذا ملتمس الرقابة الذي تقدمت به المعارضة الاشتراكية ضد الحكومة البرتغالية لوسط اليمين. ففي بريطانيا٬ شنت صحيفة (الغارديان)٬ في مقال بعنوان "ادفع ثمن الفشل"٬ هجوما لاذعا على وزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن مشددة على أنه يقود الاقتصاد البريطاني نحو "الإفلاس". وأشارت إلى أن وتيرة إقلاع الاقتصاد البريطاني٬ في أعقاب الأزمة الاقتصادية الكبرى لسنة 2008٬ ظلت دون مستوى نظيره في الولاياتالمتحدة الأمريكية٬ مبرزة أن ضعف أداء اقتصاد المملكة المتحدة يعود بشكل أساسي إلى جرعة التقشف المبالغ فيها التي اعتمدتها الحكومة في برنامجها لاحتواء عجز الميزانية. ومن جانبها٬ دعت صحيفة (الاندبندنت) الحكومة إلى اقتناص فرصة ضعف نسب الفائدة من أجل القيام باستثمارات كبيرة في مجال مشاريع البنيات التحتية باعتبارها الوصفة الملائمة لتحفيز الأداء الاقتصادي. واعتبرت أن تخصيص مبلغ ثلاثة ملايير جنيه استرليني لهذا القطاع يعد مبلغا غير كاف لتحقيق الهدف المنشود. أما صحيفة (الديلي تلغراف) فطالبت حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بضرورة إلغاء جميع الحواجز التي تعوق إقلاع الاقتصاد البريطاني. وشددت على أنه بالرغم من أهمية برنامج إصلاح المساعدات الاجتماعية إلا أنه يظل قاصرا على تقديم الأجوبة الشافية لمشاكل الاقتصاد المحلي والتصدي للتحديات التي تواجهها المملكة المتحدة. وبإسبانيا٬ اهتمت الصحف الصادرة اليوم بتراجع معدل البطالة خلال شهر مارس الماضي بعد أشهر عديدة من الارتفاع. وكتبت يومية (أ بي سي) في هذا الصدد "أن عطلة أعياد الفصح خفضت من معدل البطالة في مارس الماضي"٬ مشيرة إلى أن الاقتصاد الرابع بمنطقة الأورو سجل انخفاضا في عدد العاطلين خلال مارس الماضي ب4979 عاطل مقارنة مع شهر فبراير الذي قبله. ومع ذلك٬ تضيف الصحيفة٬ فإن أزيد من خمسة ملايين شخص في إسبانيا عاطلون عن العمل٬ لاسيما الأشخاص الذين هم دون سن الأربعين. من جهتها أوضحت صحيفة (إلموندو) أن الأمر يتعلق بأول تراجع في معدل البطالة٬ سجل خلال شهر مارس الماضي٬ وذلك منذ سنة 2008 التي تفجرت فيها أزمة العقار بإسبانيا٬ معتبرة أنه رغم هذا الرقم الإيجابي فإن جهود الحكومة لخفص معدل البطالة لم تؤت بعد نتائج مرضية. وأضافت اليومية أن البلاد تعيش ركودا اقتصاديا وتخضع لسياسة تقشفية صارمة لم يسبق لها مثيل٬ وأن الحكومة أقدمت على مراجعة توقعاتها بالنسبة لمعدل النمو برسم 2013٬ مشيرة إلى أن سياسة التقشف أثرت على الطلب الداخلي وعمقت من الركود الاقتصادي. وفي ألمانيا٬ توقفت الصحف عند الأزمة القبرصية٬ وتطورات الوضع بين الكوريتين٬ والبطالة في أوروبا٬ وانضمام عدد من الأوروبيين إلى المقاتلين في سورية ضد نظام بشار الأسد. وفي هذا الصدد٬ كتبت "برلينغ تسايتونغ" أن تصاعد المخاوف من تهديدات بيونغ يانغ دفع الولاياتالمتحدة إلى تعزيز قوتها البحرية في المنطقة٬ فيما تعتزم كوريا الجنوبية حماية مواطنيها العاملين في الجزء الشمالي للجزيرة عسكريا٬ بعد أن أغلقت بيونغ يانغ مجمع كيسونغ الصناعي الذي يضم 123 شركة مشتركة بين الكوريتين٬ مما زاد من حدة التوتر والقلق على العاملين فيه من كوريا الجنوبية. وبخصوص موضوع البطالة في أوروبا٬ أبرزت كل من "دير تاغشبيغل" و"زودويتشه تسايتونغ"٬ أن ألمانيا والنمسا نجحتا في مكافحة البطالة إلا أن 19 من مجموع 27 دولة عضو في الاتحاد الأوربي٬ مازالت تعاني منها ٬ وأشارتا إلى أن عدد العاطلين عن العمل بلغ حوالي 26 مليون و400 ألف في الاتحاد حيث تجاوزت النسبة بين الشباب في اسبانيا واليونان٬ أكثر من 55 في المائة٬وفي ايطاليا والبرتغال 40 في المائة. ومن جهة أخرى٬ نشرت "دير شبيغل أولاين" استنادا إلى تقرير حديث٬ أن ما يقرب من 600 أوروبي من مختلف دول المنطقة انضموا إلى الحرب الأهلية في سورية كمتطوعين إلى جانب المحاربين ضد نظام بشار الأسد وذلك اعتبارا من مارس 2011٬ مشيرة إلى أن هذا الرقم رغم أنه صغير ولا يمثل سوى 1 في المائة من المقاتلين الأجانب إلا أنه يثير بعض المخاوف . وفي فرنسا٬ اهتمت الصحف باتهام وزير الميزانية الفرنسي السابق جيروم كاهوزاك ب"التهرب الضريبي"٬ والذي اعترف أمس الثلاثاء٬ بعد إنكاره لمدة طويلة٬ توفره على حساب مصرفي في الخارج (سويسرا). وتحت عنوان "كاوزاك : الكذب"٬ اعتبرت "ليزيكو" أن هذا الاعتراف المتأخر للوزير الاشتراكي السابق٬ بعد أقل من أسبوعين من استقالته٬ "يضع السلطة التنفيذية في موقف صعب"٬ مضيفة أن هذه الأخيرة رغم أنها وصفت هذا الفعل بأنه " خطأ أخلاقيً لا يغتفر"٬ إلا أنها " لم تقنع المعارضة"٬ التي طالبت الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس حكومته جون مارك ايرو بتفسير الأمر أمام الفرنسيين. وقالت الجريدة الاقتصادية "هذه ضربة قاسية جديدة لفرانسوا هولاند٬ الذي يوجد أصلا في موقف ضعف" في ظل الأزمة وآثارها٬ خاصة ما يهم ارتفاع البطالة. ومن جهتها٬ ذكرت افتتاحية "لوفيغارو" (يمين-معارض)٬ أنه "في الوقت الذي تتعمق فيه الأزمة في فرنسا٬ ليس هناك ما هو أسوأ من تعميم أجواء الشك التي تخلفها قضية كاوزاك". وبالنسبة لجريدة "لو باريزيان" فإن اعتراف كاوزاك يشكل "إحراجا للرئيس هولاند الذي وعد بجمهورية نموذجية". وبدورها٬ خصصت الصحافة البلجيكية اهتماما كبيرا لقضية كاوزاك. وفي هذا الصدد٬ كتبت جريدة "لا فونير" أنه في سياق سياسة تقشفية غير مسبوقة٬ أثارت قضية كاوزاك بفرنسا٬ جدلا على نطاق واسع٬ معتبرة أن هذه القضية هي قضية سياسية بالدرجة الأولى لأنه في هذا المستوى من المسؤولية٬ يتعين مراجعة مختلف ممارسات السلطة . وبروسيا٬ تطرقت الصحف إلى الزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى موسكو٬ وإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء أول معاهدة لتجارة الأسلحة. وذكرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن الرئيس اليمني٬ قضى سنوات في تلقي العلوم في أكاديمية أركان الحرب في موسكو٬ وترقى إلى رتبة جنرال في وطنه وأصبح وزيرا للدفاع٬ مشيرة إلى تأكيد بوتين خلال استقباله للرئيس اليمني٬ أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمساعدة اليمن التي تمر بفترة صعبة من تاريخها٬ لتستعيد أمنها وسلامها. ومن جهتها٬ أفادت صحيفة "فيدوموستي" أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت أمس الثلاثاء أول معاهدة لتجارة الأسلحة في التاريخ٬ حيث صوت على القرار 154 من أصل 193 دولة عضوا في الأممالمتحدة٬ بما فيها الولاياتالمتحدة٬ لصالح المعاهدة٬ فيما امتنعت 23 دولة عن التصويت ٬ من بينها روسيا والهند والصين٬ وعارضتها إيران وسورية وكوريا الشمالية. وتشمل المعاهدة كافة أنواع العمليات٬ بما فيها التصدير والاستيراد وتأجير ونقل الأسلحة التقليدية٬ وتنص أيضا على إنشاء سجلات صفقات الأسلحة في الدول التي وقعت عليها. وبسويسرا٬ تناولت الصحف عدة مواضيع منها وضعية صندوق المعاشات للدولة السويسرية٬ الذي يحتاج إلى 340 مليون فرنك إلى غاية 2025٬ لتلبية الحاجيات التي وضعتها سلطات بيرن٬ وقرار فصل تلامذة المدارس على أساس الجنس الذي اتخذته حكومة "حماس" بغزة٬ والإعلان عن بدء أشغال القطب السككي المباشر الذي يربط بين بازل وجنيف وكذا وضع سوق القروض الاوربية. وفي إيطاليا٬ ركزت الصحف الصادرة اليوم اهتماماتها على "المعركة'' التي يخوضها مختلف أطراف المشهد السياسي الإيطالي لاختيار رئيس الجمهورية المقبل على الرغم من كون إشكالية تشكيل حكومة جديدة لا تزال بعيدة عن الحل. وذكرت جريدة "لاستامبا" أن "هذه المعركة بدأها زعيم اليسار٬ بييرلويجي برساني٬ الذي فشل في جمع أغلبية بالبرلمان من شأنها أن تمكنه من المضي قدما في تشكيل الحكومة". وحسب الصحيفة٬ فإن برساني٬ الذي قاد تحالف يسار-الوسط في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أواخر فبراير الماضي٬ مقتنع هذه المرة في الحصول على الأصوات اللازمة ليخلف الرئيس جورجيو نابوليتانو (الذي تنتهي فترة ولايته في 15 ماي المقبل). وفي البرتغال٬ شكل ملتمس الرقابة الذي قدمته المعارضة الاشتراكية ضد الحكومة البرتغالية وسط-اليمين٬ والذي سيتم التصويت عليه هذا اليوم٬ محور اهتمام الصحف البرتغالية الصادرة اليوم. وكتبت صحيفة "إيكونوميكو" أنه "بتقديم ملتمس الرقابة للتنديد بتدابير التقشف التي تنهجها الحكومة المنبثقة عن انتخابات يونيو 2011٬ يرغب الحزب الاشتراكي٬ حزب المعارضة الرئيسي٬ في وضع قطيعة مع سياسة التقشف التي تنهجها حكومة وسط-اليمين"٬ مشيرة إلى أن "المعارضة الاشتراكية ترغب في سقوط الحكومة دون أن تتحمل مسؤولية حدوث أزمة سياسية".