خبراء يكشفون دلالات زيارة الرئيس الصيني للمغرب ويؤكدون اقتراب بكين من الاعتراف بمغربية الصحراء    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    موتسيبي: "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    قلق متزايد بشأن مصير الكاتب بوعلام صنصال بعد توقيفه في الجزائر    الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية        طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة        خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة أهداف طلعات الطيران الإسرائيلي حتى جبل طارق
المناورات الإسرائيلية للهيمنة على المتوسط
نشر في العلم يوم 26 - 10 - 2009

ذكر تقرير نشرته مجلة «الإكسبرس» الفرنسية خلال الأسبوع الأول من شهر مايو 2009 ان طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قامت بمناورات عسكرية واسعة النطاق انطلاقا من قواعدها في إسرائيل وحتى مضيق جبل طارق الفاصل بين المغرب وكل من اسبانيا والبرتغال، الإشارة إلى البرتغال كان معناها حسب تقرير المجلة الفرنسية أن المقاتلات المقنبلة الإسرائيلية دخلت المجال الجوي فوق المحيط الأطلسي.
وذكر التقرير أن المناورات التي وصلت الى مشارف المحيط الأطلسي تطلبت تموينا بالوقود في الجو لقطع مسافة 3800 كيلومتر ذهابا ثم مثلها إيابا.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها إجراء مناورات جوية إسرائيلية حتى النهاية الغربية للبحر الأبيض المتوسط، فقد تكرر ذلك خلال سنتي 2006 و 2007. وقد تم الترويج مع أخبار كل مناورة على هذه الشاكلة أن الأمر يتعلق بالاستعداد للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
خبراء عسكريون ألمان أشاروا إلى أن المسافة بين القواعد الجوية الإسرائيلية والأراضي الإيرانية لا تتعدى 2500 كيلومتر ذهابا وإيابا في حين أن المناورة حتى مشارف جبل طارق تتطلب قطع 7600 كيلومتر زيادة على أن التمرن على قصف إيران ليكون مجزيا، يجب ان يتم فوق أراض صحراوية وجبلية، ولهذا لم يستبعد هؤلاء الخبراء أن يكون الهدف المطلوب إسرائيليا هو غير إيران، مضيفين ان من عادة تل أبيب التمويه على مقاصدها وانها لو كانت تريد ضرب إيران لما صرحت بذلك على كل وسائل الإعلام.
يوم الأثنين 19 أكتوبر 2009 كشفت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن اجراء مناورات عسكرية بين سلاحي الجو الاسرائيلي والايطالي قبل اسبوعين في اجواء جزيرة سردينيا. واشتملت المناورات على محاكاة المعارك الجوية والغارات على أهداف ارضية بالإضافة إلى عملية التزود بالوقود في الجو. واشارت الإذاعة إلى مشاركة مقاتلات اسرائيلية من طرازي «اف 15» و»اف 16» في المناورات.
المناورات الأكبر
يوم الأربعاء 21 اكتوبر 2009 انطلقت على الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 المناورات الأكبر للدفاع الجوي بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي حيث من المتوقع مشاركة ما يقارب 10 آلاف ضابط وجندي من كل طرف فيها، والتي يراد منها، إضافة للبعد التدريبي، توجيه رسالة واضحة لأعداء إسرائيل عن التزام واشنطن بالدفاع عن الكيان الصهيوني.
وتستمر المناورات المشتركة والتي تأتي تحت اسم «جونيبر كوبرا» حتى الخامس من نوفمبر، في إطار تمرين وهمي يفترض تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وعلى ارتفاعات متباينة، وستطلق في جزء منها صواريخ فعلية تهديدا ومضادات.
وحسبما ذكرت جريدة «السفير» اللبنانية، تستند فكرة المناورة إلى احتمال تورط إسرائيل في حرب شاملة، تتعرض فيها لهجمات صواريخ متوسطة المدى من سوريا، وصواريخ متوسطة المدى وأخرى قصيرة المدى من حزب الله، وصواريخ قصيرة المدى وبدائية من قطاع غزة.
وتشارك في المناورة بوارج حربية أمريكية وإسرائيلية، فضلا عن محطات رادار وبطاريات صواريخ من أنواع مختلفة. وتهدف المناورة المشتركة، التي تجري للمرة الخامسة، وحسب البيانات الرسمية الصادرة بشأنها الى التدرب على التنسيق بين قوات الطرفين في حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية واسعة.
