اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء بإصلاح أنظمة المساعدة الاجتماعية في بريطانيا٬ ووضع لجنتين مكلفة بالشؤون المؤسساتية والسوسيو-اقتصادية٬ ومفاوضات صيادي سمك التونة بجرز الكناري مع الحكومة الإسبانية٬ والوضع الاقتصادي في البرتغال. ففي بريطانيا٬ اعتبرت صحيفة (الديلي تلغراف) أن إصلاحات أنظمة المساعدة الاجتماعية٬ التي تعتبر الأكثر تطرفا منذ الأربعينيات من القرن الماضي٬ تشكل خطوة هامة٬ مشددة على ضرورة تطبيق برنامج الإصلاحات في إطار من الحيطة والحذر. وأشارت إلى أن هذه الإصلاحات تظل دون مستوى تطلعات حزب المحافظين٬ الذي يقود حكومة الائتلاف إلى جانب حزب الليبراليين الديمقراطيين٬ مبرزة أن المحافظين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التخفيف من حدة إصلاحاتهم بسبب هذا الائتلاف وكذا الظرفية السياسية غير المواتية. من جانبها٬ وصفت صحيفة (الاندبندنت) برنامج الإصلاحات٬ التي تسعى الحكومة إلى تطبيقه بعد ثلاث سنوات من وصولها إلى السلطة٬ بأنه "محفوف بالمخاطر". وأشارت إلى أن الأمر يتعلق بأعمق إصلاح لأنظمة المساعدات الاجتماعية منذ إحداث الدولة - المانحة في بريطانيا العظمى٬ مبرزة أنه سيتم الحكم على التدابير الجديدة من خلال انعكاساتها على الحياة اليومية للطبقات الفقيرة والمعوزة. من جهتها٬ أبرزت صحيفة (الفاينانشال تايمز) المقربة من أوساط المال والأعمال٬ في مقال بعنوان "انسحاب الدولة -المانحة"٬ أن الشروع في تطبيق برنامج الإصلاحات يأتي في ظل ظرفية تعاني فيها حكومة الائتلاف من انقسامات وتمزقات كبيرة٬ مشيرة إلى أن الخلافات بين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين بلغت مستويات كبيرة. وأضافت الصحيفة أن استمرار ضعف أداء الاقتصاد البريطاني٬ حرم الحكومة من أي خيارات ممكنة٬ ودفعها إلى الاستمرار في سياسة التقليص الجذري في النفقات العمومية ولاسيما تلك المتعلقة بأنظمة المساعدات الاجتماعية٬ محذرة في الوقت ذاته من أن الرأي العام الذي أبدى بعض المرونة لحد الآن اتجاه القرارات الحكومية قد تتقلب مواقفه مستقبلا بعد أن يجد نفسه منهكا نتيجة لسياسة التقشف. وفي إيطاليا٬ توقفت صحيفة (لاستامبا) عند الجدل الذي أثاره قيام الرئيس الإيطالي٬ جيوجيو نابوليتانو بتنصيب لجنتين "للحكماء" مكلفتين بوضع "مقترحات برامج دقيقة" حول مواضيع مؤسساتية وسوسيو -اجتماعية٬ معتبرة أنها المرة الأولى -منذ تعيين حكومة التقنوقراطي ماريو مونتي- التي يثير فيها قرار رئاسي جدلا مماثلا". من جانبها٬ ذكرت صحيفة (لاريبوبليكا) أن "حزب الشعب الحر الذي يقوده سيلفيو برلوسكوني يأتي في مقدمة المعترضين على لجنتي الحكماء هاتين اللتان نصبهما الرئيس الإيطالي". وفي بلجيكا٬ كتبت صحيفة (لا ليبر بيلجيك) عن ميزانية الدولة برسم السنة الحالية٬ معتبرة ان هذه الميزانية وإن نجحت في المحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين٬ فان مجموعة من مناطق الظل تعتريها. وانتقدت الصحيفة من ناحية أخرى خلو هذا القانون من إصلاحات حقيقية تتعلق بالخصوص بالنظام الضريبي والتصنيف٬ والتنافسية. من جانبها٬ قالت (لوسوار) إن رئيس مجلس أوروبا لم يبد إعجابه بقانون الميزانية الذي أعدته