اندلع صباح الثلاثاء تبادل مكثف للقصف المدفعي بين شطري كوريا الشمالية والجنوبية،مما أدي لمقتل جنديين كوريين جنوبيين وفقا لتقديرات مبدئية وإصابة 19 آخرين . واتهمت سيول جارتها الشمالية ببدء العدوان وقصف إحدى جزرها الواقعة في البحر الأصفر بوابل من قذائف المدفعية، واعتبرته عدوانا وانتهاكا لاتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الأهلية بين الدولتين. وقد سارعت كل من الولاياتالمتحدة وروسيا والصين لإدانة الهجوم والدعوة لتهدئة الوضع وعدم استخدام القوة المسلحة، وأكدت واشنطن التزامها بالدفاع عن حليفتها الجنوبية. وذكرت كوريا الجنوبية أن القصف تسبب في إشعال النيران بعشرات المنازل داخل الجزيرة، وقال تلفزيون يونهاب الكوري الجنوبي أنه تم إجلاء عدد كبير من سكان تلك المنازل إلى المخابئ في الجزيرة. ونقل التلفزيون عن شاهد عيان قوله إن التيار الكهربائي انقطع في جزيرة يونبيونغ قرب الحدود مع كوريا الشمالية بعد القصف، كما ذكر أن عدداً من المنازل انهار. وقال أحد سكان جزيرة يونبيونغ قرب حدود البحر الأصفر المتوترة للتلفزيون عبر الهاتف إن حوالي 50 قذيفة سقطت وإن عشرات المنازل قد تضررت فيما أصيب بعض الأشخاص بجروح. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن الجيش رد على القذائف الكورية الشمالية ووضعت الجيش في حالة تأهب قصوى. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوكالة الأنباء الفرنسية إن " وحدة مدفعية كورية شمالية قامت بإطلاق نيران بشكل استفزازي، وعمدت القوات الكورية الجنوبية إلى الرد على الفور في إطار الدفاع عن النفس " . وقال لي جونغ سيك وهو أحد سكان الجزيرة أيضاً " هناك عشرة منازل تحترق على الأقل ، والدخان يرتفع منها كما أن بعض التلال تحترق ". وأضاف " كما أبلغنا عبر مكبرات الصوت بإخلاء منازلنا " . وأظهرت صور التلفزيون سحباً من الدخان ترتفع في سماء الجزيرة. وأكدت قيادة أركان الجيش الكورية الجنوبية أن بعض القذائف سقطت مباشرة على الجزيرة، حيث يوجد مقر لوحدة بحرية كورية جنوبية ومقار أخرى في أماكن قريبة. ويأتي الحادث وسط توتر شديد على الحدود بين الكوريتين بسبب برنامج كوريا الشمالية النووية وبعد غرق بارجة كورية جنوبية في مارس الماضي حملت سول مسؤوليته لبيونغ يانغ . وفي أول رد فعل على تفجر الوضع في شبه الجزيرة الكورية ، قال مسؤول رفيع في الخارجية الروسية الثلاثاء إن القصف المدفعي لكوريا الشمالية لجزيرة كورية جنوبية " غير مقبول " ودعا الجانبين إلى ضبط النفس للحيلولة دون نشوب صراع أوسع . وقال المسؤول " نعتقد أن استخدام القوة في شبه الجزيرة الكورية وفي العلاقات الدولية بشكل عام هو أسلوب غير مقبول تماما " . وأضاف " نعتقد أن أي نزاع بين كوريا الشمالية والجنوبية يجب أن يحسم فقط من خلال الوسائل الدبلوماسية والمهم الآن ألا يتحول الموقف إلى صراع عسكري " . وفي واشنطن نددت الولاياتالمتحدة بالهجوم ، و طالبت كوريا الشمالية بوقف ما وصفته " بالتصرف الأرعن " وأكدت التزامها بالدفاع عن حليفتها الجنوبية ضد أي اعتداء. من جانبه ، أدان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم بالمدفعية الذي شنته كوريا الشمالية على جزيرة كورية جنوبية الذي وصفه بأنه واحد من أخطر الحوادث منذ انتهاء الحرب الكورية. وقال المكتب الصحفي للأمم المتحدة في بيان " يشعر الأمين العام بقلق بالغ جراء تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية الناجم عن الهجوم بالمدفعية الذي شنته اليوم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية " كوريا الشمالية " على جزيرة يونجبيونج " . وأضاف البيان " الهجوم واحد من أخطر الحوادث منذ انتهاء الحرب الكورية. الأمين العام يدين الهجوم ويدعو إلى ضبط النفس على الفور " . وأطلقت كوريا الشمالية أمس الثلاثاء عشرات من قذائف المدفعية على الجزيرة التابعة للشطر الكوري الجنوبي فقتلت جنديين في واحدة من أعنف عمليات القصف على الجنوب منذ الحرب الكورية التي انتهت عام 1953 . وأضاف بيان المكتب الصحفي للأمم المتحدة أن بان وهو وزير خارجية سابق لكوريا الجنوبية يصر على أن أي خلافات بين الشمال والجنوب " يجب أن تحل بالوسائل السلمية والحوار " . وقال إن الأمين العام عبر عن " بالغ قلقه " للسفير البريطاني لدى الأممالمتحدة مارك لبال جرانت الذي يرأس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال نونبر الجاري. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن إنه من المتوقع أن يناقش المجلس هجوم كوريا الشمالية في نهاية جلسة مشاورات مغلقة حول الشرق الأوسط الثلاثاء كانت مقررة سلفا. وأضاف الدبلوماسي أنه لم يتضح ما إذا كان بيان سيصدر عن الجلسة من المجلس الذي قد يحدد جلسة أخرى لبحث الهجوم الكوري الشمالي. كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تعتزم التشاور مع حلفائها بما في ذلك الصين لاتخاذ رد " محسوب وموحد " على الهجوم المدفعي الكوري الشمالي على جزيرة كورية جنوبية. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح صحفي " كل المعنيين ذهلوا من أفعال كوريا الشمالية الاستفزازية.. نحن نعمل مرة أخرى في إطار شبكة راسخة من شركائنا بحيث نصل إلى تحرك محسوب في هذا الصدد.. لن نرد بصورة متسرعة " . وقال نائب سفير كوريا الشمالية في الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إن حادث القصف القريب من الحدود بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ينبغي بحثه بين البلدين لا في مجلس الأمن. وأضاف باك توك هون " لا ينبغي بحثه في مجلس الأمن ولكن ينبغي ذلك بين الكوريتين الشمالية والجنوبية " .