اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة بالانتقادات الموجهة لأداء القطاع البنكي في بريطانيا٬ واستقالة الوزير البرتغالي المكلف بالشؤون البرلمانية٬ والرسائل الالكترونية والسجلات المسربة من جنات ضريبية والتي تكشف عن هويات آلاف أصحاب الحسابات في هذه الدول٬ وكذا التوتر السياسي والعسكري بشبة الجزيرة الكورية. ففي بريطانيا٬ سلطت الصحف المحلية الضوء على تقرير برلماني يوجه اتهامات شديدة لتدبير القطاع البنكي٬ حيث أكدت العديد من الصحف أنه مازال أمام المملكة المتحدة طريق طويل من أجل تطهير شامل لنظامها البنكي الذي يضطلع بدور قاطرة الاقتصاد المحلي. وكتبت صحيفة (الغارديان) أن التقرير البرلماني٬ الذي ركز على تدبير بنك (هاليفاكس بنك أوف سكوتلاند) الذي كان على حافة الانهيار سنة 2008 قبل أن يتم اقتناؤه من طرف بنك (لويدز)٬ أبرز وجود "فشل رهيب وكبير" على مستوى التدبير والإدارة٬ مطالبة بضرورة محاسبة المسؤولين عن البنك. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق للبنك٬ اللورد ستيفنسون ومديريه التنفيذيين٬ جيمس كورسبي٬ وأندي هورنبي٬ مطالبون بتحمل مسؤولية هذا الفشل٬ الذي تسبب في خسارة البنك لأزيد من 47 مليار جنيه استرليني. من جانبها٬ شددت صحيفة (الاندبندنت) على أن خلاصات وتوصيات التقرير البرلماني تشمل جميع القطاع البنكي البرلماني. وبحسب الصحيفة فإن العاملين في القطاع البنكي البريطاني ظلوا لسنوات يفضلون مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الزبناء والمودعين والاقتصاد المحلي٬ منتقدة في هذا السياق الثقافة البنكية السائدة في حي المال والأعمال في قلب لندن٬ والتي تقوم على تحقيق أرباح على المدى القصير من دون التقيد بالضوابط والقواعد المالية الصارمة. واعتبرت (الاندبندنت) أن الأزمة التي عصفت بالقطاع البنكي كشفت ضرورة تغيير الثقافة السائدة في القطاع٬ مؤكدة صعوبة القيام بأي تغيير من دون تقديم المسؤولين عن الخروقات للمحاسبة. واختارت (الديلي تلغراف) التركيز على النقاش الدائر حاليا في بريطانيا حول المقاربة الواجب اعتمادها مع اقتراب أجل رفع القيود والحواجز أمام تدفق المهاجرين القادمين من رومانيا وبلغاريا. وأشارت الصحيفة إلى أن رفع هذه القيود في فاتح يناير 2014 سيفتح الباب أمام وصول الآلاف من رعايا البلدين إلى بريطانيا٬ متوقعة في هذا السياق أن تستقبل المملكة المتحدة نحو خمسين ألف مهاجر بلغاري وروماني كل سنة. وأكدت (الديلي تلغراف) أن لندن لم تتهيأ بشكل كاف من أجل استقبال هذا العدد الكبير٬ بسبب انضمام بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد الأوروبي٬ مشيرة إلى أن وصولهم سيمثل ضغطا إضافيا على القطاع العمومي ولاسيما الخدمات الصحية والسكن والتعليم. وفي بلجيكا٬ تطرقت صحيفة (لا ليبر بلجيك) إلى السجلات المسربة من جنات ضريبية تكشف عن هويات آلاف أصحاب الحسابات في هذه الدول٬ وما كشفته من سباق محموم بين الشركات والأثرياء على الحصانة الضريبية. وحول هذا الموضوع٬ قالت (لوسوار) إن التهرب من أداء الضرائب ونقل الأموال إلى الخارج يعد خيانة لواجب الفرد كمواطن٬ معتبرة أن الصحفيين قاموا بواجبهم الإعلامي والدور الآن على السياسيين للقيام بواجبهم. وكتبت (ليكو) أن أسماء مئات البلجيكيين تظهر في الملفات المسربة وتكشف عن معاملات وتحويلات نحو دول تعتبر جنان ضريبية٬ مضيفة أن من بين الأسماء التي تم الكشف عن أسمائها مجموعة من