اهتزت مدينة تيزنيت، في الساعات الأولى من يوم أمس السبت 15 مارس 2025، على وقع فاجعة إنسانية تمثلت في اندلاع حريق مهول بأحد الأحياء العشوائية التي تأوي مهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصحراء، مما أسفر عن وفاة سيدة وابنتها، وإصابة عدد من القاطنين بجروح متفاوتة الخطورة، فضلاً عن أضرار مادية جسيمة. وأثارت الحادثة ردود فعل قوية في الأوساط الحقوقية، حيث اعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن هذه الفاجعة تعكس هشاشة أوضاع المهاجرين بالمغرب، وغياب الحد الأدنى من شروط العيش الكريم، مطالبة بفتح تحقيق عاجل لتحديد أسباب الحريق والمسؤوليات المترتبة عنه.
وأشارت الجمعية إلى أن مثل هذه الأحداث تعيد إلى الواجهة النقاش حول سياسات إيواء المهاجرين وحمايتهم، داعية السلطات إلى اتخاذ تدابير مستدامة تضمن أمنهم وسلامتهم، وتتماشى مع الاتفاقيات الدولية التي وقعها المغرب بخصوص حقوق اللاجئين والمهاجرين.
وفي السياق ذاته، شددت أصوات حقوقية أخرى على ضرورة إيجاد حلول جذرية لملف المهاجرين غير النظاميين، من خلال اعتماد سياسات إدماجية توفر لهم مساكن آمنة وبرامج اجتماعية تكفل لهم حقوقهم الأساسية، بدل تركهم عرضة للأخطار في أحياء تفتقر لأدنى شروط السلامة.
هذا، وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني في أكادير والمستشفى الإقليمي في تيزنيت لتلقي العلاجات الضرورية، في وقت باشرت فيه السلطات المختصة تحقيقاتها لمعرفة أسباب الحريق واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع كوارث مماثلة في المستقبل.