قطعت كوريا الشمالية، أمس، خطوة جديدة نحو التصعيد في صراعها مع المجتمع الدولي وجارتها الجنوبية، معلنة عزمها إعادة تشغيل مفاعل نووي متوقف منذ العام 2007، متحدية قرارات أممية تحظر عليها أي نشاط نووي. وفي سياق حرب الأعصاب ذاتها التي يُخشى أن تنفلت إلى مواجهة عسكرية على الأرض، نشرت الولاياتالمتحدة قرب سواحل كوريا الجنوبية مدمرة متخصصة باعتراض الصواريخ، محركة في ذات الوقت قاعدة لأجهزة رادار بحرية قريبا من الساحل الكوري الشمالي بهدف مراقبة خطوات بيونغ يانغ العسكرية. ومنذ قيام كوريا الشمالية في دجنبر الماضي بتجربة إطلاق صاروخ اعتبرتها الأسرة الدولية تجربة لصاروخ بالستي تلتها تجربة نووية ثالثة ناجحة في فبراير، وبيونغ يانغ تصعّد لهجتها وتحديها متجاهلة الإنذارات المتكررة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وأعلنت كوريا الشمالية أمس إعادة تأهيل وتشغيل كل المنشآت في مجمع يونغبيون النووي ومن بينها موقع لتخصيب اليورانيوم ومفاعل بقوة خمسة ميغاواط. وكان المفاعل المصدر الوحيد لإنتاج البلوتونيوم لبرنامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية. ومن المرجح أن مخزون البلاد المتبقي من البلوتونيوم يكفي لصناعة أربع أو ثماني قنابل. واليورانيوم ليس أقوى من البلوتونيوم إلا أن المناجم الكورية الشمالية غنية به. ونددت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بالإعلان «المؤسف» ودعت الشمال إلى « احترام الاتفاقات والالتزامات التي تم التوصل إليها في الماضي». وفي سياق الرد على التهديدات الكورية الشمالية، نشرت الولاياتالمتحدة قرب سواحل كوريا الجنوبية مدمرة قادرة على اعتراض صواريخ، في خطوة تضاف إلى سلسلة خطوات قام بها الجيش الأميركي مؤخرا لمواجهة نظام بيونغ يانغ. وقال مسؤول أميركي إن المدمرة «يو اس اس فيتزجيرالد» التي كانت أبحرت أخيرا إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في مناورات عسكرية، تم إرسالها إلى جنوب غرب شبه الجزيرة الكورية بدل أن ترسو في مرفأ باليابان. ووصف المسؤول هذه الخطوة بأنها «وقائية»، لافتا إلى أنها تتيح توفير «عدد اكبر من الخيارات على صعيد الصواريخ الدفاعية إذا أصبح ذلك ضروريا». وفي وقت سابق أعلنت الولاياتالمتحدة أنها نشرت مقاتلتي شبح من طراز «اف 22» في إطار المناورات الأميركية-الكورية الجنوبية التي تجري على خلفية التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية. إلى ذلك نقلت الولاياتالمتحدة الأميركية قاعدة لأجهزة الرادار في البحر إلى موقع قريب من الساحل الكوري الشمالي بهدف مراقبة خطوات بيونغ يانغ العسكرية. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن مصادر عسكرية كورية جنوبية، قولها أمس، إن الجيش الأميركي نقل موقع قاعدة رادار «إس بي إكس-1» التي تتخذ من هاواي مقرا لها، إلى غرب المحيط الهادئ، بهدف مراقبة أي محاولات محتملة من كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ بعيد المدى. وأوضحت المصادر أن الرادار المتطور عبارة عن منصة عائمة، ولديه القدرة على البحث عن أهداف معينة واقتفاء أثرها، كما لديه القدرة على التواصل مع الصواريخ الاعتراضية في القواعد البعيدة.