اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة ،اليوم الاثنين، على الخصوص، بتطورات الوضع في أوكرانيا في أعقاب عزل الرئيس فيكتور إيانوكوفيتش من طرف البرلمان وتكليف رئيس هذا الأخير إلكسندر تورتشينوف بمهام رئاسة الجمهورية بالنيابة تطبيقا لمقتضيات الدستور. ففي ألمانيا شكلت التطورات السياسية في أوكرانيا أبرز المواضيع التي ركزت عليها الصحف حيث كتبت صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) بهذا الخصوص أنه بعد عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تجري في أوكرانيا تغييرات في السلطة إلا أن الوضع، تقول الصحيفة، في هذا البلد الشرق أوروبي قابل لانفجار جديد في أي لحظة. وترى الصحيفة أن إجراء إصلاحات في البلاد من أجل تحقيق الاستقرار مازال بعيد المنال، معتبرة أن المعارضة يوليا تيموشينكو التي أفرج عنها في عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن تعلب دورا سياسيا رئيسيا في البلاد بفضل الخبرة التي تتوفر عليها واختلاف أسلوبها عن باقي زعماء المعارضة. أما صحيفة (شتوتغارته تسايتونغ) فترى أن يوليا تيموشينكو مازالت تحظى بمؤيدين كثر في بلادها، يأملون في أن تغير سياسة البلاد التي تعبوا منها، والقضاء على المحسوبية وتطوير الاقتصاد من أجل مستقبل أفضل للبلاد. من جانبها كتبت جريدة (نوي أوسنايبروكر) أن الوضع في أوكرانيا اليوم يعطي الانطباع بأن المعارضة قد انتصرت، خاصة بعد توقف مسلسل القتل لكن الأمر لا يخلو من مخاطر، معتبرة أن الوضع يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لايبسيغر فولكستسايتونغ) أنه سيكون على المواطنين المشاركة في الانتخابات الرئاسية لشهر ماي المقبل من أجل تحديد مسار بلادهم بأنفسهم، مشيرة إلى أن هذا الأمر في حد ذاته يبعث على الأمل، إلا أن الكثير من الأمور ما زالت غير واضحة. أما يومية (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ)، فترى أنه من الأمور الأساسية لأوكرانيا في الوقت الراهن هو تشكيل حكومة، لكن المشكلة الكبيرة التي ستواجهها، تقول الصحيفة، هو قوى الفساد الموجودة حتى الآن في الإدارة والقضاء، وهو ما يفرض اتخاذ خطوات تكتيكية للتوصل إلى حل وسط مع "القوى الفاسدة". من جانبها دعت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) إلى تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا معتبرة أن أوروبا عليها أن تتحمل مسؤولية أكبر في الجزء الثاني من الثورة لأن الشعب الأوكراني ناضل في الميدان من أجل إبرام اتفاق يرتبط بها، وهو نفس الأمر الذي عبرت عنه صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ) التي كتبت أن على الاتحاد الأوروبي أن يكون أكثر انخراطا في المستقبل في مساعدة أوكرانيا ليس فقط دبلوماسيا ولكن أيضا من الناحية المالية. وفي روسيا ركزت الصحف على تطورات الوضع في أوكرانيا، حيث اعتبرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن الغرب خدع ببساطة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بعد أن توسط في توقيع اتفاقية بينه وبين المعارضة في 21 فبراير الجاري، مشيرة الى أن وزارة الخارجية الروسية أصدرت بيانا في هذا الصدد جاء فيه أنه "حان الوقت للتوقف عن تضليل المجتمع الدولي والتمثيل بأن الميدان اليوم يمثل مصالح الشعب الأوكراني ولم تلتزم المعارضة بأي من تعهداتها، بل تتقدم بطلبات جديدة وتسير خلف المتطرفين المسلحين والمخربين الذين تشكل أعمالهم خطرا مباشرا على سيادة أوكرانيا ونظامها الدستوري". ونقلت الصحيفة أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تلقى في 19 من فبراير الجاري اتصالا من نظيره الألماني فرانك-فالتير شتاينماير الذي دعاه للحضور إلى كييف. وتحت عنوان "ماذا ينتظر أوكرانيا¿"، تساءلت الصحيفة عن كيفية بناء علاقاتها مع روسيا والعالم، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن الأوضاع في أوكرانيا معقدة جدا، بحيث لا يمكن استبعاد انهيارها