شكلت مفاوضات الساعات الأخيرة بين اليمين واليسار بإيطاليا حول إعداد برنامج الحكومة الجديدة٬ وحصيلة أول زيارة دولة قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الصين٬ والأداء الجيد للسياحة التركية أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحافة الأوروبية الصادرة اليوم السبت. وهكذا٬ تناولت صحيفة (لاستامبا) الإيطالية المفاوضات الصعبة التي جرت أمس بين رئيس الحكومة المعين إنريكو ليتا عن الحزب الدمقراطي٬ وقادة حزب شعب الحرية الذي يقوده برلوسكوني٬ حيث كادت أن تحدث قطيعة بين الفريقين٬ مشيرة إلى أن مصداقية الحكومة الجديدة رهينة بالتخلص من الديناصورات القديمة إلى الأبد وباستقطاب وجوه جديدة إلى الحكومة التي يتم تشكيلها حاليا. وفي نفس الاتجاه٬ ذكرت صحيفة (لاريبوبليكا) أن ليتا (46 عاما) اختار شعار تغيير الأجيال وأن تتشكل حكومته من فريق شاب لا يشمل شخصيات تمثل الرموز القديمة ليمين الوسط. واعتبرت صحيفة (كورييرا دي لا سييرا) أنه لم تبق إلا ساعات قليلة لولادة الحكومة الجديدة٬ مؤكدة على ضرورة وعي الأحزاب بأنها تتواجد في الحكومة الجديدة ليس كتحالف٬ وإنما تتواجد في الحكومة بسبب الإنذار الذي وجهه إليهم رئيس الجمهورية٬ مبرزة أن مصادقة البرلمان على الحكومة الجديدة رهينة باختيار إنريكو ليتا لبرنامج طموح ولفريق حكومي ذي كفاءة. وعلى الرغم من الاهتمام الذي أولته الصحافة الفرنسية لحصيلة زيارة الدولة الأولى للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الصين٬ غير أنها تعتبر الاتفاقيات التجارية التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة لا ترقى إلى مستوى يمكنها من إعادة التوازن إلى الميزان التجاري بين البلدين٬ الذي سجل عجزا تجاريا كبيرا لفائدة القوة الاقتصادية الثانية في العالم. وتحت عنوان "هولاند يستعد لإطلاق العنان للاستثمارات الصينية بفرنسا"٬ أوضحت صحيفة (لوموند) أن حصاد زيارة الرئيس الفرنسي إلى الصين يعتبر "ضعيفا ومتواضعا" خاصة في مجالي الطيران والطاقة الذرية اللذين تعتبر فيهما الصين مفاوضا صعبا. وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من الجهود التي قام بها هولاند للتخفيف من العجز التجاري مع الصين والذي يبلغ سنويا 26 مليار أورو سنويا أي 40 في المائة من العجز التجاري الخارجي الإجمالي لفرنسا٬ فإن الصينيين لم يبدوا أي استعداد لتليين مواقفهم في هذا الاتجاه. وحسب جريدة (لو فيغارو)٬ فإن الاتفاقيات ال18 التي تم التوقيع عليها تعتبر فقط إعلان نوايا وليست اتفاقيات تجارية نهائية. نفس الاتجاه أشارت إليه صحيفة (لو باريزيان) التي ذكرت أن هولاند كان يعول كثيرا على المستثمرين الصينيين من أجل خلق فرص عمل جديدة بفرنسا واعدا إياهم بتسهيل المساطر وإزالة العقبات أمامهم. وفي تركيا٬ نشرت صحيفة (راديكال) مقابلة مع القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني٬ مراد كارايلان٬ الذي أشار إلى أن متمردي حزب العمال الكردستاني سينسحبون من المواقع التي يتواجدون فيها بحلول فصل الخريف المقبل. وأضافت الصحيفة أن كارايلان أوضح٬ في مؤتمر صحفي نظمه في جبال قنديل في شمال العراق الذي يعتبر قاعدة خلفية للمتمردين الأكراد٬ أن بداية انسحاب المقاتلين سيتم الشروع فيه ابتداء من ثامن مايو المقبل وذلك بعد النداء الذي وجهه الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني٬ عبد الله أوجلان٬ لإقامة سلام دائم ووضع حد للصراع الذي دام ثلاثة عقود مع الحكومة التركية. وتابعت الصحيفة أن كارايلان ذكر٬ في مؤتمره الصحفي٬ أن أوجلان٬ الذي يقضي عقوبة حبسية مدى الحياة في السجون التركية٬ عبر عن رغبته في أن يتم هذا الانسحاب في أسرع وقت٬ مبرزة إعراب القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني عن شكوكه حول قدرة المنظمة الكردية احترام هذا الموعد داعيا