اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس٬ بالتدابير الجديدة التي اتخذتها فرنسا لمكافحة الغش الضريبي وتخليق الحياة العامة٬ وأزمة الديون بمنطقة الأورو٬ واجتماع وزراء المالية الأوروبيين بدبلن٬ والقضية الكردية. ففي فرنسا٬ اعتبرت "ليزيكو" في مقال تحت عنوان "شفافية.. غش ضريبي: هولاند يضرب بقوة"٬ أنه "بإعلانهما الاثنين المنصرم٬ عن استكمال مشروع قانون في أفق 24 أبريل ليتم تبنيه قبل الصيف٬ يكون فرانسوا هولاند وجين مارك أيرولت (رئيس الوزراء)٬ قد أبديا عزمهما على المضي بشكل أسرع. كما أرادا أمس الأربعاء أن يبرزا أنهما يضربان بقوة في محاولة لتجاوز قضية كاهوزاك" وزير المالية السابق الذي كذب بخصوص توفره على حساب مصرفي في الخارج. من جانبها٬ كتبت "لاكروا" أن "ما أعلن عنه فرانسوا هولاند لا يرقى إلى "صدمة التخليق" المرجوة٬ مشيرة إلى أن بعث هيئة عليا تعنى بكشف وتحديد أملاك الساسة٬ والدعوة إلى تنسيق أوروبي أفضل لمكافحة الجنات الضريبية٬ والإشادة بالقضاء والصحفيين٬ أمور لا تكفي لبث الطمأنينة". من جهتها٬ ذكرت "ليبيراسيون" في افتتاحيتها كيف أنه ومنذ سنة 2009٬ أضحت مكافحة الجنات الضريبية لازمة في تصريحات الساسة. وفي بريطانيا٬ سلطت الصحف الضوء على عدد من القضايا المتنوعة من بينها الأزمة في منطقة الاورو ووضعية المرأة في كبريات الشركات البريطانية إلى جانب الوضعية الاقتصادية للمملكة المتحدة. فبخصوص أزمة منطقة الاورو ٬ أشارت صحيفة (الغارديان) إلى دعوة اللجنة الأوروبية لبعض البلدان مثل اسبانيا وسلوفينيا إلى الشروع في تطبيق برنامج للإصلاحات الاقتصادية السريعة من أجل تجنب تفاقم أزمتها المالية. وأشارت الصحيفة٬ في معرض تطرقها إلى صدور تقرير للجنة حول المشاكل الماكرو اقتصادية التي تعصف بمنطقة الاورو٬ إلى أنه يتعين على ثلاثة عشر بلدا بهذا الفضاء اعتماد تدابير عاجلة من أجل تسوية مشاكلها الاقتصادية. وأضافت (الغارديان) أن الوضع في هذه البلدان يعكس خطورة المشاكل الناجمة عن الركود الاقتصادي العميق الذي يجتاح منطقة الاورو. ومن جانبها٬ تطرقت صحيفة (الاندبندنت) إلى موضوع ولوج النساء إلى مناصب المسؤولية في كبريات الشركات البريطانية٬ مشيرة في هذا السياق إلى دعوة الحكومة لهذه المقاولات إلى تشجيع النساء على بلوغ مناصب كبيرة٬ مع التأكيد على إمكانية سن قوانين من أجل تحقيق هذا الهدف. ونقلت الصحيفة عن الوزير المكلف بالمقاولات فينسي كيبل اعترافه بالتقدم الذي حققته الشركات في هذا المجال خلال السنوات الثلاثة الماضية٬ مبرزا بالمقابل تسجيل توقف لهذه الدينامية. وأضاف كيبل أن فتح الباب أمام النساء لبلوغ مناصب المسؤولية لا يرتبط فقط بمسألة المساواة بين النساء والرجال وإنما ايضا بالاستجابة لمتطلبات تحسين مردودية وإنتاجية الشركات. أما صحيفة (الفاينانشال تايمز)٬ المقربة من أوساط المال والأعمال في لندن٬ فسلطت الضوء من جهتها على الوضعية الاقتصادية للمملكة المتحدة٬ مؤكدة أن إعادة التوازن لاقتصاد البلد يتطلب مزيدا من الوقت بسبب عمق الأزمة الاقتصادية. واعتبرت أن مفتاح نجاح سياسة التقويم الاقتصادي التي تنهجها الحكومة تقوم على تشجيع الصادرات البريطانية مشيرة إلى أن تحقيق هذا الهدف مازال بعيد المنال. ولاحظت (الفاينانشال تايمز) أنه بالرغم من ضعف الجنيه الاسترليني فإن الصادرات البريطانية مازالت غير قادرة على تحقيق الإقلاع المنشود وبلوغ السرعة القصوى٬ وعزت هذه الوضعية بالخصوص إلى تداعيات الأزمة التي مازالت تعصف بمنطقة الاورو. أما الصحف البلجيكية فقد توقفت عند نهاية السر البنكي بلوكسمبورغ٬ البلد الوحيد العضو بالاتحاد الأوروبي إلى جانب