كشف بديع عارف (محامي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز) الأربعاء عن أنّ قوات الاحتلال الأمريكية في العراق سلمت موكله إلى السلطات العراقية، مؤكدًا أن "حياة عزيز الآن في خطر". وقال عارف لوكالة الأنباء الفرنسية: "تَمّ تسليم موكلي ضمن عدد من المعتقلين لدى الجانب الأمريكي إلى الجانب العراقي مساء أمس الثلاثاء"، وأضاف: "تلقيت اتصالًا من السيد عزيز أعلمني خلاله بأنه سُلِّم إلى الجانب العراقي وهو حاليًا في سجن الكاظمية في بغداد". وبعد أن اعتبر تسليم عزيز "ما قام به الجانب الأمريكي انتهاكًا لميثاق الصليب الأحمر الذي لا يجيز تسليم موكلي إلى خصومه"، ناشد عارف "المنظمات الدولية للتدخل". وقال: إن "حياة عزيز الآن في خطر فهو بين يدي خصومه ومن المحتمل أن يُوَجِّهوا له تُهَمًا عقوبتها الإعدام للخلاص منه"، وأكّد عارف وجوب إطلاق سراحه موكله. وأوضح: "موكلي قال لي إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يختلف عن جورج بوش (الرئيس الأمريكي السابق) وسيشترك بعملية قتلنا بشكل غير مباشر". وكان عزيز (74 عامًا) النصراني الوحيد في فريق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الواجهة الدولية للنظام وبذل جهودا كثيرة مع عواصم أوروبية لمنع اجتياح العراق. وقد قام بتسليم نفسه في 24 أبريل 2003 إلى قوات الاحتلال الأمريكية بعد أيام على دخولها بغداد، وتطالب عائلته باستمرار بإطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي المتدهور. وحكم على طارق عزيز للمرة الأولى في مارس 2009 بالسجن 15 عامًا إثر إدانته بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في قضية إعدام 42 تاجرًا في بغداد في 1992 بتهمة التلاعب بأسعار المواد الغذائية عندما كان العراق خاضعًا لعقوبات الأممالمتحدة. كما أصدرت المحكمة في أغسطس 2009، عليه حكمًا بالسجن سبع سنوات لإدانته بقضية التهجير القسري لجماعات من الأكراد من محافظتي كركوك وديالي إبان ثمانينات القرن الماضي. لكن المحكمة أعلنت كذلك في مارس 2009، براءة عزيز في قضية "أحداث صلاة الجمعة" نظرًا "لعدم تورطه أو ثبوت أي شيء ضده".