بائعي الألماس٬ ومديري بنوك٬ ومختبرات صيدلية وشركات استثمارية. وفي البرتغال٬ أفادت صحيفة (بابليكو) بان استقالة الوزير المكلف بالشؤون البرلمانية٬ ميغيل ريلفاس٬ تأتي في لحظة عصيبة تمر منها البلاد٬ تتميز بتقديم الحزب الاشتراكي لملتمس رقابة ضد الحكومة٬ وبت المحكمة الدستورية في مدى دستورية بعض بنود ميزانية الدولة لسنة 2013. من جانبها٬ اعتبرت (ديارو دي نوتيسياس) أن استقالة ريلفاس دليل آخر على ضعف الحكومة٬ مضيفة أن ظروف حصول الوزير المستقيل على إجازته في العلوم السياسية تثير جدلا واسعا في البلاد. وأشارت إلى أن وزير التربية والتعليم قرر إحالة التقرير الذي أعدته مصالح الوزارة على القضاء الذي من المحتمل أن يصدر حكما بإلغاء إجازة ريلفاس. وفي إيطاليا٬ قالت صحيفة (لاستامبا) إن كوريا الشمالية وبعد أن أعطت الضوء الأخضر لتوجيه ضربة نووية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية٬ بدأت الإعداد لإطلاق صاروخ من المدى المتوسط لم يتم اختباره من قبل٬ لكن بإمكانه الوصول إلى السواحل الأمريكية. من جانبها٬ اعتبرت (كورييرا ديلا سيرا) أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اختارت إلى الآن تبني مقاربة أكثر حكمة وغيرت استراتيجيتها عندما ظهر لها أنه من غير المفيد مسايرة كيم جونغ أون في نزعته الحربية. وفي إسبانيا٬ أوردت صحيفة (إلباييس) أن "كوريا الشمالية تقول إنها مستعدة لشن هجوم نووي ضد واشنطن"٬ مشيرة إلى بلاغ الجيش الكوري الشمالي٬ الذي أكد فيه حصوله على الضوء الأخضر للرد على التهديدات الأمريكية. وأضافت اليومية أن حكومة كوريا الشمالية تهدد بشن حرب ضد "الأعداء" بدءا من "الغد"٬ مبرزة أن البلاد تتوفر على كل الأسلحة اللازمة التي تمكنها من خوض هذه الحرب حتى النهاية. ومن جهتها كتبت صحيفة (إلموندو) أن واشنطن قالت أن بيونغ يانغ ستطلق صاروخا في الأيام أو الأسابيع المقبلة٬ مشيرة إلى أنه بحسب سيول فإن كوريا الشمالية نقلت٬ على ما يبدو٬ صاروخا إلى الساحل الشرقي٬ وهو ما يشكل تصعيدا في تهديدات هذا البلد الآسيوي ضد جيرانه. وذكرت اليومية٬ في السياق ذاته٬ بموقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي قال إنه قلق جدا إزاء حدة تصريحات بيونغ يانغ٬ التي تواصل انتهاك قرارات مجلس الأمن منذ أول تجربة نووية سنة 2006. وفي جزر الكناري٬ قالت صحيفة (لا بروفنسيا) إن الأرخبيل شهد أكبر نسبة من تقلص فرص الشغل منذ 2008٬ مع فقدان الإقليم ل66 ألف و200 منصب شغل ما بين الشباب اقل من 25 سنة. من جهتها٬ نقلت صحيفة (كنارياس 7) أن لاس بالماس رابع مدينة تسجل مؤشرا مرتفعا في ما يخص ازدحام الطرق في إسبانيا٬ بعد برشلونة٬ ولا بالما دي مايوركا٬ ومدريد. وفي روسيا٬ قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إن كوريا الشمالية نقلت صاروخا باليستيا إلى ساحلها الشرقي٬ مضيفة أن مدى صاروخ "موسودان" الكوري الشمالي يبلغ ما بين ثلاثة وأربعة آلاف كيلومتر٬ وهو قادر على إصابة أهداف على كامل أراضي كوريا الجنوبية واليابان٬ وأيضا جزيرة غوام في المحيط الهادئ٬ ولكنه لن يصل إلى أمريكا الشمالية. أما صحيفة (كوميرسانت) فأفادت بأن الإخوان المسلمين في مصر بدؤوا في خلق مشاكل كبيرة في السياسة الخارجية للرئيس محمد مرسي٬ حيث تنوي السلطات الإماراتية إجراء محاكمة 11 من "الإخوان" المصريين بتهمة الضلوع في مؤامرة واسعة النطاق لتغيير النظام في الإمارات والدول المجاورة. وبذلك