اهتمت كبرى الصحف الصادرة في أهم العواصم الأوروبية٬ اليوم الأحد٬ بالأساس٬ بتعقب المتورطين المحتملين في أحداث بوسطن٬ وانتخاب الرئيس الإيطالي الجديد٬ والبرنامج البلجيكي للوقاية من التطرف العنيف وتراجع التنقيط السيادي البريطاني. وبخصوص أحداث بوسطن٬ اعتبرت الصحيفة الفرنسية (ليبيراسيون) أنه "في ظل الهستيريا الإعلامية المفرطة الحالية٬ من الأفضل الاقتصار على الوقائع". وأضافت أن "شقيقين يحملان قبعة رياضية من أصل شيشاني إذن يرهبان مدينة منذ 72 ساعة"٬ مبرزة أن الأمر يتعلق ب"بفيلم سيئ تتناقله تلفزيونات العالم". وأضاف كاتب افتتاحية الصحيفة "إلا أن الواقع المحزن يتجاوز أسوأ الأفلام"٬ مشيرا إلى بعض الفصول من ماضي الشقيقين تسارناييف قبل أن يتساءل ما إن كان الأمر يتعلق ب"تطرف ذاتي" يغذيه حقد متطرف أم أن "لديهما اتصالات مباشرة أكثر مع الشبكات الجهادية". وفي إسبانيا٬ وتحت عنوان "شقيقان شيشانيان وضعا متفجرات بوسطن"٬ كتبت صحيفة (أ بي سي) أنه تم فجر اليوم السبت بحديقة أحد منازل منطقة ووترتاون توقيف الشاب جوهر تسارناييف٬ مذكرة بأن شقيقه تامرلان (26 سنة) كان قتل قبل ذلك برصاص رجال الأمن. وبدورها كتبت صحيفة (إلموندو)٬ التي نشرت صورة تظهر التعبئة القوية للشرطة الأمريكية للقبض على الإرهابي المشتبه به٬ أن "عملية مطاردة الإرهابي الشيشاني الثاني عسكرت بوسطن"٬ مشيرة إلى أنه تم توقيف الشاب الثاني البالغ من العمر 19سنة بعد مطاردة بوليسية. وأضافت أن الشرطة تمكنت من تحديد المكان الذي كان يختبئ فيه تسارناييف بفضل كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء مثبتة على مروحية عبئت لهذا الغرض٬ مشيرة إلى أن نشر صور الإرهابيين المشتبه بهما ساعد في تحديد الأخوين المشتبه في أنهما من نفذ تفجيرات ماراثون بوسطن. ومن جانبها٬ عنونت صحيفة (إلباييس) مقالها حول آخر تطورات تفجيرات ماراثون بوسطن ب"مطاردة في بوسطن"٬ معززة إياه بصور للعائلات الأمريكية وهي تترك منازلها فاسحة المجال أمام قوات الشرطة للبحث عن الإرهابي المشتبه به٬ والذي كان شقيقه قد قتل ساعات قبل ذلك برصاص رجال الأمن. أما الصحافة البلجيكية فركزت اهتمامها على "برنامج الوقاية من التطرف العنيف" الذي اعتمدته الحكومة الفدرالية أمس الجمعة ارتباطا بإشكالية الشباب البلجيكيين الذين يغادرون للقتال في سوريا. وكتبت يومية (لاليبغ بلجيك) أن "اتخاذ إجراءات فورية لتفادي أو ثني الشباب عن التوجه نحو سوريا٬ وتجنب أن يتوجه الشباب نحو التطرف العنيف كدافع محتمل لمغادرتهم للبلاد مثل الإشكالية التي تناولها أمس الجمعة مجلس الوزراء المصغر". وأشارت (لا ديغنييغ أورغ) إلى أن هذا المخطط الوقائي المحض يتضمن ستة محاور كبرى تتمثل في إحاطة أفضل بظاهرة التطرف العنيف٬ والاشتغال على الاستياءات التي تشكل أرضية للتطرف٬ والاشتغال على الأفراد والجماعات الأكثر هشاشة في المجتمع٬ وتحديد ودعم الفاعلين الميدانيين (الشرطة والمدارس ووسائل الإعلام وغيرها)٬ ومحاربة التطرف على الأنترنت٬ والوقاية من التطرف في السجون. من جهة أخرى٬ نقلت (لوسوار) أن الحكومة الفدرالية رفضت في