ساعاتٍ قليلةً بعد الوعْد الذي قدمه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران للجالية المغربية المقيمة في الخارج، مساء يوم أمس خلال لقاء بمناسبة اليوم الوطني للجالية، بتمكينها من انتخاب ممثلين عنها في البرلمان، "طال الزمن أم قصُر"، وجّه الكاتبُ الأوّل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيس الفريق النيابي للحزب بالبرلمان، انتقادات شديدةً لرئيس الحكومة، معتبرا ما صدر عنه "استقالةً فعليّة من تدبير الشأن العام". وحمّل لشكر، في كلمة له خلال يومٍ دراسي نظمه المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي بتنسيق مع فريقيه بالبرلمان، مسؤوليةَ تنفيذ ما جاء به دستور 2011، والذي أعطى الحق لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بالتصويت والترشيح في الانتخابات، لرئيس الحكومة، قائلا إنّه هو المسؤول الأوّل عن إعداد القوانين الانتخابية، وتفعيل مقتضيات دستور 2011، وهو المسؤول عن تدبير الزمن، وتحديد متى سيتمكن أفراد الجالية من المشاركة في الانتخابات. ووجّه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي انتقادات شديد اللهجة للأغلبية الحكومية، ولرئيس الحكومة، وحزب العدالة والتنمية، القائد للتحالف الحكومي، قائلا "كنا نسمع من الحكومة ما يُثلج الصدر، فيما يتعلق بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، "غير أنّ كل هذا انهار عندما أتى رئيس الحكومة، وهو المسؤول الأول عن السلطة التنظيمية، وقال إنّه سيكون للجالية ممثلون في البرلمان، في زمن ما". وتابع لشكر "رئيس الحكومة هو المكلف، حسب الدستور، بتدبير تسعين في المائة من السلطة التنفيذية، تقريبا، والاختصاصات التي خوّلها له دستور 2011 لم تعد تسمح له البتّة، بأنْ يتحدّث بهذا الخطاب، لأنّ من يجب أن يقرّر هو الحكومة"، وأضاف متسائلا "ما الذي يمنع من أنْ يخرج مقترح القانون الذي يخوّل لأفراد الجالية المغربية بالخارج من التصويت والترشيح في الانتخابات، خصوصا وأنّ هناك توافقا بين الأغلبية والمعارضة بهذا الشأن؟". ولم تتوقّف انتقادات لشكر عند حدود ما صرّح به رئيس الحكومة خلال اليوم الوطني للجالية، يوم أمس، بلْ امتدّت لتطال التصريحات التي أدلى بها حينَ مشاركته قبل أيام في القمّة الأفرو-أمريكية بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، حين قال إنّ الملكَ هو الذي يحكم، والحكومة لها صلاحيات محدّدة؛ وقال لشكر تعليقا على كلام بنكيران "أن يذهب رئيس الحكومة إلى أمريكا، ويصرحَ بأن الحاكم في البلد هو الملك، ويقولَ للجالية بأنه في زمن ما ستشاركون في الانتخابات، كأننا ننتظر الذي يأتي والذي لا يأتي، فهذه أكبر إساءة للبلد". إلى ذلك، عادَ لشكر إلى زمن حكومة التناوب التوافقي، التي قادها حزب الاتحاد الاشتراكي، ليخْلُص إلى أنّها "أخرجت المغرب من السكتة القلبية، وخرجت بنا من مغرب إلى مغرب آخر"، قبل أن يعود لانتقاد رئيس الحكومة، قائلا "الاستقرار لم يبدأ مع الحكومة الحالية، كما يروّج لذلك رئيس الحكومة، بل أسّس له كفاحُ المناضلين والمناضلات منذ الستينات والسبعبيات، والتضحياتِ التي قدمها الشعب، والموافقات التي تمّت في مراحل مختلفة، هي التي أسست لما نعيشه اليوم، والتي جعلتنا نعيش نموذجا متفردا في جنوب البحر الأبيض المتوسط".