السلطات التركية السماح لوفد من حزب العمال الكردستاني بزيارة أوجلان لتسريع وتيرة الانسحاب. من جهة أخرى٬ تطرقت أغلب الصحف المحلية إلى الأداء الجيد للقطاع السياحي التركي على ضوء النتائج الإيجابية التي حققتها العائدات السياحية التي نشرها معهد الإحصاء التركي٬ حيث أشارت صحيفة (تودايز زمان) إلى أن العائدات السياحية بلغت 4 ملايير و920 مليون دولار مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 40 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة. وارتباطا بنفس الموضوع٬ ذكرت صحيفة (حرية دايلي نيوز) أن عدد السياح الذين زاروا تركيا إلى متم شهر مارس الماضي بلغ 4 ملايين و210 ألف سائح مسجلا ارتفاعا بلغت نسبته 5ر22 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة. من جهتها٬ اهتمت الصحف الإسبانية بالتوقعات الاقتصادية للحكومة المركزية برسم السنة الجارية والتي تشير إلى استمرار الركود الاقتصادي بهذا البلد. وفي هذا الصدد٬ كتبت صحيفة (إلباييس) "إن نهاية الأزمة ستتأخر إلى غاية سنة 2016"٬ مبرزة أن حكومة ماريانو راخوي ستنهي الفترة التشريعية ببطالة أكثر مما كانت عليه في بداية ولايتها. وأضافت اليومية أن الحكومة تتوقع أن تعاود البلاد النمو في ظرف سنتين٬ مشيرة إلى الإجراءات الهيكلية التي صادقت عليها الحكومة أمس الجمعة بهدف إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية. من جهتها٬ كتبت صحيفة (أ بي سي) أن "إسبانيا ستخلق فرص عمل في سنة 2015٬ وهي السنة الأخيرة من الولاية"٬ مؤكدة أن الحكومة ترفض الهدف المتمثل في خفض العجز وتصادق على مزيد من التدابير لضمان النمو سنة 2014. أما صحيفة (إلموندو)٬ فأوضحت أن "الحكومة ظهرت أمس٬ بعد اجتماع مجلس الوزراء٬ عاجزة عن مواجهة 6,2 مليون عاطل عن العمل"٬ مشيرة إلى التدابير التي تمت الصادقة عليها والتي تشمل الزيادة في الضرائب. ولاحظت اليومية أن "حكومة ماريانو راخوي ستنهي فترة ولايتها بزائد 700 ألف عاطل عن العمل مقارنة بما كان عليه الأمر في بداية هذه الولاية" في دجنبر من سنة 2011. وبدورها أوضحت صحيفة (لارثون) أن الحكومة الإسبانية صادقت "بشكل جذري" في توقعاتها الماكر اقتصادية "من أجل إعطاء مزيد من المصداقية لتحقيق هدفها" المتمثل في الحد من العجز العمومي. وأشارت (لارثون) إلى أن حكومة راخوي تتوقع انكماشا بنسبة 1,3 في المائة في الناتج الداخلي الخام خلال السنة الجارية٬ قبل أن يعاود النمو في سنة 2014. وبموسكو٬ قالت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) إن التحقيق في الولاياتالمتحدة أظهر تفاصيل جديدة خاصة بالعمل الإرهابي في ماراطون بوسطن٬ وتبين أن أجهزة الأمن الأمريكية حصلت مرتين من المخابرات الروسية على معلومات خاصة بتطرف تاميرلان تسارنايف٬ أكبر الأخوين المشتبه بهما في تنفيذ التفجيرات. ووصلت المعلومات حول تطرف تسارنايف وعلاقاته مع المتطرفين أول مرة من المخابرات الروسية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي عن طريق السفارة الأمريكية في موسكو في أكتوبر. ووصلت هذه المعلومات٬ تضيف الصحيفة٬ إلى إدارة مكتب التحقيقات في بوسطن٬ لكن المخبرين المحليين لم يعثروا على شيء يثير القلق وأغلقوا التحقيق. وأفادت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد٬ في مقابلة مباشرة مع المواطنين يوم الخميس نقلتها القنوات الإذاعية والتلفزية الروسية٬ إن اعتداء بوسطن الذي اتهمت السلطات الأمريكية مهاجرين من أصول شيشانية من روسيا بارتكابه٬ أن روسيا نفسها ضحية الإرهاب الدولي. وقالت الصحيفة إن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قادروف يرى أن الرئيس بوتين أعطى على هذا النحو ردا واضحا لمن يحاول ربط حادثة بوسطن المفجعة بروسيا. وقال قادروف إن الدول الغربية كانت عطوفة على الذين كانوا يعيثون إرهابا في الجمهورية.