النمسا٬ الذي كان يرفض إلى عهد قريب تبادل المعلومات البنكية. وكتبت "لاليبر بلجيك" في هذا الصدد٬ أن التنازل الذي قدمته لوكسمبورغ كان أمرا لا محيد عنه بالنظر إلى الضغط المتنامي ضد التهرب الضريبي٬ وخاصة على إثر تسريبات الأوفشور. وأضافت الصحيفة أن سلوك لوكسومبورغ بدا رمزيا٬ ومن المرتقب أن يكون له تأثير على صغار المدخرين في الوقت الذي ستستمر فيه الشركات في الاستفادة من غياب الانسجام الضريبي بأوروبا. واهتمت الصحف الإسبانية٬ من جهتها٬ بتصريح المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين٬ أمس ببروكسيل حول قلق اللجنة الأوروبية حول الاختلالات الماكرو-اقتصادية بإسبانيا٬ والتي وصفتها بالمفرطة. وفي هذا الصدد٬ كتبت يومية (إلبايس) أن "بروكسل طالبت راخوي بمزيد من الإصلاحات"٬ مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية دعت حكومة مدريد إلى اتخاذ تدابير لتسهيل خفض الأجور وخفض التسريح غير اللائق. وأضافت الصحيفة أن المفوضية الأوروبية تعتبر أن إسبانيا إلى جانب سلوفينيا تعرفان الاختلالات "الأخطر" داخل الاتحاد الأوروبي٬ في إشارة إلى التعليقات التي أدلى بها أمس أولي رين٬ الذي قال إنه يتعين على الحكومة الإسبانية "الحفاظ على وتيرة الإصلاحات. ومن جهتها أوردت صحيفة (لاراثون) أن الحكومة الإسبانية ردت على بروكسل بأنها ستحسن ثمان مؤشرات إقتصادية من أصل العشرة التي أثارتها المفوضية٬ مذكرة بتوضيح رئيس الحكومة ماريانو راخوي أن الأرقام التي اعتمدتها المفوضية الأوروبية تعود إلى سنوات 2009 و2010 و2011. وكتبت (لاراثون) أن راخوي طالب الاتحاد الأوروبي بمزيد من الدعم والانسجام٬ مضيفة أن رئيس الحكومة يتحمل "توبيخ" السلطات الاتحادية رغم أن هذه الأخيرة استندت في معطياتها على بيانات تعود إلى الفترة الممتدة ما بين سنة 2009 وسنة 2011. وبدورها كتبت يومية (إلموندو) أن المفوضية الأوروبية ترى أن الإصلاحات التي بدأتها حكومة راخوي تبقى "غير كافية لتصحيح الاختلالات الماكرواقتصادية"٬ مما يفرض التعجيل بتقويم الحسابات المالية. وأوضحت اليومية أن الاتحاد الأوروبي توقع مزيدا من الركود الاقتصادي في إسبانيا خلال سنة 2014٬ ما لم يتم القيام بتغيير هيكلي٬ ولم يواصل راخوي الإصلاحات التي بدأها حتى النهاية. وفي إيطاليا٬ اهتمت الصحف بالتحذير الذي أطلقته المفوضية الأوروبية من خطر انتشار العدوى الذي يمكن أن تتسبب فيه الزيادة في الدين العمومي الإيطالي إلى مجموع منطقة الاورو. واعتبرت "لا سامبتا" في هذا الصدد أن التقييم "الحرج" الذي وضعه الجهاز التنفيذي الأوروبي في تقريره المعمق الثاني حول الاختلالات الماكرو-اقتصادية٬ يعطي صورة بأن "إيطاليا تبدو في هذا السياق مثل مريض يعاني من اختلالات جدية لكنها لا تعالج على نحو مستدام". أما الصحف البرتغالية٬ فقد توقفت عن اجتماع وزراء المالية الأوروبيين بدبلن المرتقب غدا الجمعة٬ الذين من المفترض أن يوافقوا على تمديد لأجل أداء قروض حصلت عليها البرتغال ضمن خطة مساعدة مالية . وبالنسبة ل"ايكونوميكو"٬ فإن بروكسيل تدعم طلب البرتغال تمديد أجل أداء القروض٬ لكن بعض البلدان تطلب بمخطط تفصيلي بخصوص التدابير الضرورية التي تتوخى الحكومة القيام بها لاحترام التزامها بتقليص عجز الميزانية إلى 5,5 بالمائة من الناتج الداخلي الخام مع متم السنة الجارية. وفي تركيا٬ واصلت الصحف اهتمامها بالقضية الكردية واتفاق السلام بين سلطات البلاد ومتمردي حزب العمال الكردستاني الهادف إلى وضع حد لنزاع أسفر عن مقتل أزيد من 45 ألف شخص منذ سنة 1984. كما اهتمت الصحف بالمواجهات العنيفة التي وقعت مؤخرا بين طلبة مؤيدين لحركة التمرد