ونقلت وكالة يونهاب للانباء عن مصدر حكومي كوري جنوبي قوله الثلاثاء ان كوريا الشمالية تتجه نحو تجاهل الدعوات التي وجهها اليها المجتمع الدولي لضبط النفس بعد تجربتها النووية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، وهي تستعد حاليا لاطلاق عدد من الصواريخ المتوسطة وربما البعيدة المدى. واضاف المصدر نفسه انه يجري حاليا الاعداد "لاطلاق ثلاثة صواريخ على الاقل" من قاعدة تقع في انبيون في محافظة كانغوون الواقعة على بعد نحو 100 كلم شمال شرق سيول. ويمكن ان تكون هذه الصواريخ من نوع رودونغ الذي يبلغ مداه 1300 كلم او صاروخ جديد متوسط المدى يصل الى نحو 3000 كلم. وامام هذه التهديدات القادمة من الشمال قررت كوريا الجنوبية ارسال احدى افضل قطعها البحرية الحربية الى حدودها البحرية الغربية المجاورة لكوريا الشمالية حسب ما اعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وتعتبر سفينة الدورية السريعة هذه من الافضل تجهيزا في الاسطول الحربي لكوريا الجنوبية وهي تحمل صواريخ متطورة. ويأتي هذا القرار الكوري الجنوبي على خلفية تصاعد التوتر يبن الكوريتين بعد ان هددت بيونغ يانغ بمهاجمة جارتها الجنوبية وكثفت من مناوراتها العسكرية قرب حدوده الغربية. وقال المتحدث باسم سلاح البحرية الكوري الجنوبي "ان سفينة الدورية السريعة يون هونغ ها المجهزة بقاذفات صواريخ تتحرك حاليا باتجاه البحر الاصفر". واضاف "ان السفينة يون هونغ ها مقارنة مع القطع البحرية الكورية الشمالية، تملك قوة نار ساحقة" محذرا من ان البحرية الكورية الجنوبية "ستؤدب على الفور" اي قوة كورية شمالية قد تسعى الى اعمال استفزازية في المنطقة. وتشير معلومات الى تمارين على الانزال اجرتها كوريا الشمالية قرب الحدود الغربية وهي منطقة شهدت مرتين معارك دامية منذ عام 1999. وتعود اخر مواجهة الى العام 2002 وسقط فيها ستة قتلى و18 جريحا لدى الجانب الكوري الجنوبي واكثر من ثلاثين قتيلا وجريحا لدى الجانب الكوري الشمالي. وتطالب بيونغ يانغ بترسيم جديد للحدود بين البلدين تكون اكثر جنوبا في هذه المنطقة. ويفيد مسؤولون كوريون جنوبيون واميركيون ان بيونغ يانغ التي اطلقت ستة صواريخ قصيرة المدى بعد تجربتها النووية الاثنين الماضي تستعد على ما يبدو لاطلاق صاروخ طويل المدى من قاعدة اطلاق اخرى في دونغشانغ-ري (على الشاطىء الشمالي الغربي للبلاد على البحر الاصفر). ويرى عدد من الخبراء ان استعراض القوة الاخير لبيونغ يانغ ياتي في اطار استراتيجية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الهادفة الى تعزيز سلطته للاعداد لخلافته. ونقل نائب من سيول عن اجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية ان كيم جونغ ايل اختار ابنه الاصغر كيم جونغ ان الذي لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما لخلافته. ووضعت القوات الاميركية والكورية الجنوبية في حالة تأهب بعد ان هدد نظام كيم جونغ ايل سيول بالرد عليها بعد انضمامها الى "المبادرة الامنية لمنع الانتشار". كما حذرت بيونغ يانغ انها ستتخد "اجراءات للدفاع عن النفس" في حال تشديد العقوبات الدولية عليها. وكان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك واعضاء رابطة دول جنوب شرق اسيا (آسيان) التقوا الثلاثاء في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية في جنوب البلاد ونددوا بالتجربة النووية الكورية الشمالية واطلاق الصواريخ التي وصفت بانها "خروقات واضحة" لقرارات مجلس الامن. واشارت مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس الاثنين الى تقدم في المحادثات بين سبع دول اساسية تعنى بالملف الكوري للاتفاق على مشروع قرار جديد يصدر عن مجلس الامن ويتضمن عقوبات اضافية على نظام بيونغ يانغ.