ركزت كبريات الصحف الأوروبية الصادرة ٬ اليوم الأربعاء٬ اهتمامها بالخصوص على وضعية الأزمة الناجمة عن الانتخابات التشريعية في إيطاليا. ففي بلجيكا اعتبرت صحيفة (لا ليبغ بلجيك) أن الاقتراع الإيطالي "تمخض عن وضعية معقدة كي لا نقول ضبابية٬ بما يجعل تشكيل تحالف مستقر أمرا شديد التعقيد إن لم يكن مستحيلا". وعلقت الصحيفة أن "تخوف الأوروبيين من أن يفاقم عدم الاستقرار السياسي لإيطاليا الوضع الاقتصادي والمالي الهش وأن يمتد لمجموع منطقة الأورو التي لا تزال في مرحلة نقاهة"٬ مؤكدة أنه داخل الاتحاد٬ يقرأ البعض نتائج الاقتراع كرسالة رفض موجهة لأوروبا التي يعتبرونها متقادمة. وبنفس النبرة٬ اعتبرت (لوسوار) أن أوروبا ينبغي أن تخضع نفسها لمساءلة الضمير. وفي فرنسا٬ يرى كتاب الافتتاحيات في هذا التصويت الاحتجاجي ضد إجراءات التقشف في إيطاليا ك"إنذار" بالنسبة لمستقبل الاتحاد الأوروبي. وأعربت (لوموند) عن القلق من وضعية العرقلة "التامة" لثالث اقتصاد في منطقة الأورو "المثقلة بدين ضخم قيمته نحو ألفي مليار" وأضحى "غير قابل للتحكم"٬ في وقت تتراجع فيه البورصات الأوروبية. من جهتها٬ ترى (ليبيراسيون) في هذا الوضع "رفضا واضحا لأوروبا تتلخص في سياسات التقشف المالي"٬ مما يفسر نجاح المرشحين "الشعبويين" في إيطاليا يوم الإثنين الذي "يتردد صداه كإنذار لبروكسيل وبرلين"٬ في حين "يتزايد الاستياء ضد التقشف في جميع أرجاء أوروبا". واهتمت (ليزيكو)٬ من جانبها٬ بقلق الأسواق والقادة والأوروبيين الذين يخشون "عهدا جديدا لعدم الاستقرار في إيطاليا". أما (لوفيغارو) فاعتبرت الاقتراع الإيطالي "مدمرا" لأنه يجعل ثالث اقتصاد في منطقة الأورو غير قابل للحكامة٬ و أكثر من ذلك أنه "يكشف عن أزمة سياسية عميقة" تمتد في أوروبا التي يخشى قادتها من "مخاطر الانحراف الشعبوي وارتفاع العجز". وفي إيطاليا٬ اهتمت الصحف بالسلوك الانفتاحي لوسط اليسار٬ الذي يمثل الأغلبية في مجلس النواب وحده دون مجلس الشيوخ٬ اتجاه الحركة الشعبوية "خمس نجوم" التي شكلت مفاجأة الاقتراع. وأشارت (كورييري ديلا سيرا) في هذا الصدد إلى مقترح زعيم الحزب الديمقراطي وقائد وسط اليسار بيير لويجي بيرصاني٬ يوافق بموجبه على ولوج حركة بيبي غريو لرئاسة مجلس النواب مقابل دعم في مجلس الشيوخ. واعتبرت (لاصطامبا) أن بيرصاني يحاول عبر هذا العرض تفادي العودة لصناديق الاقتراع والتوصل لاتفاق متوازن يخول له إمكانية الاعتماد على أغلبية مزدوجة داخل غرفتي البرلمان للتمكن من القيام بالإصلاحات التي يعتبرها ضرورية للبلاد. وفي سيناريو آخر لتجاوز الباب المسدود الذي أسفرت عنه الانتخابات٬ تشير (ميساجيرو) إلى إمكانية حدوث تقارب بين وسط اليسار وتحالف وسط اليمين لرئيس الحكومة السابق وزعيم حزب الشعب والحرية سيلفيو برلسكوني٬ وهي فرضية غير مستبعدة رسميا٬ حسب الصحيفة. وفي بريطانيا٬ كتبت صحيفة (الغارديان) في مقال بعنوان "إيطاليا تضع حدا لمخطط التقشف وتدخل الاتحاد الأوروبي في دوامة"٬ عن وجود مخاوف بخصوص حدوث انزلاقات في ظل أزمة نتائج الانتخابات التي وضعت البلاد في مأزق٬ معبرة عن قلقلها من انعكاسات سلبية لذلك على الأسواق المالية