كدولة موحدة، فالانتخابات الرئاسية التي تقرر إجراؤها في 25 ماي المقبل يمكن أن تصبح حاسمة، فإذا جرت في بعض المناطق ولم تجر في مناطق اخرى، فسيكون هذا بداية نهاية أوكرانيا كدولة، أو ضربة قوية ضد شرعية السلطة. وبدورها، سلطت الصحف البريطانية الضوء على تطورات الوضع في أوكرانيا في أعقاب عزل الرئيس فيكتور إيانوكوفيتش، حيث تطرقت جريدة (الديلي تلغراف) إلى التطورات الأخيرة التي شهدها المشهد السياسي في أوكرانيا، مشيرة إلى إعلان انجلترا استعدادها للمساهمة في تمويل مخطط دولي للإنقاذ الاقتصادي لفائدة كييف وذلك على خلفية إمكانية تدخل عسكري روسي في البلاد. وأضافت الصحيفة أن وزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن، عبر عن دعم المملكة المتحدة لمبادرات الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي بخصوص تقديم دعم مالي للمساعدة في إعادة بناء أوكرانيا خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي وتمكينها من تجنب الانهيار المالي للدولة. ومن جانبها، نوهت صحيفة (الغارديان) بدعم الحكومات الغربية لكييف لمساعدتها على تجنب الانهيار، مشيرة إلى أن الأوروبيين يتوجسون من رد فعل عنيف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يواجه خطر ضياع حليفته أوكرانيا، وانحيازها إلى صفوف الغرب ولاسيما في ظل تعبير أغلبية الشعب عن رغبته في التقارب مع أوروبا. أما صحيفة (الفاينانشال تايمز)، فأبرزت من جانبها الوعود التي عبرت عنها الدول الغربية بخصوص دعم اقتصاد أوكرانيا موضحة أن الاتحاد الأوروبي أعرب عن استعداده لدعم كييف اقتصاديا عن طريق صندوق النقد الدولي. وكتبت صحيفة (التايمز) من جهتها عن التحذير الذي وجهته واشنطن من مغبة قيام روسيا بتدخل عسكري في أوكرانيا، مشيرة إلى أن لندن عبرت عن نفس الموقف. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف باستدعاء قاض المحكمة الوطنية بمدريد، أمس الأحد، لثلاثة من أعضاء من اللجنة الدولية للتحقق من وقف إطلاق النار من جانب منظمة "إيتا" الباسكية الانفصالية التي أعلنت يوم الجمعة الماضي نزعا جزئيا لترسانة هذه المجموعة المسلحة. وهكذا، كتب صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "إيتا احتفظت بالأسلحة وتعهدت بعدم استخدامها"، أن أعضاء اللجنة صرحوا أمام القاضي الإسباني أنهم "لم يزوروا أي مخبأ للأسلحة، أو تحدثوا مع أعضاء إيتا، ولا لمسوا هذه الأسلحة". وأضافت اليومية أن الخبراء الأجانب أوضحوا للقاضي، أيضا، أنه بعد تسجيل شريط الفيديو، الذي بثته عدد من وسائل الإعلام، قام ناشطان ملثمان من إيتا بوضع الأسلحة في صندوق من الورق المقوى وحملاه معهما. من جهتها، كتبت صحيفة (إلباييس) أن "ناشطي إيتا حملا معهما الأسلحة غير المستخدمة بعد تصوير شريط الفيديو"، مشيرة إلى أن أعضاء لجنة التحقق أبلغوا أمس القاضي إسماعيل مورينو كيف التقوا إرهابيي "إيتا" أواخر يناير الماضي بتولوز (فرنسا)، بعد توصلهم ب"رسالة مجهولة" من المنظمة الباسكية. وأضافت اليومية أن الحزب الشعبي (الحاكم) أكد أن لجنة التحقق "تعمل لحساب هذه العصابة" وأن رئيس حكومة إقليم بلاد الباسك اينيغو وركولو "يدعم" المنظمة الإرهابية. أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن "إيتا" "احتفظت" بالأسلحة التي قدمت لخبراء اللجنة في شريط الفيديو "لتخبئها من جديد"، مبرزة أن رئيس الحكومة الباسكية، باستقباله أمس الأحد بمدريد أعضاء اللجنة قبيل مثولهم أمام القاضي، أبان بوضوح أن هذه الهيئة، التي اختارتها "إيتا" إنما هي "لجنته"، واصفة الإعلان يوم الجمعة الماضية عن نزع سلاح المجموعة الإرهابية ب"المشهد المسرحي". والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (لا راثون) التي عادت بدورها لتصريحات عضوي لجنة التحقق من وقف إطلاق النار أمام قاضي المحكمة الوطنية، واللذين أكدا أن "إيتا" احتفظت بالأسلحة التي ظهرت في شريط الفيديو الذي بثته قناة (بي بي سي) ووسائل إعلام أخرى.