س.لعبت دور رئيس تحرير، بفيلم "عبروا في صمت"، للمخرج حكيم النوري، لماذا لم تستمر في التمثيل؟ ج.(يبتسم..)، كانت تجربة عابرة كسابقاتها، وبعد ذلك استهلكني العمل السياسي. س.كم طلبت كمقابل مادي للقيام بذلك الدور؟ ج.اشترطت على حكيم نوري، أن لا يدفع إلي أي تعويض مادي، مقابل أن يترك لي حرية كتابة الحوار الذي يجري على لساني بالفيلم فقبل، وكان أول شريط سينمائي يتحدث عن سنوات الرصاص. وكنت اردد عبارة " شكون أنت في ملك الله"، في إشارة إلى الرسالة التي وجهت إلى وزير الداخلية الأسبق الراحل إدريس البصري. س.ماهي التجارب السينمائية السابقة التي شاركت فيها ؟ ج.أتذكر أنه بعد خروجي من السجن عام 1973، اقترح علي الإخوان درقاوي مصطفى وعبد الكريم، القيام بدور البطولة في شريط سينمائي بعنوان "أحداث بدون دلالة". س.حدثنا عن ظروف التصوير في ذلك الوقت ؟ ج.من أجل تمويل إنتاج الفيلم حصلنا على الكاميرا من المركز السينمائي و ساعدنا الراحل محمد عصفور بالإضاءة، و من أجل شراء "السينتا"، اشترينا بثمن اللوحات التي تبرع بها لنا فنانون تشكيليون منهم الحسين طلال، وشبعة والمليحي، وشرعنا في التصوير بميناء الدارالبيضاء، بدون سيناريو. س.من مثل معك، وما هي قصة الفيلم ؟ ج.لعبت دور البطولة، ومثل إلى جانبي أعضاء مجموعة "جيل جيلالة" حينئذ، من بينهم محمد الدرهم، وكان الفيلم ينتمي إلى ما يسمى سينما المؤلف، لم أعد أتذكر الأحداث التي يحكي عنها بالضبط . س.عرفك الجيل الجديد كصحافي مهتم بالسياسة، كيف ترى الصحافة الفنية والثقافية ؟ ج.لايعرف الكثيرون بأنني بدأت عملي الصحافي بالملحق الفني والثقافي لجريدة "لوبينيون"، وكنت أول من كتب عن محمد بنعيسى في أول معرض فوتوغرافي نظمه بالرباط، وكنت أول من كتب عن ناس الغيوان، وترجمة العديد من القصص لأدباء مغاربة مثل الراحل محمد زفزاف وعبد الجبار السحيمي وإدريس الخوري، ورغم أن الملحق كان مهتما بالثقافة إلا أن صفحاته تتحول إلى سجالات سياسية، حيث الشعر السياسي وكنت اول من تحدث عن شعر المقاومة المكتوب بالامازيغية، وكانت تربطني علاقات صداقة بالعديد من الأدباء والفنانين والتشكيليين الذين ساعدتهم على قدر استطاعتي عندما كنت اشتغل بديوان وزير الثقافة الأسبق الراحل محمد الفاسي عام 1986. س.من هم الفنانين الذين قدمت لهم خدمات ؟ ج.اضافة إلى كتابية عن إعمالهم الفنية كان بيتي بالرباط مفتوحا في وجه الجميع، حيث كان يحل ضيفا علي الطيب الصديقي وناس الغيوان و غيرهم من الفنانين و الأدباء، ولا زلت أتذكر عندما علمت بخبر وفاة الفنان التشكيلي جيلالي الغرباوي الذي وجد ميتا على أحد المقاعد العمومية بشان دو مارس، بفرنسا، وعندما نقلت الخبر إلى وزير الثقافة محمد الفاسي حينئذ، لإقناعه بنقل جثمان الغرباوي إلى المغرب ودفنه بمدينة فاس، قال لي "إذا كان ديالنا ندفنوه بفاس"، فأقنعته بأن الفنان الراحل كان "فاسيا"، فقبل الوزير، وتم تشييع جنازة الغرباوي، من طرف أربعة أشخاص فقط، (أنا والوزير محمد الفاسي ومدير متحف البطحاء و أحد المارة)، وغاب عنها أصدقائه الفنانين، بدعوى أن الوزارة لم توفر لهم تعويض التنقل لحضور جنازة زميل لهم.