بدأت البحرية الكورية الجنوبية مناورات ضخمة قرب الحدود البحرية المتنازع عليها مع جارتها الشمالية التي هددت بالرد على هذه المناورات عسكريا. وتستمر هذه المناورات -التي تأتي بعد ثمانية أيام من مناورات مشتركة مع الولاياتالمتحدة- حتي يوم الاثنين القادم ، وتتضمن عددا من التدريبات بالذخيرة الحية في البحر الأصفر في مناطق قريبة من الحدود البحرية مع كوريا الشمالية. و حسب ما أعلنه رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الكورية الجنوبية، يشارك في التدريبات أربعة آلاف وخمسمائة جندي، وأكثر من عشرين سفينة حربية ، بينها مدمرات، وغواصة ، وخمسون طائرة بينها مقاتلات ومروحيات هجومية. وشدد رئيس هيئة الأركان على الطبيعة الدفاعية البحتة لهذه المناورات بهدف صد أي اعتداء بحري محتمل بما فيها هجمات تقوم بها قوات خاصة (كوماندوز) كورية شمالية. وأوضح المسؤول العسكري الكوري الجنوبي أن التدريبات تتضمن تمارين بالذخيرة الحية لمشاة البحرية على بطاريات المدفعية في جزر تقع على خط الحدود البحري في البحر الأصفر والمتنازع عليه مع الشمال، لكن دون إطلاق الذخائر صوب المنطقة الشمالية. كما تحدث عن تدريبات للغواصات على إطلاق الطوربيدات، وقنابل الأعماق في المناطق البحرية البعيدة عن الحدود منعا لأي سوء فهم أو التباس، مؤكدا في الوقت نفسه إنه لم يتم رصد أي حركة غير اعتيادية للجيش الكوري الشمالي في المنطقة الحدودية. وكانت كوريا الشمالية قد أصدرت، خلال اليومين الماضيين، تحذيرات واضحة إلى كوريا الجنوبية على خلفية المناورات، وهددت باتخاذ إجراءات عسكرية ملموسة ردا على استفزاز وانتهاك سيادتها الإقليمية، كما حذرت السفن التجارية من الاقتراب من المنطقة الحدودية البحرية التي شهدت العام الماضي اشتباكات بين الكوريتين أقل حدة من الاشتباكات التي وقعت عامي 1999 و2002. يذكر أن بيونغ يانغ سبق وهددت باللجوء إلى «الردع النووي ضد المناورات الكورية الجنوبية الأميركية المشتركة التي أجريت أخيرا في البحر الأصفر، لكن المناورات انتهت دون أي حادث يذكر. يشار إلى أن الحدود البحرية الغربية طالما كانت مصدر توتر بين الكوريتين بسبب رفض الشطر الشمالي الاعتراف بالحدود التي يقول بأنه تم ترسيمها من طرف واحد في اتفاق الهدنة عام 1953 الذي وضع حدا للحرب الكورية، مما يعني بقاء الطرفين تقنيا في حالة حرب كونهما لم يوقعا على اتفاقية سلام حتى الآن.