يبدو أن طبول الحرب بدأت تقرع بالفعل بين الجارتين الكوريتين، خاصة بعد إعلان جيش كوريا الجنوبية ووسائل الإعلام أن كوريا الشمالية أطلقت، أمس الثلاثاء، مئات من قذائف المدفعية على جزيرة تابعة للجنوب وأن النيران اندلعت في عدد من المباني، مما تطلّب ردا من جانب الجيش الجنوبي الذي فتح النار. وكان مسؤول عسكري في العاصمة الكورية، سيول، أعلن عن مقتل جندي كوري جنوبي وإصابة أربعة عشر آخرين، بينهم أربعة جنود وصفت إصاباتهم بالخطيرة بسبب نيران المدفعية الكورية الشمالية. وصرحت كيم هي جونغ، الناطقة باسم الرئاسة الكورية الجنوبية، للصحفيين في سيول، أمس الثلاثاء، بأن حكومة بلادها تدرس الدافع المحدد وراء الهجمات المفاجئة التي شنتها المدفعية الكورية الشمالية. وقالت: «كان سلاحنا البحري يقوم بإجراء تدريب بحري بالقرب من الحدود البحرية الغربية اليوم (تقصد الثلاثاء). وبعثت كوريا الشمالية برسالة احتجاج بشأن التدريب. ونقوم ببحث وجود علاقة محتملة بين الاحتجاج المكتوب والهجوم المدفعي». جدير بالذكر أن مسؤولا كوريا جنوبيا أعلن، يوم أمس الثلاثاء، عن نشر مقاتلات فوق الحدود البحرية الغربية لصد نيران المدفعية الكورية الشمالية. وقال مساعدون للرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك إنه عقد اجتماعا طارئا، أمس الثلاثاء، مع وزراء معنيين بشؤون الأمن لمناقشة اتخاذ تدابير مضادة لمواجهة الهجوم المفاجئ الذي شنته المدفعية الكورية الشمالية على جزيرة كورية جنوبية بالقرب من الحدود البحرية الغربية بين الكوريتين. وأضاف المساعدون أنه قبل وصول الوزراء إلى المقر الرئاسي (تشونج وا داي) كان لي ميونغ يعقد اجتماعا مع كبار مساعديه بشأن الاستفزازات الكورية الشمالية. وكان الجيش الكوري الجنوبي قال إن كوريا الشمالية أطلقت أمس عدة طلقات من نيران المدفعية في اتجاه مياه كورية جنوبية وعلى جزيرة قريبة من الحدود البحرية الغربية. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء، أمس الثلاثاء، عن الكولونيل لي بونغ وو، الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية، قوله إن طلقات المدفعية الكورية الشمالية سقطت في الساعة 2:34 بعد الظهر بالتوقيت المحلي في المياه الكورية الجنوبية قبالة جزيرة يونبيونغ، وسقط بعضها مباشرة على الجزيرة. وذكرت الوكالة أن الجيش الكوري الجنوبي رد بإطلاق نيران المدفعية. وأظهرت المشاهد التي بثتها شبكة تلفزيون «واي تي إن» الكورية الجنوبية سحب الدخان تتصاعد في سماء الجزيرة. ونقل تلفزيون واتيان في سيول عن شاهد عيان قوله إن ما بين 60 و70 منزلا اندلعت فيها النيران بعد القصف، وإن عددا منها تم تدميره، كما انقطع التيار الكهربائي عن الجزيرة. كما نقل تلفزيون وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن شاهد قوله إن التيار الكهربائي انقطع في جزيرة يونبيونغ التي تعرضت للقصف قرب الحدود مع كوريا الشمالية. وذكرت مصادر أن كبار مساعدي الرئيس الكوري اجتمعوا في مخبأ في القصر الرئاسي لدراسة الوضع المتفجر. وقالت مصادر حكومية إن سيول هددت برد قوي إذا استمرت الاستفزازات من بيونغ يانغ. وبعد قليل من القصف الذي تعرضت له الجزيرة في كوريا الجنوبية، وضعت سيول الجنوبية قواتها في حالة تأهب قصوى وأمرت مقاتلاتها بالتحليق فوق هذه الجزيرة. ويأتي الحادث وسط توتر شديد على الحدود بين الكوريتين بسبب برنامج كوريا الشمالية النووي وبعد غرق بارجة كورية جنوبية في مارس حملت سيول مسؤوليته لبيونغ يانغ. كما يأتي ذلك فيما غادر المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث طوكيو متوجها إلى بكين للقاء المسؤولين الصينيين وبحث الملف النووي الكوري الشمالي بعد أيام على كشف كوريا الشمالية عن موقع تخصيب يورانيوم لديها. وأعلنت كوريا الشمالية أن أجهزة الطرد المركزي، التي عرضتها على عالم أمريكي، تهدف إلى إنتاج الطاقة لغايات مدنية، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن نيتها الفعلية هي صنع جيل جديد من القنابل النووية. وتترأس الصين المحادثات السداسية المتوقفة حول نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، والتي تضم الكوريتين والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة، كما أنها تعد الحليف الأساسي لكوريا الشمالية. وفي أواخر أكتوبر، تبادلت القوات الكورية الشمالية والكورية الجنوبية النيران عبر حدودهما تزامنا مع حالة تأهب قصوى للجيش في سيول، في إطار الاستعدادات لتنظيم قمة مجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الكورية الجنوبية في وقت سابق هذا الشهر.