الكردية وطلبة إسلاميين في جامعة ديار بكر جنوب شرق تركيا٬ واصفة إياها بالاستفزازات التي تروم العصف بعملية السلام الجارية مع حزب العمال الكردستاني٬ والتي لا تقدرها إيران. وفي ألمانيا٬ شكل موضوع الأزمة التي تسببت فيها كوريا الشمالية في شبه الجزيرة الكورية٬ واجتماع وزراء مالية منطقة الأورو٬ واكتشاف تنظيم سري للنازيين الجدد بالسجون الألمانية أبرز اهتمامات الصحف. وكتبت "فرانكفتر أليغماينه" أن كوريا الجنوبية والقوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى حيث يرى وزير الدفاع الأمريكي أن الوضع قابل للاشتعال في أي لحظة وأن بيونغ يانغ التي تأتي تصريحاتها مشحونة بلغة الحرب ٬ قد تنزلق في أي لحظة نحو "خط الخطر" معتبرة أن حالة التأهب هذه دليل قاطع على أن الوضع متوتر للغاية في شبه الجزيرة. أما "دير شبيغل أولاين" فقد أبرزت من جهتها أن الحكومة الأمريكية لا يمكن لها أن تتجاهل تهديدات كوريا الشمالية لفترة أطول٬ مشيرة إلى أن الصين التي حثتها أمريكا على اتخاذ خطوات صارمة ضد بيونغ يانغ ولم تحتج علنا أو سرا على نشر سفن وطائرات أمريكية في شبه الجزيرة الكورية٬ يظهر أنها محبطة من تصرفات جارتها. وتناولت الصحف أيضا اجتماع وزراء مالية منطقة الأورو في دبلن الذي ينطلق اليوم٬ مشيرة إلى أن جدول أعمال هذا الاجتماع يتضمن عدة مواضيع هامة خاصة منها وضع اللمسات الأخيرة على خطة المساعدة لقبرص وبحث أزمة البرتغال٬ ومناقشة قضية التهرب الضريبي. كما تناولت قضية الكشف عن وجود شبكة سرية للنازيين الجدد? في سجون ألمانيا حيث ينشرون أفكارهم عبر استخدام مختلف وسائل الاتصال من داخل وخارج الأسوار ومحاولتهم تجنيد عدد من العناصر. واعتبرت "برلينغ تسايتونغ" أن هذا التنظيم يبرز أن السجون الألمانية لم تكن في منأى عن الفكر اليميني المتطرف٬ مشيرة إلى أن المحققين يبحثون في سجون عدة ولايات في محاولة للعثور على مزيد من الأدلة بعد العثور على وثائق في سجن هونفيلد بولاية هيسه (غرب)? من بينها لائحة بأسماء الأعضاء الذين كان التنظيم ينوي تجنيدهم. وفي روسيا٬ كتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن كوريا الشمالية تتهيأ لإطلاق سلسلة من الصواريخ الباليستية. وفي هذه الأثناء قامت القوات المسلحة لكوريا الجنوبية برفع مستوى التأهب بمقدار درجة واحدة٬ مشغلة كافة الطائرات دون طيار التي تقوم بجمع المعلومات عما يحدث في الساحل الشمالي لكوريا الشمالية. وبالإضافة إلى ذلك يعمل في الجيش الكوري الفريق الخاص بمراقبة الإطلاقات الصاروخية في كوريا الشمالية. صحيفة "كومسومولسكايا برافدا "٬ توقفت عند "تصريح لخبيرعسكري روسي كونستانتين سيفكوف ٬أشار فيه الى أن الصين تعمل على شحن الأجواء في شبه الجزيرة الكورية لتحويل الأنظار عن خطوط دفاعاتها البعيدة في سوريا وإيران". وأوضح الخبير للصحيفة أن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية تفجيرية في فبراير بعد أن كشف العسكريون الأمريكيون عن خطة لمهاجمة سوريا ٬ومن الواضح أنها (كوريا الشمالية) أقدمت على هذه الخطوة بإيعاز من الصين٬ مضيفا أن كوريا الشمالية هي الآلية التي تسعى الصين بواسطتها إلى تحويل اهتمام الغرب من سوريا. فتحت عنوان "لماذا يمنح مدفيديف صربيا 500 مليون دولار"٬ كتبت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" أن روسيا أبرمت في أعقاب محادثات رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف مع نظيره الصربي إفيتسا داتشيش اتفاقية لمنح صربيا 500 مليون دولار٬ مضيفة أن موسكو لم تواجه أية مشكلة في تقديم أموال لصربيا علما أنها رفضت قبل ذلك مساعدة قبرص حيث غرقت أموال الشركات.