لقي ثلاثة أطفال مهاجرين من جنوب الصحراء حتفهم حرقا داخل مأوى بلاستيكي بإحدى غابات الناظور، فيما نقلت أمهم في حالة صعبة إلى المستشفى الحسني بالناظور لتلقي العلاجات اللازمة. وأفاد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، أن الأطفال الثلاثة الذين كانوا ضحية الفاجعة، تقل أعمارهم عن سبع سنوات، كانوا يعيشون رفقة أمهم داخل المأوى البلاستيكي بمخيم المهاجرين المتواجد على منحدر غابة غوروغو شمال غرب مقبرة سيدي سالم بالناظور. وفي الوقت الذي لا يزال فيه البحث الذي فتحته النيابة العامة جاريا لمعرفة الأسباب وراء احتراق هذا المأوى والأطفال بداخله، نبهت الجمعية الحقوقية إلى أن المهاجرين يعانون من ظروف العيش الصعبة وسط الغابة خاصة في فصل الشتاء، وغالبا ما يعمدون لإشعال نيران للتدفئة بسبب البرد والانخفاض القياسي لدرجات الحرارة ليلا. وجدد حقوقيو الجمعية تحذيرهم من خطورة الأوضاع التي يعيشها مئات المهاجرين في غابات الناظور منذ عدة سنوات بسبب تمادي سلطات الناظور في حرمانهم من الحق في السكن، ووضع شتى العراقيل أمامهم حتى لا يتمكنوا من كراء مساكن بأحياء الناظور، أسوة بباقي المهاجرين في المدن المغربية الأخرى. وأبرزت الجمعية أن هذا المنع يجعل المهاجرين يعيشون حالة شاذة على المستوى الوطني، تدفعهم للاستقرار بغابات الناظور حيث يتعرضون بين الفينة والأخرى لهجمات من قبل السلطات العمومية. وتفاديا لفواجع أخرى وضمانا لسلامة وأمن المهاجرين الذين تتواجد بينهم نسبة مهمة من النساء والأطفال بغابات الناظور، طالبت الجمعية سلطات الناظور بتمكين المهاجرين من كراء منازل بكل مناطق الناظور ووقف التهديدات والمتابعات التي تطال مالكي المنازل الذين يؤوون مهاجرين غير نظاميين، وتسهيل عمليات جمع وتوزيع المساعدات عليهم في جميع أماكن تواجدهم.