اجتماعها أمس الجمعة العديد من الإجراءات التي جرى تداولها مؤخرا لتفادي مغادرة البلجيكيين نحو سوريا٬ من قبيل سحب بطاقة التعريف من القاصرين المحتمل مغادرتهم٬ أو منع التوجه نحو سوريا في حق المقاتلين المحتملين. وبخصوص مسلسل انتخاب الرئيس الإيطالي الجديد الذي لا يزال متواصلا في إيطاليا٬ نقلت (كورييري ديلا سيرا) أن الأمين العام للحزب الديمقراطي بييرلويجي بيرصاني يعتزم "مغادرة سفينة" حزبه مباشرة بعد انتخاب رئيس الجمهورية٬ بعد أن خانه "ناخب كبير" واحد من بين أربعة داخل معسكره الشخصي. وأبرزت الصحيفة أنه "حتى رومانو برودي سقط في الفخ"٬ إذ إن 101 من بين الناخبين الكبار للحزب لم يتبعوا توجيهات التصويت٬ معتبرة ذلك نتيجة "استراتيجية الإفلاس التي اعتمدها الحزب منذ الانتخابات" التشريعية نهاية فبراير الماضي وأن "إيطاليا عاشت أمس الجمعة يوما مأساويا في بحثها عن رئيس للجمهورية". وأشارت (لاستامبا) أنه "في غضون 24 ساعة فقط٬ تخلى الحزب عن برودي وبيرصاني٬ بفقدان كليهما للتضامن الداخلي وحتى غريزة البقاء التي شطبتها المخاوف والأنانيات وغياب الرؤية". وكتبت (لاريبوبليكا) في افتتاحيتها أن "المؤسسات الإيطالية معطلة اليوم"٬ نظرا "ليس فقط لغياب أغلبية وحكومة٬ وإنما أيضا لعجز البرلمان عن انتخاب رئيس للدولة بفعل انهيار مأساوي لليسار". وبخصوص تدهور التنقيط السيادي للمملكة المتحدة٬ أشارت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية إلى أن (ستاندارد أند بورز) وحدها حافظت على النقطة البريطانية حتى مع أفق سلبي٬ معتبرة أن التدهور الجديد في التنقيط يمثل تراجعا حادا بالنسبة للحكومة البريطانية التي تعرضت لضغوط حتى من قبل صندوق النقد الدولي لبث دينامية جديدة في النمو عبر مراجعة مخططها التقشفي. من جهتها٬ أبرزت (الغارديان) أن الأزمة الاقتصادية التي تهز المملكة المتحدة ستتواصل٬ ونقلت عن مارك كارني الذي سيتسلم قيادة بنك إنجلترا في يوليوز المقبل أنه يصنف المملكة المتحدة ضمن البلدان التي تواصل النضال من أجل الخروج من الأزمة المالية التي بدأت قبل أربع سنوات٬ داعيا لإصلاح هيكلي للقطاع المالي والاقتصادي لضمان النمو على المدى الطويل. أما (الإندبندنت) فأشارت إلى التوافق القائم داخل قيادة الحزب العمالي حول تمديد مخطط تقليص عجز الميزانية لأمد أطول مقارنة مع مخطط حكومة التحالف المحافظ/الليبرالي الديمقراطي. وفي روسيا٬ كتبت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعرض لأكبر هزيمة في مسيرته السياسية٬ بعد قرار مجلس الشيوخ برفض تشديد الرقابة على تداول السلاح٬ مضيفة أنه على مدى سنة ونصف تقريبا٬ واجهت إدارة أوباما الاتحاد الوطني للرماية الذي كان يرفض رفضا تاما فرض أية قيود على تجارة الأسلحة. أما صحيفة (أرغومينتي نيديلي)٬ فأوردت أن أحداث سوريا تثير قلق الأجهزة الخاصة الروسية٬ ذلك "أن قوى التطرف تتخذ من سوريا ساحة لتدريب المقاتلين على أعمال التخريب والإرهاب"٬ مضيفة أن الذين يتلقون التدريبات في سوريا٬ قد يشكلون نواة الجيش الجهادي الجديد الذي قد يتخذ أراضي البلدان الأخرى مسرحا لعملياته.