وبغية إضفاء قدر كبير من الأهمية على المناورة المشتركة أوكلت واشنطن أمر قيادتها لقائد الأسطول السادس الأميرال مارك فيتزغيرالد. ويعتبر فيتزغيرالد الضابط الأمريكي الأرفع مرتبة الذي يقود مناورة مشتركة مع إسرائيل. ونشرت وسائل إعلام متخصصة أن فيتزغيرالد سيتولى، في إطار قيادته للمناورة، مسؤولية أمرة سلاح الجو الإسرائيلي أيضا.
وكانت المناورة، والتي جرت العادة على إجرائها بشكل دوري مرة كل عامين منذ العام 2001، قد تأجلت عن موعدها المقرر أسبوعا بسبب مشكلات لوجستية.
ووصلت الى إسرائيل طائرات نقل عملاقة من طراز «غلاكسي» تقل معدات كثيرة وأجهزة رادار وحوالي ألفي جندي وضابط أمريكي، إضافة إلى 17 بارجة أمريكية تمخر مياه شرق المتوسط.
وأقام الجنود الأمريكيون الذين نزلوا الى البر في قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي البرية والجوية، وخصوصا في النقب جنوب فلسطين. وقد وصل هؤلاء الجنود من مقراتهم في قواعد الجيش الأمريكي المنتشرة في أوروبا، وخصوصا من قاعدتهم في مدينة شتوتغارت الألمانية.
وتحوي البوارج الأمريكية، التي تبحر قبالة الشواطئ الإسرائيلية، منظومات صواريخ مضادة للصواريخ من ألانواع ألاكثر تطورا. وتشارك في المناورة بطاريات «حيتس 2» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بطاريات صواريخ «ثاد» الأمريكية ومنظومات مضادة للصواريخ من طراز «باتريوت» و»هوك».
كما سيتم في المناورة استخدام الرادار الأمريكي الجديد (اكس باند، اف بي اكس تي) الذي نصب في القاعدة العسكرية «ناباطيم» بالنقب قبل نحو سنة للتحذير من الصواريخ البالستية ونقل معطيات مسارها لنظام «حيتس» الصاروخي أو غيره، وهو من إنتاج شركة «رايثون» الأمريكية. ويوفر الرادار زمن إنذار أطول مما في الماضي، ويعطي الإسرائيليين وقتا اضافيا بالمقارنة مع الماضي للعمل على الوصول قبل سقوط الصواريخ إلى الأماكن المحصنة أو الآمنة.
ويعتبر الرادار FBX _ T الأكثر تطورا في الولايات المتحدة وهو قادر حسب المصادر الغربية وبالاعتماد والتواصل مع الأقمار الصناعية العسكرية على رصد أي جسم طائر بقدرة دفع ذاتية مولدة للحرارة بحجم كرة القدم من مسافة 4700 كلم تقريبا.
تجربة أسلحة جديدة
ونقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن «محطات رادار من أنواع مختلفة ستنشر على طول الساحل. كما أن الجمهور سيشاهد في البحر سفن صواريخ كثيرة. فلهذه المناورة أهمية كبيرة، ليس فقط على الصعيد المعنوي».
وتشارك في المناورة طائرات تجسس أمريكية ستقلع من تركيا واليونان، كما يجري تجريب طائرات بدون طيار تقوم بمحاولة تضليل الصواريخ المهاجمة أو تدميرها في ممراتها المفترضة بموجات ذبذبات عالية.
وحسب مصدر عسكري آخر فإن «الاستعدادات للمناورة بدأت قبل أيام، وفي إطارها تدربت الوحدات الإسرائيلية والأمريكية على قدرة الحديث مع بعضهم البعض عند الحاجة».
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أرتالا من الآليات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية سوف تشاهد على الطرقات طوال أيام المناورة. وأشارت إلى أن العديد من المحاور والطرقات سوف تغلق بشكل متتابع وفقاً لاحتياجات المناورة.
ويرى مراقبون أن إجراء هذه المناورات في هذا التوقيت يحمل الكثير من الدلالات والأبعاد المختلفة سواء الأمنية أو الإستراتيجية أو حتى السياسية. فالمناورات تعبر عن مظهر مهم للغاية من مظاهر ذلك التعاون الإستراتيجي الوثيق بين واشنطن وتل أبيب، والذي دائما ما يتبدى في صورة تعاون عسكري متزايد سواء على مستوى صفقات السلاح أو المناورات العسكرية المشتركة أو حتى عمليات الأبحاث الأمنية والعسكرية والاستخباراتية المشتركة.
