أجرى ستيفن بوسوورث، المبعوث الأميركي لكوريا الشمالية، أمس الأربعاء، في سيول، محادثات مع عدد من كبار مسؤولي كوريا الجنوبية حول سبل تهدئة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، على ما أفاده مسؤولون. وزير خارجية كوريا الجنوبية يستقبل ستيفن بوسوورث (أ ف ب) والتقى بوسوورث كبير المفاوضين حول البرنامج النووي، وي سونغ-لاك، ووزير الخارجية، كيم سونغ-هوان. ولم تكشف تفاصيل المحادثات غير أن ناطقا باسم الخارجية كان أعلن سابقا أن بوسوورث والمسؤولين الكوريين الجنوبيين "سيدرسون الوضع الراهن المتعلق بتطور البرنامج النووي الكوري الشمالي والردود المستقبلية". وشدد كيم سونغ-هوان، أمس الأربعاء، على وجوب إجراء مفاوضات ثنائية بين الشمال والجنوب، قبل أي استئناف للمفاوضات السداسية حول برنامج بيونغ يانغ النووي. وترفض كوريا الشمالية إجراء محادثات مباشرة مع الجنوب وتطالب بالتحاور مع واشنطن. وتهدف المفاوضات السداسية، التي تجري بين الكوريتين والصين والولاياتالمتحدة واليابان وروسيا، إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي لقاء مساعدة ضخمة على صعيد الطاقة، غير أنها متعثرة منذ أن خرجت منها كوريا الشمالية في أبريل 2009. وقال وزير الخارجية إن هذه المفاوضات "تشكل إطارا مفيدا لبحث نزع الأسلحة النووية في الشمال، لكن التوصل إلى تحقيق تقدم ملموس عبر الحوار يتطلب إحلال أجواء ملائمة، بما في ذلك محادثات ثنائية". وقال في كلمة ألقاها بمناسبة حلول السنة الجديدة، إن "الحكومة ستواصل على المسارين، مسار الحوار ومسار العقوبات، لدفع الشمال إلى إبداء عزمه على نزع الأسلحة النووية". وكان المبعوث الأميركي دعا، أول أمس الثلاثاء، لدى وصوله إلى سيول إلى "مفاوضات جادة" كنقطة مركزية في الاستراتيجية المتبعة بشأن الملف الكوري الشمالي. ومن المقرر أن يلتقي بوسوورث، اليوم الخميس، أيضا، وزير التوحيد الكوري الجنوبي، هيون اين-تاك، قبل متابعة جولته في بكين، ثم في طوكيو. وفي بيونغ يانغ كتبت صحيفة الحزب الحاكم "رودونغ سينمون"، أمس الأربعاء، أن التوتر المخيم في شبه الجزيرة الكورية يجب أن يهدأ "في أقرب وقت ممكن". وجاء في افتتاحية صدرت في الصحيفة إن "تسوية التوترات السياسية والعسكرية هو شرط لتحسين العلاقات بين الكوريتين ومواصلة المصالحة والتعاون الوطني". وتوقفت الولاياتالمتحدة الاثنين الماضي، بحذر عند التغيير "الواعد" في النبرة من جانب كوريا الشمالية في ما يتعلق بالعلاقات بين الكوريتين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، "إلى حد ما، ما نسمعه في العلن واعد". إلا أنه استدرك قائلا "لكن الكلمات يجب أن تستتبع بأفعال. سننظر إلى ما تفعله كوريا الشمالية وليس فقط ما تقوله". وتأزم الوضع فجأة في شبه الجزيرة الكورية في نهاية العام المنصرم، حين قصفت بيونغ يانغ بالمدفعية في 23 نوفمبر الماضي، جزيرة كورية جنوبية تقع على مسافة كيلومترات من سواحلها. من جهة أخرى، صعدت الولاياتالمتحدة من ضغطها على الصين حتى تكبح جماح كوريا الشمالية، حيث أرسلت مبعوثها إلى بكين، أمس الأربعاء، في إطار سعيها لحمل الشمال على وقف نشاطه النووي. وتأمل واشنطن في بدء مفاوضات جادة حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية قريبا، لكن تحقيق انفراجة يبدو صعبا. وتنامى التوتر في شبه الجزيرة الكورية إلى واحد من أعلى مستوياته منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، بعد إغراق سفينة كورية جنوبية مما أسفر عن مقتل 46 بحارا وبعد تبادل لنيران المدفعية والكشف عن معلومات نووية وتهديدات بالحرب من الجانبين. والتقى توم دونيلون، مستشار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما للأمن القومي مع يانغ جيه تشي وزير الخارجية الصيني، في واشنطن أول أمس الثلاثاء. وقال البيت الأبيض إن الاثنين ناقشا السبل، التي يمكن من خلالها إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن نشاط التسلح النووي و"تجنب السلوك الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار".