أفردت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الخميس تغطياتها بالخصوص للمشاورات التي باشرها رئيس الحكومة الايطالية الجديد أنريكو ليتا لتشكيل الحكومة٬ والزيارة الأولى التي يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الصين والاتفاق حول تقليص نفقات العلاجات الصحية بهولندا واقتراب موعد الانتخابات التشريعية الألمانية٬ علاوة على قضايا أخرى. ففي ايطاليا٬ كتبت صحيفة (لاستامبا) أن مهمة رئيس الحكومة الشاب البالغ من العمر 46 عاما "تبدو عسيرة" بالنظر الى المقاومة التي يلاقيها حتى داخل حزبه الحزب الديمقراطي (يسار) من أي تحالف مع حزب شعب الحرية (يمين) بقيادة سيلفيو بيرلسكوني. وذكرت أن حزب شعب الحرية يضع "حاجزا عاليا" ويطالب بضمانات سواء بشأن البرنامج أو التشكيلة الحكوميين. ورأت (كورييرا ديلا سيرا) أن الحزبين المذكورين يؤديان عملا شجاعا لأنهما على علم بكونهما يلعبان ورقتهما الأخيرة في مواجهة الناخبين٬ مضيفة أنهما يدركان أن لا أحد سيكون متسامحا إزاءهما في حالة إخفاقهما. وكتبت (لاريبوبليكا) أنه بعد أزيد من 20 عاما من الخلافات القائمة مع قائد حزب شعب الحرية (سيلفيو بيرلسكوني)٬ فإن اليسار ملزم ليس فقط بالتخلي عن التزاماته وإنما أيضا ممارسة الحكم إلى جانب خصم. وفي فرنسا سلطت الصحف الضوء على الرهانات الاقتصادية التي تطغى على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى الصين وهي الزيارة المكرسة لإعادة التوازن إلى المبادلات التجارية٬ التي تعرف عجزا ضخما لفائدة ثاني قوة اقتصادية عالمية (بكين). وكشفت (ليزيكو) ٬ في مقال تحت عنوان "فرنسا تبحث بالصين عن أسواق (جديدة) لدعم النمو"٬ أن هولاند يراهن في هذا اللقاء الأول من نوعه مع الفريق القيادي الصيني الجديد على "تهدئة التوترات السياسية وتحقيق نتائج اقتصادية". وشددت صحيفة (ليبراسيون)٬ التي نشرت ملفا حول وضع حقوق الانسان في الصين٬ أن باريس تريد تفادي الصراعات لفائدة المصالح ما يعني برأي الصحيفة أن النغمة ستكون اقتصادية (محضة)٬ مضيفة أن برنامج الزيارة يشمل بالخصوص لقاءا مع أرباب المقاولات بهدف إعادة التوازن إلى "العجز التجاري المهين" الذي يبلغ 26,5 مليار أورو. ويتعين على الرئيس الفرنسي في هذه الزيارة الرسمية الأولى إلى الصين ٬ في رأي صحيفة (لوباريزيان)٬ أن يؤسس لعلاقة ثقة مع الرجل الأول الجديد في الصين شي جين بينغ على أمل إعادة التوازن إلى علاقات فرنسا والصين "الدولة التي تلعب دورا اقتصاديا هائلا". وكتبت (لوفيغارو) تحت عنوان "هولاند يريد إنعاش العلاقات مع بكين"٬ مبرزة الطموحات البالغة الأهمية التي تحذو الرئيس الفرنسي في هذه الزيارة الأولى الى بكين بأمل إبرام اتفاقيات تعاون في المجال الاقتصادي مذكرة بان الأولوية دائما لإعادة التوازن للمبادلات بين الدولتين. وفي هولندا٬ ذكرت صحيفة (ترو) أن "نقابة (أبفاكابوا) رفضت التوقيع على الاتفاق بشأن العلاجات الصحية" مبرزة أن هذه المركزية النقابية الأبرز في هذا القطاع ترى أن هذا الاتفاق يحمل العديد من النقاط الايجابية لكن 50 ألفا عاملا سيفقدون وظائفهم مضيفة أنه لا توجد أغلبية برلمانية تصوت لفائدة هذا المخطط. وذكرت (فولكسكرانت) أن دعم هذا الاتفاق غير مؤكد حتى الآن٬ معتبرة أنه إذا استفاد من دعم الأحزاب الحاكمة فإن الحكومة ستكون في حاجة لدعم أحزاب المعارضة بمجلس الشيوخ لإقرار هذا المشروع الذي يلاقي معارضة اليمين المتطرف والحزب الاشتراكي. من جهتها اعتبرت (دوتشنيوز) أن النقابات العاملة في قطاع الصحة والحكومة والباطرونا توصلوا لاتفاق بشأن التقليص من نفقات العلاجات الصحية في غياب أكبر نقابة عاملة بالقطاع (أبفاكابوا). وقس ألمانيا كتبت صحيفة (بيلد) أن جهود الأحزاب تتصاعد يوما بعد يوم فيما تبقى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأقوى على مستوى استطلاعات الرأي في حين يحاول منافسها بيير شتاينبروك (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) تقوية موقعه٬ وتساءلت الصحيفة عن طبيعة الائتلاف الحاكم المقبل والتحالف الذي ستختاره المستشارة إذا فازت بولاية ثالثة. وتوقعت الصحف الالمانية في تحليلاتها استنادا إلى استطلاعات الرأي العديد من السيناريوهات المحتملة في حال فوز حزب ميركل المسيحي الديمقراطي بالأغلبية٬ فهناك من يرجح أن تعيد الائتلاف مع شريكها الحالي الحزب الديمقراطي الحر٬ وهناك من يتوقع أن تتخلى عنه في حال حاجتها إلى أغلبية مريحة والتوجه نحو الاشتراكيين. من جهة أخرى تناولت الصحف إقرار المحكمة الدستورية العليا بدستورية قاعدة بيانات تروم مساعدة السلطات الأمنية على مكافحة الإرهاب الذي قد يتهدد البلاد. ورأت (برلينغ تسايتونغ) أنه على الشرطة والاستخبارات العمل بشكل وثيق وتبادل المعلومات من أجل مكافحة الإرهاب والحيلولة دون تعرض البلاد إلى اعتداءات معتبرة أن قاعدة البيانات تتوافق مع الدستور. ونشرت (انترتاتسونال بوليتيك) استطلاعا للرأي كشف أن ثلاثة أرباع الألمان يؤيدون استخدام الجيش الألماني لطائرات مقاتلة بدون طيار في مناطق النزاعات المسلحة٬ مبرزة أن 59 في المئة منهم دعوا إلى استخدامها في ظل شروط محددة ٬ فيما أيد 12 في المئة السماح بشكل عام باستخدام هذه الطائرات٬ بينما دعا 27 في المائة فقط إلى حظر استخدامها. واعتبرت (فرنكفوتر أليغماينه)٬ في معرض تعليقها على الشأن السياسي الايطالي٬ أن إنريكو ليتا نائب زعيم الحزب الديمقراطي شاب وخبير ويحظى باهتمام وسائل الإعلام٬ وتقع على عاتقه مهمة صعبة من أجل حل الأزمة السياسية التي تشهدها بلاده. ومن جهتها اعتبرت (برلينغ تسايتونغ) أن اختيار ليتا٬ الذي لا يتجاوز 46 سنة ٬ ربما يعتبر إشارة واضحة لتعاقب الأجيال في السياسة الايطالية٬ وسيكون من بين أصغر رؤساء الوزراء في أوربا٬ ويجنب إيطاليا من حمل تسمية "جمهورية المتقاعدين". وفي روسيا٬ ذكرت (نيزافيسيمايا غازيتا) أن الرئيس باراك اوباما أكد نية بلاده في اجراء اصلاحات سياسية في سورية وتنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة٬ موضحة أن أوباما أعلن ذلك بعد مباحثاته مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر. وفي الشأن الروسي الداخلي٬ ذكرت صحيفة (فيدوموستي) أن نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف أعلن عن بدء العمل على إنشاء منظومة صاروخية حربية جديدة تحمل من خلال أسطول النقل السككي. وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد السوفياتي كان يملك منظومة من هذا النوع تعرف باسم "مولوديتس"٬ مضيفة أن الخبير بافل بودفيغ قال أن تشغيل القطارات الصاروخية في ظروف اقتصاد السوق أمر صعب٬ فثمن القطار الصاروخي ذي الرؤوس النووية المدمرة يقدí¸ر بمليارات الدولارات. وأفادت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن قاعدة جوية روسية في بيلاروسيا تجابه قاعدة الناتو في ليتوانيا مبرزة أن روسيا اتفقت مع بيلاروسيا على إقامة قاعدة للمقاتلات الروسية في أراضي بيلاروسيا. واضافت الصحيفة أنه من أسباب ذلك وجود أربع طائرات أمريكية من طراز "إف-15" تحمل قنابل نووية في قاعدة جوية لحلف شمال الأطلسي قرب مدينة شؤولاي الليتوانية بصفة مستمرة. وتستطيع هذه الطائرات الوصول إلى العاصمة الروسية موسكو في زمن قدره 15 دقيقة.