وحسبما ذكر موقع «عرب 48» الالكتروني، فان بعض المراقبين العسكريين يعتبرون هذه المناورات بمثابة تتويج لعملية استخلاص العبر، ومقاربة الاستراتيجيات العسكرية بين إسرائيل وأمريكا سواء فيما يتعلق بلبنان أو فلسطين أو العراق وذلك في ضوء التقارير التي تحدثت عن أن الحروب الأخيرة تميزت بإخفاقات كثيرة واحتلت حيزا هاما في المداولات بين وزارة الدفاع الأمريكية ونظيرتها الإسرائيلية وتأثيرها على عقيدة الحرب المستقبلية للأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء.
مغالطات
في واشنطن تروج بعض الأوساط المقربة من البيت الأبيض وفي تلميحات موجهة أساسا الى الدول العربية ان هذه المناورات هي محاولة من إدارة أوباما لإشعار إسرائيل بأكبر قدر من الحماية العسكرية، بشكل يتيح لواشنطن اتخاذ خطوات في المجال السياسي لصالح العملية السلمية المتعثرة مع الفلسطينيين.
غير ان هذه المقولات تناهر أمام الواقع. ففي الوقت الذي انطلقت فيه المناورات الإسرائيلية الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في كلمة مسجلة عرضت في «مؤتمر الرئيس» الذي ينظمه الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز للسنة الثانية، إن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي أكثر من تحالف استراتيجي.
ودعا أوباما في كلمته إلى دفع المفاوضات مع الفلسطينيين. معتبرا أن «الجمود في العملية السياسية هو احتمال لن يقبله». قال إنه «من المهم التقدم باتجاه الهدف رغم وجود نقاط مظلمة». وأكد أوباما أن «الصداقة بين إسرائيل وواشنطن هي أكثر من تحالف استراتيجي». معتبرا أن «الشعب الأمريكي والإسرائيلي يتشاركان في الإيمان بأن الدول الديمقراطية يمكنها تغيير المستقبل».
ووصف أوباما بيريز المتهم من طرف أوساط حقوقية غير عربية أو اسلامية بلإرتكاب جرائم حرب وضد الانسانية، بأنه «السياسي المتألق» وقال إنه «قدم مساهمات للصداقة العميقة والملزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة». وأضاف قائلا: «كانت حياته مثالا للطريق التي يمكن فيها للشجاعة والمثابرة أن يغيرا المستقبل وتحويل التحديات الصعبة إلى فرص تاريخية. وساهم في بناء وضمان وجود إسرائيل».
سلسلة المناورات هذه جاءت كذلك بعد ترويج وسائل اعلام إسرائيلية وغربية معلومات عن البرنامج الصاروخي المصري والذي ادعت انه يتم بالتعاون مع كوريا الشمالية وبمشاركة علماء عراقيين بعد احتلال البوابة الشرقية للأمة العربية سنة 2003، مشيرة الى انه يتطور بسرعة فائقة ومحاط بسرية تامة وهو يركز على منصات اطلاق متحركة لها أماكن متعددة للتخزين بحيث يصعب التفتيش عنها، وأنه يشكل تهديدا خطيرا لإسرائيل لأن أي منطقة في إسرائيل لا تبعد بأكثر من 320 كيلومتر من سيتاء.
نفس الأوساط اشارت الى قاعده «السليل» للصواريخ فى السعوديه التي وضعت فيها الرياض منظومة صواريخ مطورة بالتعاون مع باكستان قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل.
قواعد أفريقية
قبل ذلك بأشهر وفي شهر ديسمبر 2008 كشف مارك برترامب الخبير العسكري والاستراتيجي الأمريكي أن إسرائيل قامت بتطوير قواعدها الحربية في عدد من الدول الصديقة لها، ومن بينها إثيوبيا.
وقال برترامب في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» الأمريكية : «إسرائيل نصبت قاعدة صواريخ حديثة في مواجهة مصر والسعودية، رغم ارتباطها بمعاهدة سلام مع مصر، وعدم وجود نزاعات مسبقة مع السعودية».
وأضاف : «الدولة العبرية وضعت في القاعدة الإثيوبية ثلاث بطاريات صواريخ تقليدية، إضافة إلى بطارية صواريخ من طراز «أريحا».
