تمحور اهتمام الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة أمريكا الشمالية حول وباء الإيبولا الذي وجه ضربة "للتقدم الهش" الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة في غرب إفريقيا، وبوفاة رئيس التحرير الشهير بصحيفة (واشنطن بوست) الذي كان وراء فضيحة "واترغيت"، إضافة إلى إصلاح نظام الرعاية الصحية في كيبيك وحالة الاقتصاد في الإقليم. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن فيروس الايبولا عمل سريعا على محو التقدم المنجز في عشر سنوات من قبل بعض الدول في غرب إفريقيا، من خلال إغلاق المدارس وتعليق حملات التلقيح إلى جانب الأزمة الغذائية التي تلوح في الأفق. وأضافت أنه في الوقت الذي يمكن فيه السيطرة على الوباء في أماكن أخرى، انفجر الفيروس في غرب إفريقيا، موجها ضربة إلى التقدم المحرز في هذه البلدان، وأضحى خطرا محتملا على الاستقرار الذي تحقق بشق الأنفس في هذه المنطقة الحساسة من العالم. من جهة أخرى، كتبت الصحيفة في مقال آخر بعنوان (محارب واترغيت)، أن بن برادلي، الرجل الذي قاد صحيفة (واشنطن بوست) إلى أن تتصدر الصحافة العالمية من خلال إشرافه على تغطية فضيحة "واترغيت"، قد توفي عن سن يناهز الÜ93 عاما. وأكدت الصحيفة أن اكتشاف الفضيحة، التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974، غير من معالم الصحافة السياسية التحقيقية، مضيفة أن "برادلي كان وراء "الاستقالة الوحيدة لرئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة". ومن جانبها ، أبرزت الصحيفة الإلكترونية (بوليتيكو.كوم) أنه "من مجرد موزع بسيط للجرائد بماساشوسيت، تمكن من إلهام عدد كبير من الصحفيين، وكان له تأثير كبير في الصحافة والسياسة الأمريكية أكثر من أي ناشر آخر في وقته". وأضافت أنه تحت قيادته "أصبحت واشنطن بوست واحدة من الصحف الأكثر شهرة في البلاد، من خلال إنتاج أفضل المواد بفضل الحماس والقدرة التي لا مثيل لها لبن برادلي لتحفيز عامليه". وأما صحيفة (وول ستريت جورنال) فتطرقت لدخول التغطية الصحية الجديدة حيز التنفيذ في العام المقبل، والحيل والاستراتيجيات المتعددة التي تستخدمها الشركات "للالتفاف على العقوبات" التي يمكن أن تصل إلى ما يقرب من 2000 دولار لكل موظف. وبكندا، كتبت صحيقة (لا بريس) أن التصريحات المحذرة والدعوات إلى العمل هي جيدة من أجل النجاح، لكن الاستجابة العالمية لمواجهة وباء الايبولا في غرب إفريقيا لا تزال حتى اليوم غير كافية إلى حد كبير، مضيفة أن المجتمع الدولي يظل أكثر استعدادا لمنح الأموال على الانخراط بشكل ملموس في الأزمة. وأبرزت الصحيفة أن كندا لا تشكل استثناء على اعتبار أن أوتاوا أعلنت حتى الآن عن مساعدة بقيمة 65 مليون دولار لكنها ترفض فكرة ارسال طاقم طبي إلى المكان طالما ليس هناك يقين بالقدرة على ضمان إخلاء طبي محتمل في أي وقت، مشيرة إلى أن البنك الدولي يقدر الأثر الاقتصادي للوباء، في حالة استمرار تفشيه، ب36.8 مليار دولار للبلدان الثلاثة الأكثر تضررا وجيرانهم. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (لوجونال دو مونريال) أن الأطباء الممارسين في كيبيك قلقون بشأن مشروع قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية الذي أعده الوزير الوصي غيتان باريت، مضيفة أن اتحاد الأطباء الممارسين بكيبيك دعا باريت إلى أن تكون الخدمات الصحية والمستشفيات في مستوى تطلعات المرضى والأطباء الممارسين. على الصعيد الاقتصادي، كتبت (لو دوفوار) أن المقاولات الصغرى والمتوسطة الكيبيكية، المتفاجئة من التفاؤل بشأن الوضع الاقتصادي، لا تتوقع ارتفاعا للإيرادات والأرباح، مشيرة إلى أن هاته المقاولات تقول بأنها على استعداد للاستثمار في إنتاجيتها، ولكنها تعبر عن أسفها بخصوص الأنظمة والبيروقراطية المفرطة. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أنه على الرغم من أن الاحتمال المنخفض لانتقال فيروس الإيبولا إلى المكسيك، فإن البلاد على أتم الاستعداد لمواجهة مثل هذا الوضع، حسب مورين برمنجهام، ممثل منظمة الصحة للبلدان الأمريكية. ونقلت الصحيفة عن برمنغهام قوله إن "المكسيك قد أكملت بالفعل القدرات الأساسية حسب اللوائح الصحية الدولية"، والمتعلقة بوجود مخططات الكشف والتأكيد المختبري والوقاية والاحتواء، فضلا عن تحديد موقع العزل وتكوين العاملين في مجال الصحة. ومن جانبها، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن المشاكل الأخيرة لانعدام الأمن والعنف في البلاد يمكن أن تكون قد زعزعت نوايا رجال الأعمال للاستثمار في المكسيك، ولذلك فمن الضروري أن تعمل الحكومة الاتحادية على التقليل من هذه الحقائق ومعالجة هذه الظاهرة بحزم، حسب محللين اقتصاديين. وقالت الصحيفة، وفقا لعدة دراسات، إن تكلفة انعدام الأمن في المكسيك تتراوح مابين 0.5 بالمئة و1 بالمئة من الناتج الداخلي الخام، أي ما يقرب من 90 مليارا أو حتى 180 مليار بيزو سنويا. أما بالدومينيكان، فقد أبرزت صحيفة (دياريو ليبري) أن جمهورية الدومينيكان انضمت إلى كل من جامايكا وغيانا وترينيداد وتوباغو وسانت لوسيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين، وسانت كيتس ونيفيس، وأنتيغوا وبربودا التي قررت منع المسافرين الذين زاروا الدول المتضررة من فيروس الإيبولا من دخول أراضيها، معتبرة أن قرار منع المسافرين الذين زاروا كل من سيراليون وغينيا وليبريا ونيجيريا والسينغال خلال الثلاثين يوما الأخيرة قد تم اتخاذه لدواع اقتصادية، إذ أن دخولا محتملا لفيروس الإيبولا إلى المنطقة سيكون تأثيره "كارثيا" على القطاع السياحي، الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصاديات الدول الكاريبية. ومن جهتها، أشارت صحيفة (ليستين دياريو) إلى إعلان وزيرة الصحة ألتاغراسيا مارسيلينو عن تخصيص ميزانية أولية قدرها 2ر1 مليون دولار لتعزيز إجراءات الوقاية والرعاية الأولية، واستعداد السلطات الصحية لمواجهة أي إصابة محتملة بالإيبولا، مشيرة إلى خلو الدومينيكان من أية إصابة محتملة بفيروس الإيبولا.