انصب اهتمام اليوميات الأوربية الصادرة اليوم الاثنين على عدد من المواضيع من بينها على الخصوص تشكيل حكومة جديدة في إيطاليا وحادث إطلاق النار الذي وقع أمام مقر رئاسة المجلس بروما والانتخابات البلدية في انجلترا٬ علاوة على السجال الذي احتدم نهاية الاسبوع المنصرم في فرنسا بعد موجة الانتقادات التي وجهها الحزب الاشتراكي الفرنسي للمستشارة الألمانية أنجيلا مركيل والتوقعات الاقتصادية للحكومة الاسبانية برسم السنوات المقبلة. وفي هذا الصدد٬ اهتمت الصحف البلجيكية بقضية تشكيل حكومة جديدة في إيطاليا التي وضعت حدا لشهرين من الصراع بين أحزاب اليسار وأحزاب اليمين. فقد كتبت يومية (لو سوار) أنه كان على الإيطاليين الانتظار شهرين حتى ترى حكومتهم النور٬ مضيفة أن هذه التشكيلة ضمت فريقا متماسكا وشابا ويضم فعاليات نسوية من سياسيين وتكنوقراط٬ وان هذه الحكومة٬ وإن كانت بعض البلدان الأوربية قد انتظرتها طويلا٬ فإن الإيطاليين أنفسهم لا يزالون غير مدركين لطبيعة مضمونها. بدورها٬ كتبت يومية (لاليبر بلجيك) أن هذه الحكومة أخرجت البلاد من مأزق وأنها تعد ثمرة توافق بين أحزاب اليسار واليمين٬ مشيرة إلى أنه بالنظر إلى الوضعية الاقتصادية الصعبة٬ فإن مهام هذه الحكومة تكمن بالاساس في إعطاء انطلاقة جديدة لاقتصاد البلاد الذي يعاني من تراجع كبير ومعدل بطالة متنامي. وفي إيطاليا٬ توقفت الصحف٬ على الخصوص٬ عند حادث إطلاق الرصاص أمام مكتب رئيس الوزراء في روما الذي وقع أثناء أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية. وفي هذا السياق٬ كتبت صحيفة "كوريير ديلا سيرا"٬ تعلقيا على الحادث٬ أن "الجمهورية الإيطالية تعرضت لهجوم" يذكر بسنوات الرصاص٬ وخاصة عنف الألوية الحمراء٬ مضيفة أن الحرمان الاجتماعي لا يمكن أن يبرر أبدا حماقة من هذا النوع٬ والتي ذهب ضحيتها اثنان من خدم الدولة المخلصين. وفي بريطانيا٬ سلطت الصحف الضوء على التهديدات الأمنية التي تواجهها المصالح الغربية في ليبيا٬ وكذا تدهور الوضع في العراق٬ إلى جانب الانتخابات المحلية التي ستجري في انجلترا يوم الخميس المقبل. ونقلت صحيفة (الغارديان) عن ديبلوماسيين قولهم إن التهديدات المتزايدة تؤثر على المصالح الغربية في ليبيا٬ موضحة أن هذه التهديدات التي تقف وراءها مجموعات متطرفة تأتي في إطار تداعيات التدخل العسكري الفرنسي ضد المجموعات الجهادية في مالي. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي استهدف الأسبوع الماضي مقر سفارة فرنسا في العاصمة طرابلس٬ يشكل رد فعل على قرار باريس توسيع نشاطها العسكري ضد المجموعات الجهادية في مالي٬ مضيفة أن هذه المجموعات التي تم طردها من معاقلها في تومبوكتو نزحت إلى ليبيا لتعزيز صفوف المتمردين الإسلاميين. وبخصوص الوضع في العراق٬ كتبت صحيفة (الاندبندنت) أن الجيش العراقي أخلى مزيدا من المواقع على الأرض بشمال البلاد لفائدة المقاتلين السنة والأكراد. وأشارت إلى فرار عدد كبير من الجنود من صفوف الجيش العراقي بسبب عدم قدرته على مراقبة شمال البلاد٬ مضيفة أن السياسيين في بغداد تحدثوا لأول مرة عن خطر تقسيم العراق. وأبرزت (الاندبندنت) وجود مؤشرات تبرز عدم قدرة الجيش العراقي على مواجهة المقاتلين السنة والأكراد. وركزت صحف أخرى٬ مثل (الصن) و(التايمز) و(الديلي ميل) اهتماماتها على الانتخابات المحلية التي ستجري يوم الخميس القادم٬ مشيرة إلى "الحرب" التي اندلعت بين حزب المحافظين٬ الذي يقود حكومة الائتلاف الحالية٬ وحزب استقلال المملكة المتحدة (اليميني المتطرف)٬ من أجل الفوز بأصوات ناخبي كتلة