ركزت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، على جملة من المواضيع، أبرزها استعدادات الأحزاب للانتخابات في بلجيكا، وتطورات الوضع في أوكرانيا واللاجئين السوريين. ففي بلجيكا، ركزت الصحف، في تعليقاتها، بالخصوص، على تدابير الأحزاب السياسية قبل الانتخابات، في أفق استحقاقات ماي المقبل، حيث نشرت صحيفة (لا ليبر بلجيك) تصريحا لرئيس الحزب الاشتراكي، بول مانييت، أكد فيه أنه يفضل الائتلاف في إطار الحكومة المقبلة مع الخضر، وهو ما اعتبرته الصحيفة ب"الأمر غير السيء". ومن جهة أخرى، سجلت الصحيفة أن الناخب يمكن أن يقرر إعطاء صوته على أساس البرامج، لكن في اليوم التالي للانتخابات لن يكون له دور في التصويت لصالح أو ضد تشكيل تحالف حكومي، وإن تم الإعلان عنه مسبقا قبل الانتخابات. ومن جهتها، تناولت صحيفة فلامانية أخرى (لو مورغن) الأفكار التي بلورتها الأحزاب القوية في فلاندرز، حيث اعتبرت في مقال، تحت عنوان '' وعود ، وعود ، وعود ، التي ستكلف كثيرا"، أن هذه الوعود السياسية بمثابة "هدايا سان نيكولا الصغيرة''. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بتطورات الوضع في أوكرانيا، خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء وإلغاء البرلمان لقوانين حظر التظاهر، حيث كتبت (دي فرانكفورتر روندشاو) أن البرلمان، بوقوفه دقيقة صمت، أمس، على أرواح ضحايا الاحتجاجات في الشوارع، وإلغائه لحزمة تشريعية كانت قد وسعت قبل أسبوعين سلطات الشرطة، إضافة إلى استقالة رئيس الوزراء، ازاروف، يكون قد قام بخطوة هامة إلى الأمام في بلد منقسم. وخلصت إلى أن البلد كانت في حاجة إلى كل هذه الخطوات، التي طال انتظارها وفي حاجة أيضا إلى حكومة ذات مصداقية. أما (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ)، فكتبت، في تعليقها، أن الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، لم يكن يدرك جيدا قوة المعارضين، فيتالي كليتشكو، وارسيني ياتسينيوك، وأوليه تجانيبوك، وغيره من قادة المعارضة الذين تمكنوا من احتلال ساحة الميدان في كييف يوميا ولعدة أسابيع مع عشرات الآلاف من المعارضين من أجل المضي قدما بأوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن كليتشكو والمعارضين الآخرين رفضوا حتى الآن المشاركة في حكومة كييف، معبرة عن شكوكها في أن يغير موقفهم استقالة رئيس الوزراء ازاروف وإلغاء القوانين التي تحد من حرية التظاهر، والتي تبدو حلولا وسط. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (مان إيكو) أن المعارضة في كييف "حققت بالفعل نصرا في هذه المرحلة، إلا أن النضال من أجل تحقيق التوجه الغربي لبلادهم، نهايته ما تزال بعيدة"، مشيرة إلى أن المعارضة "تناضل، ليس فقط ضد الرئيس، ولكن بصفة خاصة ضد المصالح التجارية الروسية القوية في نفس الوقت"، وقالت إن "الكرملين لن يتخلى بسهولة عن حلمه في تشكيل اتحاد تحت القيادة الروسية ولن يتردد في إيقاف إمدادات الغاز عن الأوكرانيين". أما صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) فترى أنه يتوجب على الأوكرانيين أنفسهم التصويت على مستقبلهم، وحسم موقفهم في اختيار إما الغرب أو الشرق، لكن مع الحفاظ على علاقات حسن الجوار مع كلا الجانبين. وفي سويسرا، واصلت الصحف التركيز على الأزمة الأوكرانية، بعد استقالة رئيس الحكومة وإلغاء تدابير حظر الاحتجاج، حيث كتبت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) أن "الشارع أسقط الحكومة "، معتبرة أن القرارات الحاسمة التي تم اتخاذها، أمس الثلاثاء، "لا تكاد تعني نهاية النظام القائم، ولكن محاولة لنزع فتيل أزمة حادة في البلاد". ونقلت الصحيفة عن زعيم المعارضة، كليتشكو فيتالي، قوله إن ذلك "ليس انتصارا، ولكن خطوة نحو الانتصار"، ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن خروج رئيس الوزراء، ازاروف الغير مرغوب فيه تماما، من المشهد السياسي، لن يدفع إلى رحيل الرئيس يانوكوفيتش الذي يطالب به المتظاهرون. ونفس الأمر، عبرت عنه صحيفة (لوطون)، التي ترى أن المعارضة "لا يبدو عليها أنها تنوي قبول عرض الرئيس الذي كان قد اقترح منصب رئيس الوزراء على واحد من زعماء المعارضة"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي وروسيا لم يتوقفا عن إبراز خلافاتهم بشأن القضية الأوكرانية خلال قمة بروكسيل. وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على قضية اللاجئين السوريين وقرار الحكومة البريطانية استقبال عدد محدود منهم، ولاسيما الأكثر ضعفا وهشاشة منهم، مثل ضحايا الاعتداءات الجنسية وأعمال التعذيب. وتطرقت صحيفة (الغارديان)، في هذا الصدد، إلى تصريحات نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء، والذي عبر عن سعادته "لاستقبال بريطانيا بعضا من أكثر اللاجئين السوريين المحتاجين للمساعدة"، مؤكدا أنه سيتم إيلاء الأولوية للنساء والفتيات ضحايا العنف الجنسي أو المهددات بالتعرض له، وكذا كبار السن وضحايا أعمال التعذيب والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشارت الصحيفة إلى استعداد لندن لاستقبال نحو 500 لاجئ سوري، وذلك في أعقاب توصلها إلى اتفاق بهذا الخصوص مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، موضحة أن الأمر يتعلق بتفاهم يمكن الحكومة البريطانية من تجنب فرض الأممالمتحدة لحصص (كوطا) معينة عليها. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الديلي تلغراف) جانبا من حقيقة الوضع الإنساني في سورية، مشيرة إلى قرار بريطانيا فتح حدودها لاستقبال اللاجئين السوريين، الأكثر هشاشة وعرضة للخطر. وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة البريطانية، التي يقودها زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، وافقت على استقبال لاجئين سوريين في أعقاب تلقيها انتقادات شديدة من طرف منظمات غير حكومية وقادة المعارضة العمالية، مشيرة إلى أن حزب العمال تمكن من برمجة جلسة بالبرلمان لمناقشة مساهمة لندن في برنامج المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. أما صحيفة (الاندبندنت)، فسلطت الضوء على تصريح نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء، زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، والتي أكد فيها انخراط التحالف الحكومي في العمل من أجل تخفيف معاناة جانب من اللاجئين، فضلا عن منح اللجوء السياسيين لنحو الفي سوري وتخصيص مساعدات إنسانية بقيمة 725 مليون أورو لضحايا الأزمة السورية. وفي إيطاليا، واصلت الصحف تركيزها على أحدث التطورات المتعلقة بالإصلاح المقترح لقانون الانتخابات، بما في ذلك إبرام اتفاق حول هذا الموضوع بين الأمين العام للحزب الديمقراطي (الحاكم)، ماتيو رينزي، وزعيم (فورزا ايطاليا) (المعارض)، سيلفيو برلسكوني. وكتبت صحيفة (لا ريبوبليكا )، في تقريرها، بأن الزعيمين أجريا، يوم أمس، سلسلة من المحادثات الهاتفية التي أدت إلى اتفاق بشأن مشروع قانون الانتخابات، الذي سيطرح يوم الخميس المقبل للمناقشة في البرلمان. ووفقا للصحيفة، اتفق الزعيمان بخصوص قانون الانتخابات على 37 في المائة كحد أدنى لنسبة المقاعد. وفي تركيا، تواصل الصحافة تركيز اهتمامها، بشكل خاص، على تبادل الاتهامات والانتقادات بين رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، والمعارضة، حول فضيحة الفساد غير المسبوقة التي هزت تركيا منذ دجنبر الماضي. وفي هذا الصدد، تناولت اليوميات التركية الهجوم الذي شنه رئيس الحكومة، الذي عقد أمس الثلاثاء اجتماعا مع أعضاء حزبه العدالة والتنمية (الحاكم)، على بعض وسائل الإعلام والمستثمرين وحركة فتح الله غولن، وحملهم مسؤولية إثارة الأزمة في البلاد. أما في روسيا، فتناولت الصحف قمة "روسيا Ü الاتحاد الأوروبي"، التي انطلقت أشغالها أمس ببروكسيل، والتي أكد، خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، أن موسكو لن تعيد النظر في الاتفاقيات مع أوكرانيا حول الغاز والقروض المالية التي بذمة أوكرانيا لفائدة روسيا، والبالغة قيمتها الإجمالية 15 مليار دولار. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) أن قادة الاتحاد الأوروبي وصفوا قمة بروكسيل "بقمة التحديات"، بسبب الأزمة الأوكرانية. ومن جانبها، قالت صحيفة (كوميرسانت) إن بوتين رد على الأسئلة المتعلقة بتقديم القروض لأوكرانيا، مبرزا أنه "يبقى مهما بالنسبة لروسيا أن تظل أوكرانيا دولة قادرة على التسديد، ونحن نرغب بالحصول على ضمانات بأننا سنستعيد هذه الأموال"، وخلصت الصحيفة إلى أن مصير القروض الروسية لأوكرانيا بات مبهما ودخل في دائرة الغموض. ونقلت (فيدوموستي) عن الرئيس الروسي قوله إن "أوكرانيا أخذت تطلب تأجيل تسديد المبالغ المستحقة لقاء الغاز الروسي المورد إليها، بما في ذلك الذي قدم لها في السنة الجارية بأسعار مخفضة". وحول تأشيرات الدخول بالنسبة للمواطنين الروس للاتحاد الأوروبي، ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن موسكو كانت تأمل في التوقيع، في قمة أمس، على وثيقة تسهل نظام التأشيرات مع دول اتفاقية شينغين، لكن بروكسيل، حسب الصحيفة، طلبت من جديد إجراء مشاورات إضافية حول الاتفاقية التي باتت جاهزة منذ ماي الماضي، في وقت، لا يتوقف فيه الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة، عن التلميح بأن نظام التنقل بدون تأشيرات مع روسيا ما يزال بعيد المنال.