واصلت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها بالوضع الخطير في أوكرانيا بسبب المواجهات العنيفة بين المتظاهرين والشرطة، و دور الغرب في تأجيج المواجهة العنيفة في هذه الدولة. ففي إسبانيا، ذكرت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "أوكرانيا على حافة الحرب الأهلية" أن 75 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في أحد أكثر الأيام دموية في الاحتجاجات ضد فيكتور يانوكوفيتش، فيما سلحت الحكومة الشرطة بأسلحة قتالية. ونشرت الصحيفة صور جثت ضحايا سقطوا من بين المتظاهرين، مشيرة إلى أن 67 من عناصر الشرطة احتجزوا كرهائن من قبل المشاركين في هذه الاحتجاجات التي هزت العاصمة كييف. ومن جهتها، كتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب بإسبانيا، تحت عنوان "النظام الأوكراني يرد على المعارضة بحمام دم"، أن الأسلحة "فرضت القانون أمس" وسط مدينة كييف. ولاحظت أن الهدنة التي توصل إليها الطرفان، أول أمس الأربعاء، لم تعمر طويلا بعد أن ردت القوات الحكومية بإطلاق النار على المتظاهرين الذين حاولوا التقدم نحو المباني الرسمية. أما صحيفة (لا راثون) فاختارت كعنوان "الحرب تعود إلى أوروبا" لوصف الوضع الحالي بأوكرانيا، التي "عاشت أسوأ الحلقات دموية منذ بداية الصراع في البلقان". المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (أ بي سي) التي أوردت أن نحو مائة شخص لقوا مصرعهم في "يوم دموي جديد" بكييف، مضيفة أن الحكومة شرعت في توزيع الذخيرة الحربية على قوات مكافحة الشغب. وأضافت اليومية أن حمام الدم الذي يشهده هذا البلد "قد يتوسع ويتحول إلى حرب أهلية" من شأنها أن تمزق أوكرانيا بكاملها. وفي البرتغال، تطرقت الصحف لتقرير اللجنة الأوروبية التي قدمت تقييمها لآلية تنفيذ برنامج المساعدة المالية للبرتغال، وأيضا لتطورات الوضع في أوكرانيا. وفي هذا الصدد أشارت (دياريو ايكونوميكو) إلى توصية بروكسيل باستمرار خفض الأجور الذي يتواصل لأكثر من عشر سنوات من أجل كبح جماح مستوى المديونية المرتفعة وخفض معدل البطالة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) إلى أن التخفيضات الجديدة للأجور التي تطالب بها بروكسيل قد تصل إلى نسبة 5 في المائة، وذلك قبل التعرف على قرار المحكمة الدستورية التي يجب أن تتخذ القرار بهذا الشأن في إطار الميزانية العامة للسنة الجارية، على خلفية التزام الحكومة للدائنيين الدوليين بمراجعة جديدة لشبكة الأجور. وفي إيطاليا، كتبت صحيفة (ايل كورييري ديلا سيرا) أن حلم كييف تكسر بعد تجدد المواجهات في انحدار خطير نحو محذور قيام حرب أهلية، خاصة بعد تلقى جنود يانوكوفيتش الأمر باطلاق النار. وتحت عنوان ''الحرب الأهلية، كييف تلتهب"، أشارت صحيفة (لا ريبوبليكا) إلى أن شوارع كييف تحولت إلى غرفة للموت في الهواء الطلق حيث قتل الشباب على أيدي جنود يانوكوفيتش. وفي بلجيكا، كتبت صحيفة (لافنير) أن كييف تتخبط اليوم في حالة من الرعب اليوم بعد سنوات من التوتر بين المعسكر المؤيد للغرب والموالين للروس، مشيرة إلى أن المدينة تقع في المقام الأول في خط الزلازل الثقافية والسياسية التي تقسم البلاد إلى كتلتين