اليمين. وأشارت (الصن) إلى أن الآلاف من أعضاء الكتلة الناخبة لحزب المحافظين يعتزمون التصويت لفائدة حزب الاستقلال بعد أن نجح في تعزيز شعبيته مستغلا مناخ الأزمة الاقتصادية التي تهيمن على بريطانيا. وتوقعت الصحيفة أن يستمر الحزب اليميني المتطرف في تعزيز صفوفه ومكانته خلال الانتخابات الأوروبية والتشريعية القادمة. أما صحيفة (الديلي ميل)٬ فأبرزت من جهتها أنه يتعين على الأحزاب السياسية التقليدية التحلي بكثير من اليقظة والحذر في مواجهة تصاعد قوة اليمين المتطرف٬ مؤكدة على ضرورة أن تقدم هذه الأحزاب أجوبة ملائمة للناخبين بخصوص القضايا المحورية مثل الاقتصاد والهجرة. وفي فرنسا٬ تطرقت الصحف إلى السجال الذي اندلع نهاية الاسبوع المنصرم في فرنسا بعد موجة الانتقادات التي وجهها الحزب الاشتراكي الفرنسي للمستشارة الألمانية أنجيلا مركيل. وفي هذا السياق٬ كتبب "ليبيراسيون" المقربة من اليسار٬ أن تصريحات رئيس الجمعية الوطنية كلود بارتلوزن وبعض المسؤولين الاشتراكيين المنتقدة لمركيل تقلق برلين٬ وأن الحكومة الفرنسية تحاول تهدئة الوضع. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أن الاشتراكيين الفرنسيين يلعبون "لعبة خطرة" من خلال تحويل ميركل إلى كبش فداء بدل مناقشة سياسة حكومتهم. بدورها٬ كتبت "لوفيغارو" أن جعل أنجيلا مريكل والسياسة الأوروبية لألمانيا كبش فداء للمصاعب التي تواجهها بلادنا أمر غير مسؤول". وفي اسبانيا٬ تركز اهتمام الصحف على التوقعات الاقتصادية للحكومة للعام المقبل٬ والتدابير المتخذة لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية٬ في وقت تجاوز فيه عدد العاطلين عن العمل 6 ملايين شخص. وكتبت يومية (إلموندو)٬ في هذا الصدد٬ أن "راخوي طلب من الإسبانيين التحلي بالصبر"٬ مشيرة إلى أن رئيس الحكومة أكد أن "الجهاز التنفيذي يتوفر على أفكار واضحة ويعرف إلى أين يسير". وأضافت أن "ماريانو راخوي لن يغير٬ لا الاستراتيجية الاقتصادية٬ ولا الحكومة"٬ مبرزة أنه أكد أن حكومته "تدرك ما يتعين القيام به"٬ وأنه يتوفر على "أفضل فريق حكومي" قادر على إخراج البلاد من الأزمة. من جهتها قالت (إلباييس) إن "راخوي يدافع عن فريقه الاقتصادي وعن توقعاته"٬ مشيرة إلى أنه رغم إدراكه للإحباط الناجم عن البطالة بالبلاد٬ فإنه يطلب من الإسبانيين "التحلي بالصبر"٬ ويؤكد أن الحكومة "مدركة لما تقوم به". أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن "راخوي أكد أن إسبانيا تسير على الطريق الصحيح٬ وطالب الإسبانيين "بالتحلي بالصبر"٬ مستبعدا أي تعديل وزاري في تصريحات أدلى بها أمس بغرناطة (جنوب) بعد لقائه بالوزير الأول الإيرلندي إندا كيني الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي. وأضافت أنه بعد أسبوع أسود مرت به إسبانيا بسبب الرقم التاريخي للبطالة الذي تجاوز 6,2 مليون عاطل عن العمل٬ والتوقعات الاقتصادية التي لا تبعث على التفاؤل بالنسبة للسنوات المقبلة٬ أرسل رئيس الحكومة "أمس رسالة مطمئنة للإسبان بأن الوضع صعب٬ لكن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح". وفي روسيا٬ كتبت صحيفة "كوميرسانت" تحت عنوان "روسيا والولايات المتحدة تحاولان الاتفاق على قواعد الأمن الإلكتروني" أن مايكل دانيال مساعد الرئيس الأمريكي لأمن المعلومات وكريس بينتر منسق الأمن الإلكتروني يزوران موسكو اليوم الاثنين٬ لعقد مفاوضات حول تبني موسكو وواشنطن إجراءات الثقة في الفضاء الإلكتروني. من جهتها٬ ذكرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن السلطات الأمنية الروسية سلمت