وحول سر توجيه هذه الصواريخ لمصر والسعودية، قال الخبير العسكري : «القاهرة والرياض هما أقوى دولتين في المنطقة العربية بعد سقوط العراق، ويستطيعان جر قطار باقي الدول العربية وتوجيهها، مشيرا الى أن تل أبيب لا تثق في قابلية استمرار اتفاق السلام مع مصر وترى ان المسألة هي قضية وقت فقط قبل أن يدفن نهائيا اتفاق كامب ديفيد».
وأوضح أن تطوير الصواريخ الإسرائيلية أرض أرض يمثل خطرا كبيرا على المنطقة العربية، خاصة مع إطلاق القمرين الصناعيين أفق 2 و3، اللذين يسهلان إلى حد كبير الحصول على المعلومات اللازمة لتوجيه هذه الصواريخ من كل من مصر وسوريا والأردن بالكامل وجزئيا بالنسبة للسعودية والسودان وليبيا وباقي دول المغرب العربي،واستبعد أن تبادر إسرائيل بضرب مصر والسعودية والدول العربية بصواريخها المتطورة إلا عندما تشعر أنها على حافة الهلاك، لأن مساحة إسرائيل الكلية لا تزيد عن 27 ألف كلم وطول الحدود مع مصر وسوريا ولبنان والأردن 980 كلم، وهو ما يسهل تعرضها لخطر أي نوع من الصواريخ وحتى قصيرة المدى ومتوسطة المدى، أما مساحة الدول العربية فتبلغ حوالي 12 مليون كلم.
القوة المغاربية
في بحث اجراه معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ووزع تدوينه زمنيا على أساس سنوي ابتداء من سنة 2001 وتناول فيه أمن إسرائيل المتوسطي، أشار الى التهديد الذي يشكله نمو القدرات العسكرية للدول المغاربية وخاصة المغرب والجزائر وليبيا على الأمن الإسرائيلي. وذكر البحث ان المغرب والجزائر شاركا بشكل فعال ومؤثر في حرب أكتوبر سنة 1973 وأن هناك استعدادا مستمرا لدى هذين البلدين للمشاركة في أي مواجهة عربية إسرائيلية عامة جديدة. ونبه البحث وهو ليس الوحيد الذي يصدر عن معاهد أبحاث إسرائيلية أو أمريكية أن سباق التسلح بين المغرب والجزائر يوفر ترسانة حربية في منطقة العنق لغرب المتوسط وهو ما يشكل تهديدا مفترضا ومحتملا لإسرائيل.
ان البحر المتوسط ومضيق جبل طارق هو الممر البحري الوحيد الذي يقود الساحل الإسرائيلي الى الموانئ الأمريكية، واذا تعطل أو تعذر على إسرائيل الإستفادة منه يحكم عليها بالموت السريع لأن النقل الجوي لا يمكن ان يعوضه.
يوم الأربعاء 14 اكتوبر 2009 نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية عن مصادر عسكرية المانية ان تل ابيب وجهت طلبا عبر حلف شمال الأطلسي إلى دول المغرب العربي يتضمن جوهره بأنها معنية بصفة مباشرة بالأمن في منطقة حوض غرب البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، وتحديدا الممرات البحرية المتاخمة للشواطئ المغربية والجزائرية والليبية.
وجاء المسعى الإسرائيلي بالتزامن مع مناورات «أكتيف انديفور» التي شاركت فيها إسرائيل لأول مرة بقطعة بحرية وأصبحت طرفا دائما فيها. والواضح هو أن إسرائيل تطالب بضمان أمن تجارتها البحرية عبر المتوسط المقدرة ما بين 60 في المائة و70 في المائة من إجمالي تجارتها الخارجية والبالغة حسب الاحصاءات 80 مليار دولار، من أي هجمات على خطوط الملاحة البحرية التجارية.
والواقع فإن إسرائيل تبحث عن ضمانات تأمين جديدة تلزم حلف «الناتو» بحماية عسكرية لأمنها عبر الضغط على الحكومات المغاربية سواء عن طريق الأمريكيين أو الأوروبيين، للإلتزام بعدم التعرض للسفن الإسرائيلية أو المتعاملة معها حتى في حالة نشوب حرب عامة عربية إسرائيلية، وكذلك التلويح بالتدخل لحماية خطوط المواصلات الإسرائيلية.
القلق الإسرائيلي ناجم عن ان الممرات البحرية في غرب المتوسط لا تبعد عن بعض القواعد البحرية في الجزائر سوى بأقل من 100 ميل بحري، أما فيما يخص المغرب فإن الأمر يتقلص الى كيلومترات قليلة تحسب على أصابع اليد.