بساكنة من أصول مختلفة مع تطلعات وخلفيات غير قابلة للحل. وقالت صحيفة (لوسوار) إن القوى السياسية والاجتماعية بأوكرانيا لم تعد قادرة على الخروج وحدها للمواجهة، وتحتاج إلى مساعدة خارجية للخروج من هذه الأزمة، مشيرة إلى أن المساعدات لا يمكن أن تأخذ شكل الحل المفروض. وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة الأوكرانية، حيث تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الرئيس فيكتور إيانوكوفيتش والمعارضة والاتحاد الأوروبي من أجل وضع حد لمسلسل إراقة الدماء. وأكدت صحيفة (الاندبندنت)، في مقال بعنوان (مذبحة بكييف)، أن أوكرانيا أضحت على شفا حرب أهلية بعد تصاعد وتيرة المواجهات العنيفة بين المعارضة والرئيس إيانوكوفيتش وقوات الأمن. واعتبرت أن "حمام الدم أضحى على أبواب أوروبا"، وذلك في إشارة إلى "اليوم الأسود" الذي عاشته أوكرانيا بعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، فضلا عن احتجاز عشرات من رجال الأمن كرهائن من طرف المتظاهرين، في وقت كثف الاتحاد الأوروبي من حجم ضغوطاته على حكومة كييف ملوحا بفرض عقوبات مختلفة. ومن جهتها، انتقدت صحيفة (التايمز) بطء الاتحاد الأوروبي في الرد على النظام الاستبدادي في كييف والمدعوم من طرف الكرملين، مشيدة بالعقوبات الأوروبية التي استهدفت القادة الأوكرانيين المسؤولين عن المذبحة التي تسببت في مصرع أزيد من 77 شخصا. وأشارت إلى أن هذه العقوبات تشمل تقييد منح تأشيرة الدخول وتجميد ممتلكات المسؤولين الأوكرانيين المتورطين في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل 39 متظاهرا في يوم الخميس فقط، مضيفة أنه سيتم فرض عقوبات على صادرات التجهيزات والأسلحة المضادة للشغب. أما صحيفة (الديلي تلغراف)، فاعتبرت أن القادة الأوروبيين فشلوا في التحلي بروح القيادة حيث اعتبرت أن الصمت لم يعد خيارا مناسبا. وأشارت إلى ضرورة التحرك بسرعة من أجل إنقاذ الحريات المدنية في أوكرانيا. ونشرت صحيفة (الغارديان) صورة صادمة تبرز جثث ورفات العشرات من القتلى وقد تحلق حولهم العشرات من المتظاهرات من أجل تأبينهم و إلقاء النظرة الأخيرة. وشددت الصحيفة على أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة وأن السلطات الأوكرانية أضحت عاجزة عن التعامل معه مما ينذر بانهيار البلاد نحو الهاوية، مؤكدة أن غالبية الأوكرانيين يعارضون الرئيس إيانوكوفيتش، الموالي لموسكو، ويأملون في الانخراط في الاتحاد الأوروبي. وفي بولونيا، أشارت صحيفة (ريبوبليكا) أن 75 شخصا لقوا حتفهم في كييف منذ الثلاثاء الماضي في الاشتباكات العنيفة التي تشهدها أوكرانيا بين القوات العمومية والمعارضة، مشيرة إلى أن المتظاهرين المؤيدين لأوروبا يرون في إيفاد ممثلين عن فرنساوألمانيا و بولونيا إلى كييف ، في إطار مفاوضات السلطة والمعارضة، فرصة الرئيس يانوكوفيتش الأخيرة لحل الأزمة التي تتخبط فيها البلاد. ومن جهتها، أشارت صحيفة (بولسكا ) إلى قرار البرلمان الأوكراني الذي اعتمده، مساء أمس الخميس، القاضي بإيقاف التدخل الأمني ضد المتظاهرين، لاسيما في كييف. وفي روسيا ركزت الصحف على الأزمة بأوكرانيا، ودور الغرب في تأجيج المواجهات العنيفة بهذا البلد. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن الغرب تدخل بشكل صريح ومباشر في المواجهة العنيفة الجارية في أوكرانيا، مشيرة إلى مقترح أوروبي تم تقديمه من قبل وزراء خارجية ألمانيا، فرانك فالتر شتاينماير، وفرنسا، لوران فابيوس، وبولونيا رادوسلاف سيكورسكي، إلى الرئيس فكتور يانوكوفيتش، للخروج من الأزمةº يتضمن تشكيل حكومة انتقالية وتنفيذ عملية إصلاح دستورية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة. وشددت الصحيفة على أن الغرب استخدم ثقله الكامل ورمى على كفة الميزان كل هيبته عند وصول الأزمة إلى ذروتها محاولا بذلك دفع سير الامور لصالح المعارضة. وفي نفس الموضوع، نقلت (نيزافيسمايا غازيتا) عن بعض الخبراء المحليين، قولهم إن العقوبات التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لا قيمة لها،مشيرة إلى أن "منطق المواجهة سيطر بشكل عميق جدا على المشاركين". ولاحظت صحيفة ( فيدوموستي) أن تدهور الوضع وتفاقم الأزمة في أوكرانيا يزيد من مخاوف المستثمرين بخصوص الوضع في الأسواق المتنامية، موضحة أنهم يقيمون الإفلاس المحتمل لأوكرانيا، انطلاقا من احتمال بيع الأصول في الدول المجاورة، بعد أن تسببت الفوضى السائدة في شوارع كييف بضربة قوية للعملة الوطنية. وفي ألمانيا، كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن الصراع بين النظام والمعارضة في أوكرانيا كشف عن قدرة الرئيس يانوكوفيتش على خوض صراع أشد خطورة بين الشرق والغرب منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، ما جعل الوضع يعلق في طريق مسدود. وأضافت أن يانوكوفيتش يحاول ألا تتعرض حياته وثروته للخطر بعد سقوط الكثير من القتلى، مقابل تصعيد العنف للجماعات المتطرفة التي لم يعد بالإمكان كبح جماحها، في وقت يتوجه فيه الغرب للعب دور الوساطة لتهدئة الوضع. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (ميتلبايريشه تسايتونغ) أن حمام الدم الأخير الذي شهدته ساحة الميدان في كييف يرجح إمكانية عدم تراجع رئيس أوكرانيا عن موقفه، وربما إصراره بكل قوة على السلطة رغم كل النداءات لوقف العنف. واعتبرت صحيفة (ميندنر تاغبلات) أن "الاتحاد الأوروبي أصبح في موقف صعب"، وأنه بالرغم من الدبلوماسية المكوكية التي اعتمدها في هذه القضية فإن الأزمة ما تزال قائمة، مشيرة إلى أن كل ساعة تهدر بدون حل تنذر بسقوط مزيد من الضحايا. ومن جانبها، رأت (فرانكفورت روندشاو) أنه يتعين ألا تنحصر العقوبات التي قد يفرضها الاتحاد الأوروبي على عائلة يانوكوفيتش والسياسيين، بل يجب الضغط حتى على الممولين التابعين للنظام. واعتبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن ما وقع في الميدان يبرز بالملموس أن الأوكرانيين يحلمون بحياة أفضل وبالقيم الأوروبية، ويأملون في العيش أحرارا في أوروبا دون حاجة إلى نظام التأشيرة، إلى جانب القضاء على الفاسدين في السلطة. وفي السويد، كتبت صحيفة (افتونبلاديت ) أن حربا أهلية وشيكة في أوكرانيا قد تصبح حقيقة واقعة، وأن الانتخابات المبكرة التي تم قبولها أخيرا من قبل الرئيس الأوكراني قد تكون السبيل الوحيد لوضع حد لدوامة العنف التي تشهدها البلاد.