في مجموع أوروبا. وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات الإيطالية عكست توجها نحو معارضة تقليص النفقات العمومية مما يجعل مخططات التقشف التي اعتمدتها أوروبا قبل ثلاث سنوات من أجل تقويم الاقتصاديات الأوروبية في مأزق حرج. ومن جانبها٬ حذرت صحيفة (الاندبندنت) من المخاوف التي تسود أوساط المال والأعمال في أوروبا في أعقاب الانتخابات الإيطالية٬ مشيرة إلى أن مستقبل إيطاليا٬ الذي تعد أكبر بلد أوروبي من حيث مديونيتها٬ يوجد الآن على المحك. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم بوجود مخاوف من مغبة توقف العمل بالبرامج الإصلاحية التي تباشرها حكومة تصريف الأعمال الحالية والتي ساعدت إيطاليا على استعادة ثقة الأسواق المالية في اقتصادها. وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) أن نتائج الانتخابات الإيطالية عززت مواقف العديد من الأشخاص بخصوص أن الديمقراطية٬ أو على الأقل الديمقراطية غير المعتدلة٬ لا تستقيم أبدا. وأضافت الصحيفة أن أغلبية النواب الأوروبيين وموظفي الاتحاد الأوروبي يدافعون بشدة عن هذه الفكرة في حواراتهم الخاصة والجانبية٬ مشيرة إلى أن أغلب الانتخابات التي جرت مؤخرا في أوروبا (اليونان٬ وفرنسا٬ والبرتغال٬ ورومانيا) أظهرت رفض الأوروبيين القبول بحقيقة الوضع الاقتصادي الحالي. وفي البرتغال٬ كتبت صحيفة (بوبليكو) أن الساحات المالية الأوروبية سجلت انخفاضا مهولا في تعاملاتها٬ أمس الثلاثاء٬ بعد موجة الهلع التي ظهرت إثر مخاوف من أن تصير إيطاليا متعذرة الحكم بعدما ما تم إعلان نتائج الانتخابات التشريعية. من جهتها٬ أشارت صحيفة (ديارو دي نوتيسياس) إلى أن الشركاء الأوروبيين٬ ووعيا منهم بالطابع المأساوي لنتائج الاقتراع في إيطاليا٬ أكدوا أن على هذه البلاد تشكيل حكومة مستقرة في أقرب الآجال التي ستسمح بمتابعة سياسة تقويم الميزانية التي أطلقها ماريو مونتي. بدورها٬ أعربت صحيفة (جورنال دو نيجوسيوس) عن قلقها من تأثير حالة الارتياب السياسي في إيطاليا على عودة البرتغال إلى الأسواق٬ مشيرة إلى أن هذا المأزق يأتي في لحظة حاسمة من تاريخ البلاد التي تريد ولوجا كاملا وتاما لأسواق الاستدانة. واهتمت الصحف من جانب آخر بتصريحات الوزير الأول البرتغالي الذي أكد أن بلاده يمكن أن تحصل على مهلة إضافية لتقليص العجز في الميزانية في الوقت الذي يشرع فيه الدائنون بافتحاص جديد للوضع الاقتصادي للبلاد التي تأثرت كثيرا بسياسة التقشف. وفي سويسرا٬ تساءلت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) في مقال بعنوان "المهرج بيبي كريو يفرض نفسه كلاعب رئيس في الساحة"٬ عن أثر المد الجارف لحركة خمسة نجوم٬ مؤكدة أن هذا الجسم السياسي الغريب في المشهد السياسي الإيطالي فجر التوازنات التقليدية٬ وأحدث رجة قوية في طرق ممارسة السياسة في شبه الجزيرة بالاعتماد على الديمقراطية المباشرة للشبكات الاجتماعية على الانترنت. واهتمت الصحف الإسبانية٬ على الخصوص بمباراة مساء أمس بين فريق برشبلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد٬ والانقسام الذي ظهر داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني عقب قرار بعض من نوابه التصويت أمس الثلاثاء بمجلس النواب لصالح استقلال كاتالونيا. فبخصوص الكلاسيكو الذي جمع بين فريقي برشلونة وريال مدريد بملعب "كامب نو" في إياب دور نصف نهائية كأس إسبانيا كتبت صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "ريال مدريد يهزم البارسا بكامب نو" أن "هدفي كريستيانو رونالدو ورأسية فاران قادوا فريق ريال مدريد إلى نهائي كأس الملك". ومن جهتها كتبت الصحيفة الرياضية (ماركا)٬ المعروفة بتعاطفها مع فريق العاصمة٬ تحت عنوان "الريال تذل البارصا" أن الفريق الأبيض صعد إلى نهائي كأس الملك "بعد تجاوزه فريق برشلونة الذي ظهر باهتا مرة أخرى"٬ وذلك بحصة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وعنونت زميلتها (أ إس) عددها لنهار اليوم ب"الريال دوخ البارصا" وانتزع منه ورقة التأهل إلى النهائي الذي سيواجه خلاله الفائز في المقابلة التي ستجمع مساء اليوم بين فريقي اشبيلية وأتلتكو مدريد. واهتمت الصحف الإسبانية٬ من جهة أخرى٬ بقرار الحزب الإشتراكي الكتالوني التصويت لصالح الاستفتاء حول استقلال هذا الإقليم٬ في تناقض مع موقف الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي يتزعمه ألفريدو بيريث روبالكابا. وكتبت صحيفة (لاراثون) أن الحزب الاشتراكي الكتالوني "قطع مع الانضباط" بتصويته لصالح الاستفتاء٬ في حين تساير النائبة الكطالونية ووزيرة الدفاع السابقة كارمي شاكون نواب إقليمها قائلة إنها "لاترغب في التصويت على القطيعة بين كتالونيا وإسبانيا". وبدورها كتبت صحيفة (إل باييس) أن تصويت الحزب الاشتراكي الكتالوني لصالح الاستفتاء يعمق الشرخ مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني"٬ مشيرة إلى نواب الحزب الاشتراكي الكتالوني الíœ13 يدعمون مع نواب التحالف الديمقراطي لكتالونيا٬ واليسار الجمهوري مقترح إجراء استفتاء حول استقلال هذا الإقليم سنة 2014. وأضافت الصحيفة أن شاكون "تفادت" التصويت على هذا المقترح سعيا منها "لتحقيق طموحها في قيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني" خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. في جزر الكناري٬ ركزت الصحف اهتمامها على ضخ الاتحاد الأوروبي ل2070 مليون أورو في الاقتصاد الكناري في إطار ميزانيته متعددة السنوات (2014-2020) والإغلاق المرتقب لأزيد من 100 فرع لبنك (كايكسا) في الأرخبيل. ونقلت صحيفة (لابروفينسيا) عن وزير الاقتصاد والمالية الكناري خافيير غونزاليس أورتيز قوله "رغم الضغوطات الاقتصادية٬ فإن الكناري في منأى عن ضغط الميزانية". من جانبها٬ أشارت يومية (كانارياس 7) إلى الإغلاق المرتقب لأزيد من 100 فرع لبنك (كايكسا) في إطار مخطط إعادة هيكلته في كامل التراب الإسباني٬ موضحة أن هذا الإجراء سيمس 160 وكالة تتمركز أساسا في تينيريفي. وفي هولندا٬ تناقلت الصحف أصداء القلق من احتمال أن يقدم التحالف الليبرالي العمالي الحاكم على اقتطاع إضافي في الميزانية٬ حيث اضطر التحالف لطمأنة الهولنديين ونفي القيام بأي إجراء في هذا الاتجاه خلال 2013. وكتبت يومية (تروو) أن وزير المالية التقى قادة المعارضة