ذكرت تقارير إعلامية يوم الأربعاء أن زعيم المتمردين الأكراد المسجون عبد الله اوجلان توقع انسحاب مقاتليه من تركيا بحلول غشت بموجب مسودة خطة سلام ارسلت لساسة اكراد وزعماء جماعته. واوجلان مسجون في جزيرة منذ عام 1999 وتجري مفاوضات بينه وبين الحكومة التركية منذ اكتوبر تشرين الأول بشأن الخطوط العريضة لاتفاق ينهي النزاع الذي أودي بحياة 40 ألف شخص منذ ان حمل مقاتلوه السلاح في عام 1984. وبمقتضى مسودة الخطة -التي ينتظر ان يرد عليها حزبه العمال الكردستاني في غضون اسبوعين- يبدأ المتمردون هدنة رسمية في 21 مارس آذار وينهون الانسحاب في اغسطس آب حسب صحيفتي صباح وستار القريبتين من الحكومة. وأفادت التقارير بأن انسحاب المقاتلين الأكراد من الأراضي التركية من المقرر ان يستكمل بحلول 15 أغسطس في الذكرى التاسعة والعشرين لبدء الصراع الذي زعزع الاستقرار في تركيا وعطل التنمية في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية. ولم يتسن على الفور التأكد من دقة التقارير. ويتوقف الجدول الزمني على اقرار تركيا إصلاحات تعزز حقوق الأقلية الكردية التي يبلغ عدد أفرادها نحو 15 مليون نسمة يمثلون حوالي 20 بالمئة من سكان تركيا البالغ عددهم 76 مليون نسمة. وذكرت التقارير الصحفية أن خطة اوجلان تقترح الحفاظ على وحدة تركيا ولا تطالب بحكم ذاتي للأكراد. وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للصحفيين في وقت متأخر من مساء الثلاثاء "لا ينبغي أن يقف أحد ويطلب أي شيء يهدف إلى الإضرار بوحدتنا الوطنية." وأضاف "إذا ألقوا السلاح وتركوا بلادنا فهناك العديد من الأماكن في العالم يستطيعون الذهاب إليها." ودفع اردوغان خلال عشر سنوات قضاها في السلطة بإصلاحات تدعم الحقوق الثقافية الكردية لكن الساسة الأكراد يطلبون إصلاحات سياسية أوسع نطاقا تشمل دستورا جديدا يعزز المساواة ويزيد من استخدام اللغة الكردية في التعليم. وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 بهدف إقامة دولة كردية لكن اهدافه تراجعت فيما بعد إلى المطالبة بحكم ذاتي. وتصنفه الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي كجماعة إرهابية. وتعهد المقاتلون بالولاء لأوجلان لكنهم توخوا الحذر فيما يتعلق باحتمالات احراز تقدم سريع نحو التوصل الى اتفاق منتقدين استمرار العمليات العسكرية في جنوب شرق البلاد. ومن بين الخطوات الأولية المقترحة بموجب هذه العملية يمكن أن يفرج حزب العمال الكردستاني عن أكثر من عشرة من أفراد قوات الأمن التركية محتجزين لديه. ولكن دوران كالكان أحد القادة البارزين بحزب العمال الكردستاني قال في حديث مع وكالة فرات للأنباء إن إطلاق سراحهم سيعتمد على الخطوات التي ستتخذها تركيا. واضاف "يجب ألا يتوقع أحد ان نقوم بذلك من جانب واحد." وحذر أوجلان في محادثات مع ساسة أكراد في مطلع الأسبوع من ان تركيا يمكن ان تشهد اضطرابات مثل التي تشهدها سوريا أو العراق ما لم تتخذ خطوات لإنهاء التمرد.