وقد أبدت غالبية الدول الغربية تفهمها للقلق الإسرائيلي المتزايد من تنامي قدرات دول المغرب العربي البحرية، وذلك استنادا إلى قرار اجتماع قمة حلف الناتو في استانبول في 28 يونيو 2004 ، الذي أكد على ضرورة الحفاظ على مصالح وأمن إسرائيل، وتطوير علاقتها وتعاونها الاستراتيجي مع حلف الناتو، ودعا إلى تعميق التعاون الاستراتيجي بين الحلف وإسرائيل، خاصةً فيما يتعلق باهتماماتها بالسواحل الجنوبية للبحر المتوسط.
ورغم أن إسرائيل تبعد آلاف الكيلومترات عن الشواطئ الغربية الجنوبية للبحر المتوسط، إلا أنها تصر على أن يكون لها دور في كل المناورات البحرية التي تجري فيه، وتطالب في الوقت نفسه بمنع دول حوض المتوسط العربية من المشاركة في هذه المناورات.
تسلح المغرب والجزائر
ويسجل ان الصحف الإسرائيلية تناولت بتوسع خلال شهر أبريل 2008 قيام المغرب بتشييد القاعدة العسكرية البحرية في منطقة القصر الصغير مشيرة الى أن ذلك يشكل حلقة أخرى في سباق التسلح في غرب البحر الأبيض المتوسط بين كل من اسبانيا والجزائر والمغرب. كما نبهت الى نية الدول الثلاث في إعادة هيكلة قواتها البحرية من خلال إعادة انتشارها وتدريبها واقتناء عتاد بحري متطور.
والي جانب تشييد قاعدة القصر الصغير، تحدثت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن توقيع المغرب علي اتفاقية مع الشركة الفرنسية DCNS التي تعتبر من كبريات شركات السلاح البحري عالميا وذات الريادة في أوروبا لاقتناء فرقاطة فريم (FREMM) وهي الفرقاطة الأوروبية ذات المهام المتعددة ويصفها المراقبون بفرقاطة القرن الواحد والعشرين ويقارنها البعض بالفرقاطة السويدية المتطورة فاسبي. كلفتها المالية 470 مليون يورو وسترتفع الي حوالي 600 مليون يورو بسبب الفوائد.
وقبل ذلك وفي شهر فبراير 2008 تناقلت وسائل الاعلام الإسرائيلية ما كتبته وكالة فرانس بريس عن أن شركة صناعة السفن البحرية الهولندية «شيلدي شيببيلدنغ» وافقت على بناء ثلاثة طرادات حربية من فئة سيغما بحمولة تبلغ 1600 طن لصالح البحرية الملكية المغربية كما أفادت صحيفة «زوس كرانت» الهولندية المناطقية على موقعها الالكتروني.
واوضحت الصحيفة ان قيمة هذه الصفقة تبلغ اكثر من نصف مليار يورو وان بناء هذه الطرادات سيستغرق خمس سنوات وسيخلق طيلة هذه الفترة آلاف فرص العمل في ورش الشركة.
وبحسب موقع الشركة على موقع الانترنت فان الطرادات من هذا الطراز «مجهزة بنظام اسلحة وبنظام اتصالات متطورين جدا وهي قادرة على استيعاب فريق من 80 شخصا بالاضافة الى مهبط للمروحيات ومحرك على الديزل». واوضح الموقع ان السفن المسلحة بصواريخ متقدمة «مجهزة تماما من اجل مهام التعقب والدوريات». وأضافت ان البحرية الاندونيسية التي تتولى حراسة مساحة بحرية واسعة حول 17 الف جزيرة، وعلى مسافة خمسة آلاف كيلومتر من الشرق إلى الغرب وألفي كيلومتر من الشمال إلى الجنوب، مجهزة بسفن من هذا الطراز.
وتؤشر الاهتمامات الإسرائيلية المركزة حيال المغرب العربي حاضرا ومستقبلا إلى الاستهدافات التالية:
أولا: حرمان اساطيل دول المغرب العربي من استعادة قدراتها السابقة بأي ثمن قد يتجاوز القدرات البحرية الإسرائيلية.
ثانيا: محاولة البحث عن الانضواء تحت مظلة الشراكة (5+5) بين دول جنوب الدول الأوروبية الغربية المتوسطية (فرنسا اسبانيا ايطاليا البرتغال مالطا) ودول المغرب العربي (ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا) من أجل مراقبة عن كثب القدرات العسكرية، ورصد تحركاتها وقوة فاعليتها وخبرتها وتقنياتها.