الحكومة الفدرالية البلجيكية حين قال إنه "كان في مستطاع بلجيكا القيام بإجراءات أفضل" وأن الجهود التي بذلتها "لا تثير الإعجاب". وفي جزر الكناري٬ توقفت صحيفة (لا بروفينسيا) عند صيادي سمك التونة بجرز الكناري مع الحكومة الإسبانية٬ مشيرة إلى أن الصيادين يعتبرون أن الخسائر التي تكبدوها في قطاع صيد سمك التونة الحمراء منذ تحديد حصص الصيد في 2008 في 29 طنا سنويا٬ وصلت إلى نحو 12 مليون أورو. وأضافت الصحيفة أن الصيادين بجزر الكناري يعتبرون أن "توزيع حصص صيد السمك في إسبانيا غير متساو"٬ مذكرين بأن حصتهم من هذا التوزيع تمثل 1,2 في المائة فقط من الإجمالي الوطني. وفي البرتغال٬ قالت صحيفة (بابليكو) إن قضية إعادة تحديد الحد الأدنى للأجور بالبلاد توجد قيد الدرس بين الشركاء الاجتماعيين الذي يتابعون مفاوضاتهم من أجل التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص وثني الحكومة عن موقفهما المتصلب تجاه القضية. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد العام للعمال بالبرتغال متمسك بتحديد حد أدنى للأجور يبلغ 515 أورو هذه السنة٬ مقارنة مع مبلغ 485 أورو المطبق حاليا٬ وتقترح في المقابل فتح خطوط تمويلية لفائدة المقاولات وتخفيض في نفقات التمويل٬ في حين ترفض تقليص المساهمات الاجتماعية. وأشارت (ديارو دي نوتيسياس) إلى أن الاتحاد العام للعمال٬ ثاني أهم نقابة في البلاد٬ طالبت بأجر أدنى يصل إلى 500 أورو فقط٬ وتقليص في نسبة المساهمات الاجتماعية ب1 في المائة. وفي تركيا٬ قالت صحيفة (زمان) تعليقا على أرقام النمو الاقتصادي التي نشرتها المؤسسة التركية للإحصاء إن النمو الاقتصادي في سنة 2012 الذي بلغ 2,2 في المائة مقابل 8,8 في المائة سنة 2011٬ كان أقل من توقعات السوق والأضعف منذ سنة 2009. بدورها٬ أشارت صحيفة (هورييت ديلي نيوز) إلى أن معدل النمو جاء أقل من المعدل الذي توقعته الحكومة ( 3,2 في المائة ) وبعيد كل البعد عن أفضل معدلي نمو تم تحقيقهما في العالم في ظرفية تطبعها الأزمة٬ ويتعلق الأمر بعامي 2011 ( 8,8 في المائة) و2010 (9,2 في المائة). وفي فرنسا٬ تساءلت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية عن ما إذا كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيجري تعديلا وزاريا لمواجهة تضاءل شعبيته التي تأتي مترافقة مع تأزم الوضع الاقتصادي. وقالت (لوفيغارو) إن الرئيس في حاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق وإجراء تعديل حكومي وتشكيل فريق صغير مكلف بخوض المعركة الكبرى ضد التراجع. من جهتها٬ أشارت صحيفة (لي زيكو) إلى احتمال عودة الإشهار خلال الفترة المسائية إلى شاشات التلفرات العمومية الفرنسية بعد منع الإشهار خلال تلك الفترة في عهد ساركوزي٬ مضيفة أن هذا القرار المحتمل اتخاذه أثار موجة غضب لدى المؤسسات الإعلامية الخاصة الكبرى مثل "تي إف 1" و"إم 6" و"إن إر جي". وفي سويسرا٬ اهتمت الصحف برفض المحكمة العليا الهندية دعوى شركة "نوفارتس" السويسرية للأدوية٬ للاحتفاظ ببراءة اختراع عقارها الشهير "جليفيك" لمرض سرطان الدم. وقالت صحف (لوطون) و(لوكوريي) و(24 ساعة) إن هذا القرار يضع حدا لسبع سنوات من التقاضي وقد لقي ترحيبا