انصبت اهتمامات الصحف الأوربية الصادرة اليوم الخميس على جملة من المواضيع من بينها على الخصوص الدعوة إلى إضراب عام في بريطانيا٬ والتهديدات التي أطلقتها كوريا الشمالية ضد منشآت أمريكية في المنطقة٬ ورفض ملتمس الرقابة من قبل المعارضة الاشتراكية البرتغالية والعلاقات بين مدريد وكتالونيا. وهكذا سلطت الصحف البريطانية الضوء على تطورات الأزمة الكورية٬ وكذا الدعوة التي وجهتها بعض النقابات العمالية ببريطانيا إلى الاضراب العام لأول مرة منذ سنة 1926 احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وكتبت صحيفة (الاندبندنت) أن اثنتين من كبريات المركزيات النقابية في بريطانيا عبرت عن دعمها للإضراب٬ متوقعة أن يخوض مستخدمو القطاعين العام والخاص إضرابا لمدة 24 ساعة بهدف تسريع وتيرة الاحتجاجات وزيادة الضغط على الحكومة لحملها على وقف تطبيق برنامجها التقشفي. وأضافت أن الجمعية العمومية لنقابة اتحاد المؤتمر٬ المقربة من الحزب العمالي المعارض٬ ستبحث اليوم تفاصيل وترتيبات موضوع الإضراب. ومن جانبها٬ دعت صحيفة (الصن)٬ في مقال بعنوان "ساعة الحقيقة بالنسبة لإد ميليباند"٬ زعيم حزب العمال إلى توضيح موقفه بخصوص الدعوة إلى الإضراب٬ مشيرة إلى أن النقابات المعتدلة قررت عدم دعم الدعوة إلى الإضراب٬لان الأمر٬ بحسبها٬ يتعلق بخطوة قد "تدمر" الاقتصاد البريطاني من دون أن تحقق أي مكاسب إضافية. وانتقدت صحيفة (الديلي اكسبريس) من جهتها دعوة النقابات العمالية إلى شن إضراب مؤكدة أنها تعكس موقفا "سخيفا". أما صحيفة (الديلي تلغراف)٬ فقد سلطت الضوء من جانبها على تداعيات الأزمة الكورية٬ حيث نشرت في هذا السياق مقالا لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون يدعو من خلاله إلى حفظ أسلحة وصواريخ الردع البريطانية من أجل مواجهة التهديدات التي تفرضها أنظمة مثل إيران وكوريا الشمالية. وفي السياق ذاته٬ ركزت الصحف الإيطالية على تداعيات التهديدات التي أطلقتها كوريا الشمالية ضد منشآت أمريكية في المنطقة٬ معتبرة أن مثل هذه التهديدات تمهد الطريق لسيناريو لا يمكن التكهن بعواقبه. وأشارت يومية (لا ستامبا) إلى أن التجربة النووية الناجحة٬ التي أقدم عليها نظام بيونغ يانغ خلال شهر فبراير الماضي٬ باتت تهدد أكثر من أي وقت مستقبل العلاقات بين الكوريتين. في نفس الاطار٬ أفادت يومية ( كورييري ديلا سيرا) نقلا عن محللين في الشأن الكوري أن الموقف العدائي الذي اعتمده الزعيم الكوري الشمالي٬ كيم جونغ أون٬ تجاه الولاياتالمتحدة يراد منه تعزيز سلطته المطلقة. وفي البرتغال٬ تناولت الصحف رفض ملتمس الرقابة الذي تقدمت به المعارضة الاشتراكية٬ تنديدا بسياسة التقشف التي تعتمدها حكومة اليمين الوسط. في هذا الصدد٬ كتبت يومية (انفورماساو) أن الحكومة تمكنت من تجاوز مسعى الاشتراكيين القاضي بتمرير ملتمس الرقابة بفضل الأغلبية التي تتوفر عليها في البرلمان٬ مضيفة بالمقابل أن ذلك يعكس المعارضة المتنامية للتدابير التقشفية التي تنهجها المعارضة. وأضافت أن رئيس الوزراء طالب من المعارضة الأخذ بعين الاعتبار عواقب سيناريو عدم الاستقرار السياسي التي من شأنها أن تضر بمصداقية البلاد وثقة المستثمرين في سوقها الداخلي. وركزت الصحف الألمانية تعليقاتها بالخصوص على القلق الذي أثاره التصعيد في شبه الجزيرة الكورية٬ وردود الفعل التي أثارتها فضيحة وزير المالية الفرنسي المستقيل٬ إلى جانب نشر بيانات مسربة حول التهرب الضريبي تهم مئات الأشخاص في ألمانيا وعدد من دول العالم. وتناولت الصحف خاصة "زود دويتشه تسايتونغ" و"دير تاغشبيغل" و"فرانكفوتر أليغانه"٬ القلق الذي أثاره عزم كوريا الشمالية إعادة تشغيل مركز نووي بعد منح ترخيص لجيشها بشن ضربة نووية على الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأبرزت تصعيد الحرب الكلامية بين بيونغ يانغ وواشنطن وإعلان البنتاغون نشر نظام دفاع صاروخي باليستي في جزيرة غوام. وتناولت بعض الصحف من جهة أخرى بيانات تتعلق بصفقات سرية حول التهرب الضريبي لأشخاص في عدد من دول العالم منها ألمانيا سلمها مجهول لوسائل إعلام دولية وألمانية محدودة. وفي هذا الصدد٬ ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن البيانات التي توصلت بها وكذا إذاعة شمال ألمانيا٬ تتضمن حالات لمئات الألمان وتكشف الطرق السرية التي يتعامل بها الأغنياء والمجرمون مع شركات البريد وما يسمى بíœ"شركات الائتمان" لإخفاء ثروات كبيرة وتأمين صفقات