وكان عسكريون إسرائيليون قد حذروا من أن دول المغرب العربي تحسن قدراتها العسكرية خاصة في المجال البحري عن طريق المشاركة في مناورات مجموعة خمسة زائد خمسة وعدد من أساطيل الدول المنضوية تحت لواء الناتو، وتبني علاقات وجو من الثقة من أجل تبادل المعلومات في مجال الأمن الجوي والبحري وذلك بتعاون القوات المسلحة والوقاية المدنية في هذه البلدان. ويضيف الخبراء الصهاينة أن هذا أمر يفلت من قدرة إسرائيل على الرقابة أو التدخل، كما أن مجموعة غرب المتوسط تضع مصالحها الخاصة فوق اعتبارات التحفظ الإسرائيلية.
ثالثا: العمل على استثمار توظيف الاستقرار المغاربي على طاولة المفاوضات السلمية وأحدها ما يتداول حاليا حول نية إسرائيل الحصول على الموافقة بعبور الأقاليم الجوية لبلدان الاتحاد المغاربي.
دور البحارة المغاربة في تحرير القدس
في بحث اكاديمي بجامعة بن غوريون بالنقب واعتمادا على مراجع مغربية: تم الكشف عن الخلفية التاريخية للمغرب في صراعات الشرق الأوسط وتسليط الضوء على الدور الذي لعبه في تحرير بيت المقدس.
وأضاف البح لقد خلدت المصادر التاريخية أسماء العديد من المغاربة الذين شاركوا في الجهاد ضد الصليبيين، ليس خلال الحروب البرية التي جمعتهم بالمسلمين على الأراضي المصرية أو الشامية فقط، بل كذلك في الجهاد البحري بسواحل البحر الأبيض المتوسط الشرقية. لم يكن المغاربة نزلاء البلاد المشرقية التي عانت من ويلات الحملات الصليبية ليبقوا مكتوفي الأيدي أمام تطور الأحداث، بل شاركوا بشكل مكثف في المعارك التي خاضها المسلمون ضد الغزاة. ولم تكن هذه المشاركة على صورة واحدة. إذ فضلا عن الاشتراك المباشر في القتال، هناك من قدم المال لتجهيز المقاتلين. إن أول إشارة أوردتها المصادر بخصوص جهاد المغاربة البحري على عهد الحروب الصليبية حسب ما جاء في بحث الأستاذ عبد المجيد بهيني من كلية الآداب في بني ملال- جاءت في رسالة للقاضي عن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى وزير بغداد يبشره فيها بفتح حصن الأحزان وتخريبه (574 ه)، حيث يذكره فيها بالانتصار الذي حققه الأسطول المصري على الصليبيين بعكا، وبالبلاء الحسن الذي أبلاه المغاربة المعروفون على حد قول القاضي «بغزو بلاد الكفر» عندما ضيق الفرنجة الخناق على عكا.
هذه العبارة التي جاءت في نص الرسالة تصريح واضح وشهادة بالدور الذي لعبه المغاربة في هذه المواجهة واعتراف باشتهارهم بحرب النصارى سواء بالغرب الإسلامي حيث كانوا مجاورين لهم، أو بالمشرق حيث لم يكن الأسطول المصري يستغني عنهم.ويظهر أن البحريين المغاربة شاركوا إلى جانب حسام الدين لؤلؤ، قائد الأسطول المصري سنة 583 ه/ 1187 م، في تضييق الخناق على الصليبيين في بيت المقدس. وكانت مهمة الأسطول تتمثل في قطع الطريق بحرا على الإمدادات الفرنجية حيث كانوا «كلما رأوا لهم مركبا، غنموه ،او اغرقوه». وقد انتهى هذا الحصار بإسترجاع القوات الإسلامية لبيت المقدس.
الهدف
المناورات الأمريكية الإسرائيلية والطلعات الجوية الصهيونية بعيدا الى الغرب عن السواحل الشرقية لبحر احتضن أقدم الحضارات البشرية هي إعداد واضح لكل احتمالات المستقبل. إسرائيل ومعها حلفاؤها يخططون
لمنع دول جنوب المتوسط المغاربية من استعادة حجمها التاريخي المبني على إرث تاريخي في حماية هذا البحر من أطماع القوى الخارجية، فهكذا كان التاريخ الذي لا يمكن إلا أن يعيد نفسه عندما يتعلق الأمر بأمم وشعوب حكم عليها موقعها الجغرافي وتقاليدها بأن تكون قوة صد لكل أطراف غاشمة غريبة عن موقع وصف بقلب العالم النابض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.