لحشد تأييدهم للاقتطاعات الإضافية في الميزانية في 2014 والتي ستبلغ 4 ملايير من أجل تقليص العجز ل3 في المائة التي تفرضها بروكسيل. وتأتي مبادرة الوزير قبل إصدار المكتب المركزي للتخطيط لأرقام جديدة حول الاقتصاد الهولندي وعجز الميزانية٬ حسب الصحيفة التي أضافت أن الحكومة لا تعتزم تطبيق هذه الإجراءات هذه السنة وإنما في 2014 وأنه من الوارد اللجوء للرفع من الضرائب والرسوم لتقليص العجز. ونشرت (فولكسكرانت) حوارا مع رئيس فريق الحزب الليبرالي في البرلمان الذي عارض إجراءات جديدة للتقشف لتقليص العجز٬ قائلا إنه "لا يمكن تسوية هذا المشكل عبر الزيادة في الضرائب". وفي ألمانيا٬ تطرقت الصحف لزيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد لبرلين والمباحثات التي أجراها مع نظيره الألماني والمستشارة أنغيلا ميركل حول عدد من القضايا التي تهم البلدين٬ إلى جانب دعوته إلى الاستمرار في مواصلة تعزيز علاقات التعاون بين ضفتي الأطلسي واستثمار كل الإمكانيات التي تزخر بهما أمريكا وأوروبا٬ خاصة في المجال الاقتصادي. كما أشارت الصحف إلى المباحثات التي أجراها المسؤول الأمريكي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وإلى ما اتفق عليه الاثنان بخصوص الملف السوري للدفع بالحوار بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد في أقرب وقت ممكن. وبخصوص نتائج الانتخابات الإيطالية٬ أبرزت الصحف دعوة المسؤولين الألمان الإيطاليين إلى التمسك بسياسة الإصلاح وفي مقدمتهم وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسلر٬ الذي أكد أنه "لا بديل عن السياسة الإصلاحية المنتهجة حاليا في إيطاليا " التي تهم الميزانية وتحسين القدرة التنافسية فيما ناشد وزير الخارجية غيدو فيسترفيله روما بالتعقل السياسي٬ من أجل استقرار البلاد المثقلة بالديون. واعتبرت (بيرلينغ تسايتونغ) أن إيطاليا تواجه مأزقا سياسيا حقيقيا بعد هذه الانتخابات التي لم تؤد إلى حصول أي حزب على أغلبية قوية في البرلمان لتفتح المجال لكل الاحتمالات. وفي روسيا٬ اهتمت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) بلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الأمريكي جون كيري في برلين٬ موضحة أن لا أحد انتظر أن يسفر أول لقاء بين لافروف وكيري عن قرارات "خارقة"٬ حيث أكد مصدر في الوفد الروسي للصحيفة أن الجانبين تحدثا أولا عن مشروع الدفاع المضاد للصواريخ الأمريكي٬ والملف السوري والأطفال الروس الذين تبناهم الأمريكيون. وأفادت صحيفة (كوميرسانت) بأن المعارضة السورية تراجعت عن قرارها بمقاطعة مؤتمر "أصدقاء سوريا" وقررت المشاركة في المؤتمر٬ غدا الخميس في روما٬ حيث قال رئيس الائتلاف السوري المعارض٬ معاذ الخطيب إن مشاركة الائتلاف تأتي بعد تلقيه وعودا من وزير الخارجية الأمريكي بتقديم مساعدات للتخفيف من معاناة الشعب السوري. أما صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) فذكرت أن مروحية تابعة للجيش السوري نقلت مجموعة من الرعايا الروس من حلب٬حيث تم ترحيل 25 شخصا معظمهم نساء وأطفال من حلب إلى اللاذقية٬ وسيتم نقلهم إلى روسيا عن طريق الجو.