الأمريكيين تسجيلات مكالمات والدة الأخوين تسارنايف المشتبه بتورطهما في تفجيري بوسطن عبر الهاتف. وأضافت أن زبيدت (والدة الأخوين تسارنايف)٬ تحدثت خلال المكالمات المسجلة لابنها الأكبر تاميرلان (تيمورلنك) عن إمكانية نزوحه إلى فلسطين٬ وهو ما اعتبره مكتب المباحث الفيدرالي الأمريكي "تلميحا إلى الجهاد". وفي ألمانيا٬ اهتمت بتعيين الحكومة الجديدة في إيطاليا٬ وبالوضع السوري واحتمال استخدام نظام بشار الأسلحة الكيماوية٬ إلى جانب التركيز على نتائج مؤتمر حزب الخضر الألماني المعارض. فبخصوص الحكومة الإيطالية٬ أبرزت الصحف سعي رئيس الوزراء الإيطالي الجديد أنريكو ليتا للحصول على دعم البرلمان في تصويت على الثقة اليوم الاثنين٬ والذي اعتبرته اختبارا لقوة حكومته الائتلافية خلال الأشهر المقبلة. وكتبت صحيفة " دير شبيغل" تحت عنوان "ائتلاف واسع لإنقاذ إيطاليا" أن الحكومة الائتلافية الإيطالية الجديدة التي يرأسها أنريكو ليتا أدت اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية جورجيو نابوليتانو٬ إلا أن هذا الحدث عرف هجوما مسلحا من قبل عاطل أمام مكتب رئيس الوزراء في روما ٬ معتبرة أن ذلك يأتي وسط مشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تراكمت منذ سنتين عقب الأزمة التي شهدتها البلاد. وبخصوص احتمال استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه٬ أوضحت الصحف الألمانية أن كل الدول تدعو الأمين العام للأمم المتحدة بإصدار أمر لإجراء تحقيق في هذه القضية التي لا يوجد حتى الآن تأكيدات دقيقة حولها. ونقلت صحيفة "بيلد" عن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفليه قوله إنه "لا أحد يملك حقائق تؤكد ذلك٬ وعلى الجميع المساهمة في التحقيق٬ كما يتعين على نظام الأسد ألا يعرقل عمل لجنة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق" ٬ معتبرا "أن استخدام الأسلحة الكيماوية٬ من أي جانب٬ بمثابة عمل خطير٬ ويجب أن يتم توضيح كل هذه المزاعم ". واهتمت الصحف أيضا بمؤتمر حزب الخضر الذي عقده خلال نهاية الأسبوع الماضي وبالمحاور الأساسية لبرنامجه السياسي الذي سيخوض به غمار المنافسة في الانتخابات التشريعية العامة المقبلة. وأبرزت صحيفة "برلينغ تسايتونغ" أنه من الواضح أن حزب الخضر يسعى إلى إعادة النظر في الضرائب وتحميل الأثرياء ضرائب أكبر لمساعدة الدولة٬ معتبرة أن ذلك يجب أن ينطبق أيضا على بعض أنصار الخضر. أما صحيفة "فرانكوفتر أليغماينة" فاعتبرت أن الحزب الذي يدعو في برنامج يقع في 120 صفحة إلى مزيد من الضرائب على الممتلكات والدخل رغم دعوة زعيم الحزب فينفريد كريتشمان إلى التروي والاعتدال في هذه القضية٬ أبدى استعدادا أكبر لتسلم السلطة بعد أن ظل في المعارضة لثماني سنوات. وفي تركيا٬ اهتمت الصحف بالقضية التركية التي توجد في منعطف حاسم بعد إعلان حزب العمال الكردستاني بدء الانسحاب من تركيا ابتداء من 8 ماي المقبل٬ في إطار محادثات السلام التي تم إطلاقها في أكتوبر المنصرم. وفي هذا الإطار٬ نشرت صحيفة "تودايز زمان" نتائج استطلاع رأي حول عملية السلام الجارية بين الحكومة التركية والمتمردين الأكراد٬ والتي أبرزت أن الأتراك يدعمون في المجمل هذه العملية٬ فيما يبدي بعضهم شكوكا بخصوص بلوغه أهدافه الكاملة. وفي السياق ذاته٬ نقلت "حريت ديلي نيوز" تصريحات زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتش دار أوغلو التي اتقد فيها بشدة غعملسة السلام هذه٬ معتبرا أنه يشكل شوطا أول من مخطط أكبر يتوخى إقامة "كردستان كبرى على التراب العراقي والسوري والتركي".