تضيف الصحيفة، سيضطر مرسي لحل مسألة معقدة٬ وهي دعم أتباعه بدون إفساد العلاقات مع دول الخليج. من جانبها٬ قالت صحيفة (أرغومينتي نيديلي) إن موسكو تخطط لإنشاء قواعد في أفغانستان حيث يفترض أن تنشئ روسيا "قواعد عسكرية فنية" في هذا البلد٬ بعد أن ترحل منها القوات الأمريكية في عام 2014٬ لتوفير الخدمات الفنية لآلات عسكرية روسية يملكها الجيش الأفغاني. وأضافت الصحيفة أن القوات المسلحة والأمنية الأفغانية تستخدم الآن ناقلات جنود وشاحنات مصفحة وسيارات وهليكوبترات. وفي تركيا٬ سلطت الصحف المحلية الضوء على المسألة الكردية التي توجد في محطة حاسمة من تاريخها مع تشكيل "لجنة حكماء" مكلفة بمواكبة تنفيذ مسار السلام لوضع حد لهذا النزاع الذي خلف 45 ألف قتيل منذ 1984. وفي هذا الصدد٬ قالت صحيفة (ميلييت) إن رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان أكد أن الحكومة لن تتدخل في عمل لجنة الحكماء٬ المكلفة بالنهوض بمسار السلام بين السلطات التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني٬ والمساهمة في إيجاد حل نهائي لهذا النزاع. وأضافت الصحيفة أن أردوغان أعطى شهرين لهذه اللجنة لإتمام دراساتها٬ مشيرة إلى أن هذه اللجنة مكونة من كتاب وصحفيين وفنانيين وأكاديميين وممثلي المنظمات غير الحكومية. وفي ألمانيا٬ نقلت الصحف ما نشرته صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) الألمانية وعدد من الصحف في مختلف مناطق العالم أمس بخصوص البيانات التي تكشف عن أسماء شخصيات معروفة تملك أسهما في شركات وحسابات بنكية خارجية في تهرب ضريبي فاضح. واعتبرت (بيرلينغ تسايتونغ) أن مكافحة التهرب الضريبي والمعاملات السرية في الخارج يعد معركة صعبة٬ فيما اعتبرت (فرانكوفتر أليغماينة) أن البيانات الجديدة دعوة لوضع خطة مالية جديدة والإعلان عن البنوك المشاركة. وترى الصحيفة أن المعاملات المالية للأثرياء خاصة منهم المتهربين من دفع الضرائب تشكل قلقا لهيئة الرقابة المالية الاتحادية الألمانية التي اعتبر رئيسها إلكه كونيغ "أن البنوك تتحمل مسؤولية خاصة". وفي ظل تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية٬ ركزت الصحف الألمانية اهتمامها بتطور الوضع في المنطقة والاحتياطات التي تم اتخاذها إزاء التهديدات التي أطلقتها كوريا الشمالية بشن هجوم نووي على الولاياتالمتحدة التي عززت دفاعها الصاروخي في المحيط الهادي. واعتبرت الصحف أن هذه التطورات تأتي بعد التصعيد الاستفزازي من طرف بيونغ يانغ٬ الذي انطلق منذ قيامها بتجربة نووية في فبراير الماضي وإطلاق صاروخ باليستي في ديسمبر 2012 وهو ما جلب لها مزيدا من العزلة وتشديد العقوبات الدولية. من جانب آخر٬ اهتمت الصحف بالبحث الجاري من قبل الشرطة الألمانية في حريقين نشبا في بنايتين بكل من برلين وكولونيا٬ وأوديا بحياة عشرة أشخاص من ضمنهم عائلة من أصول تركية٬ امرأة وأبنائها السبعة٬ مما أثار علامات استفهام كثيرة في الصحافة التركية ولدى الجالية التركية المقيمة في ألمانيا وما إذا كان هذين الحادثين المتقاربين في الزمن وراءهما دوافع عنصرية. وأبرزت الصحف أن التحقيقات الأولية تؤكد أن الحريقين نشبا عن طريق الخطأ من قبل سكان البناية أنفسهم على عكس الافتراضات الأولية٬ مشيرة إلى أن نتائج التحقيقات لم تستبعد فرضية وجود عيوب في التيار الكهربائي والإهمال في التعامل معها إلى جانب موقد الحطب الموجود داخل أحد البيتين اللذين التهمتهما النيران.