واسعا لدى مجموعة من المنظمات غير الحكومية من بينها أطباء بلا حدود وميثاق بيرن التي تناضل من أجل استعمال الأدوية الجنيسة٬ الأقل تكلفة٬ من أجل مساعدة المرضى الذي لا يملكون الوسائل المادية الكافية للعلاج. وفي ألمانيا٬ كتبت (برلينغ تسايتونغ) أن الحرب الأهلية السورية وصلت إلى ذروتها في شهر مارس الأخير حيث لقي أكثر من 6005 شخص حتفهم في القتال بين المعارضين وجيش النظام٬ معتبرة أن عدد القتلى المسجل في هذا الشهر قياسي والأكبر منذ انطلاق الحرب. وأبرزت الصحف نقلا عن بيانات للأمم المتحدة أن نحو 70 ألف شخص قتلوا في سورية منذ منتصف مارس 2011 مشيرة إلى أن الوضع أصبح أكثر دموية من ذي قبل فيما تجاوز عدد النازحين في كل من الأردن وتركيا ومصر ولبنان والعراق أزيد من مليون و200 ألف شخص في مارس الماضي أي بزيادة نسبتها 20 في المائة. من جانبها٬ أشارت (فرانكفوتر أليغماينه) إلى أن رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي٬ أكدت أن أي هجوم من قبل بيونغ يانغ على أراضي بلادها سيقابل برد عسكري قوي وسريع دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب السياسية مبرزة أن حدة التوتر في المنطقة ارتفعت بفعل تهديدات القيادة الشيوعية في بيونغ يانغ إضافة إلى نشر مقاتلات أمريكية حديثة ومدمرة صواريخ في منطقة الصراع. وفي الشأن المحلي تناولت الصحف الألمانية زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لنادل سابق بفندق إيطالي في أسيكا ٬ حيث تقضي عطلتها رفقة زوجها بمناسبة عيد الفصح٬ بعد أن تم إخبارها أنه تم الاستغناء عنه٬ مشيرة إلى أن ميركل وزوجها اعتادا طيلة سنين قضاء إجازة هذا العيد في أسيكا٬ لكن هذه السنة لم يجدا كريستوفورو إياكونو (59 سنة) في استقبالها بالفندق فتوجها إلى منزله حيث تناولا معه وجبة الغذاء. واهتمت الصحف أيضا بتبادل حزبا المعارضة الرئيسيان في ألمانيا٬ الديمقراطي الاشتراكي والخضر٬ التحذيرات من الانضمام إلى حزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الديمقراطي المسيحي المحافظ ٬ بعد انتخابات 22 شتنبر المقبل في حال فشل يسار الوسط الذي ينتميان إليه في الحصول على الأغلبية. وأشارت الصحف إلى أنه بالرغم من ذلك تظل ميركل من خلال استطلاعات الرأي الأوفر حظا للفوز بفترة ولاية ثالثة وقد يضم تحالف حزبها أحد أحزاب المعارضة لأن أيا من الأحزاب لن تتمكن من الحصول على الأغلبية. وفي روسيا٬ قالت صحيفة (أر بي كا ديلي) إن البلدان النامية تفضل عملة الدولار على اليورو٬ موضحة أن البنوك المركزية للبلدان النامية تسعى إلى التخلص من العملة الأوروبية٬ حيث باعت حسب صندوق النقد الدولي 44,8 مليار يورو في سنة 2012 . أما صحيفة (فيدوموستي فأشارت إلى أن حكومة مالي طلبت من شركة "روس أوبورون إكسبورت" الروسية لتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية تزويد جيشها بالسلاح٬ وهو يواجه مسلحين إسلاميين في شمال البلاد مدعوما بعسكريين فرنسيين٬ موضحة أن مصدرا بíœ"روس أوبورون إكسبورت"٬ صرح للصحيفة٬ أن الطلب يشمل توريد مروحيات "مي-35" و"مي-17" وطائرات قتالية وأخرى للنقل٬ ومدرعات "ب. ت. ر-80" ورادارات للدفاع الجوي٬ وأيضا أسلحة نارية خفيفة وذخيرة.