مشبوهة. وأضافت الصحيفة أن التقارير التي ستعرض بوسائل إعلام ب46 دولة المكونة من نحو 5ر2 مليون وثيقة وبيانات 130 ألف شخص من أكثر من 170 دولة٬ وتهم شركتين متخصصتين في تأسيس ما يعرف ب"المراكز المالية الدولية"(الأوفشور)٬ وهما من أكبر الشركات في هذا المجال على مستوى العالم. وأضافت الصحيفة أن تلك الوثائق التي تحققت من صحتها بشكل مستقل تتضمن أسماء لأقطاب نفط وتجار سلاح ومحتالين . واهتمت الصحف من جهة أخرى بالفضيحة التي هزت فرنسا على إثر اعتراف وزير المالية السابق جيروم كاهوزاك بامتلاكه حسابا مصرفيا في سويسرا بقيمة 600 ألف أورو٬ مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وحكومة جان مارك ايرولت يواجهان أزمة سياسية وأخلاقية حادة بعد هذا الاعتراف. ونقلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي هيرلم دزير٬ أعلن استبعاد كاوهوزاك من الحزب بعد التأكد من امتلاكه لحسابات مالية خارج فرنسا وهو الذي كذب الأمر لعدة أشهر مشيرة إلى أن ردود. وفي تركيا٬ استأثر مسلسل السلام الجاري بين السلطات التركية ومتمردي الحزب العمالي الكردستاني وشروط تطبيقه لانهاء صراع أودى بحياة اكثر من 45 ألف شخص منذ عام 1984٬ باهتمام الصحف. وهكذا أفردت العديد من الصحف التركية عناوين بارزة للإعلان عن تشكيل " لجنة حكماء" مكلفة بتعزيز عملية السلام والمساهمة في إيجاد تسوية نهائية للنزاع الكردي. وفي هذا الصدد أوضحت صحيفة "الصباح" أن لجنة حكماء مشكلة من 63 شخصا " يحدوهم أمل كبير"٬ تم إحداثها من أجل تيسير تنفيذ عملية السلام٬مبرزة أنها تتشكل من كتاب وصحافيين وفنانين وأكاديميين وممثلي المنظمات غير الحكومية . ومن جانبها وتحت عنوان "63 حكيما لسبع جهات "٬ سلطت صحيفة "زمان" الضوء على بنية هاته اللجنة المشكلة من تسعة حكماء لكل واحدة من الجهات السبع المختارة٬ مع رئيس ونائب رئيس عن كل مجموعة. وكان قد تم تشكيل هاته اللجنة من قبل الحكومة من أجل المساهمة في تسوية النزاع الكردي .ولم يتم لحد الآن تحديد مهمتها الرئيسية بشكل واضح. واهتمت الصحف الإسبانية من جانبها بالعلاقات "المتوترة" بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كتالونيا٬ وبالوضع المالي لهذا الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا. وكتبت صحيفة (إلباييس) في هذا الصدد أن رئيس الحكوم المستقلة لإقليم كتالونيا أرتوس ماس أخبر رئيس الحكومة الإسبانية مريانو روخوي أنه لا تراجع عن مخطط الاستفتاء بهذا الإقليم٬ وأنه لا يمكن أن يكون ذلك موضوع مساومة. وأوضحت أنه رغم الوضع المالي الصعب لكتالونيا يصر ماس على تنظيم الاستفتاء سنة 2014٬ مذكرة بتبادل راخوي وماس الأراء حول هذا الموضوع خلال "اجتماعهما السري" يوم 21 مارس الماضي بمدريد. ومن جهتها أوضحت يومية (إلموندو) أن رئيس الحكومة المستقلة لكتالونيا سيواصل اجتماعاته براخوي لتحليل الوضع المالي بهذا الإقليم دون أن يتخلى عن مخططه بشأن تنظيم استفتاء السنة المقبلة. وأضافت اليومية أن مواقف مدريد وكتالونيا بشأن تنظيم الاستفتاء تظل متباينة٬ معتبرة أن هذا الوضع سيؤدي إلى إطالة عمر شد الحبل بين كل من راخوي وماس. وبروسيا٬ ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف خلال لقائه بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ٬الذي يقوم بزيارة رسمية الى موسكو ٬قال أن روسيا تتطلع إلى استئناف ومواصلة التعاون مع اليمن في كافة المجالات بما فيها مجال التسليح. وأوضحت الصحيفة أن اليمن الذي يعرف اضطرابات سياسية مهتم باستيراد السلاح والعتاد العسكري من روسيا ٬حيث كان اليمن قد استورد أسلحة بلغت قيمتها حوالي 9 مليارات دولار من روسيا. وذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت معاهدة تضع معايير ومحددات عامة لتجارة الأسلحة٬ موضحة أن روسيا التي امتنعت عن التصويت على اعتماد هذه المعاهدة فشلت في تضمين مسودتها بندا ينص على عدم جواز توريد الأسلحة إلى "جهات غير حكومية". وأشارت إلى أن المعاهدة لن تصبح نافذة المفعول إلا عندما تصادق عليها برلمانات 50 دولة على الأقل. أما صحيفة "فيدوموستي" فقالت بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا إلى التوسع في إقراض مستوردي الأسلحة من روسيا لكي تظل روسيا في موقعها في سوق العالم للأسلحة كثاني أكبر بائع٬ مبرزة أن إجمالي القروض التي قدمتها الحكومة الروسية لتمويل شراء الأسلحة الروسية قبل مايو 2012 لم يتجاوز 7 ملايير دولار.