عائد موهوب جل الممثلين يعتبرونك مدرسة خاصة في ميدان الفن والتمثيل إن لم نقل الأب الروحي ، في نظرك ما السر في ذلك؟ السر في ذلك هو أولا الاعتزاز بميدان الفن واحترام المهنة، وكذلك احترام الجمهور. فالممثل كما هو صلة وصل بين المؤلف والمخرج؛ فهو صلة وصل بين المخرج والجمهور. ثانيا الاعتزاز بالنفس، فلا يمكنني أن اقبل أي عمل لا يوافق قناعاتي الشخصية، ولا سني ولا حتى كلامي. فمن شروطي في العمل هو قراءتي للنص بمعية المؤلف، فإذا اتفقنا اشرع في العمل، لكن إذا زاد شيئا اترك العمل. والعديد من المخرجين يتخوفون من القراءة الأولى للممثل، و لا يعرفون أن هذا في مصلحتهم. و أقولها بصراحة؛ لو لم يكن هذا الاحترام للنفس لكنت اليوم غنيا. إلا أن حب الجمهور هو الأهم عندي من كل شيء. فهذا الجمهور يدفع نقوده ربما قد يكونوا أولاده في أمس الحاجة إليها، و يتعب ويسهر لكي يرى عملا فنيا جادا، فمن العيب إذن أن اخذله. ثالثا كلمة الفنان كلمة صعبة، لان الفنان هو الذي يحارب عيوبه حتى تضمحل، بعبارة أخرى الفنان، مثل الصحفي الذي ينبه الناس، يجب أن يصلح نفسه لكي يصلح الآخرين. و لان التمثيل مرآة الحياة؛ فالوقوف أمامها ضروري من اجل إصلاح النفس و تجديد دمائها. كيف ترى جيل الفنانين الشباب؛ وكيف تقيم السينما المغربية اليوم؟ في الحقيقة؛ الفنانون الشباب ينقسمون إلى فئتين، فئة تعترف بجيل الرواد وتحاول الاستفادة من تجاربه. وفئة لا تعترف به، بحيث لا يهمها إلا المال والشهرة، وقبول أي عمل دون طرق أبواب الفنانين المخضرمين ذوي التجربة والحكمة. وأقول لهؤلاء الشباب؛ من السهل الوصول إلى القمة، لكن من الصعب المكوث فيها. نحن دخلنا الميدان السينمائي و هو صعب، بدون دراسة أو تاطير أكاديمي كما هو الشأن اليوم، لكن بالصبر والصدق والتضحية والحياء و التآزر؛ استطعنا أن نتعلم و ننجح ونفرض أنفسنا كذلك أمام أسماء سينمائية عالمية، دون ان نفكر في الجانب المادي. فانا مثلا عندما يعجبني العمل أنسى المال، كما حدث لي في فيلم المطرقة والسندان للمخرج حكيم النوري، حيث الظروف المادية والعائلية التي اشتغلت فيها كانت صعبة جدا، و قدمت تضحية كبيرة لأنني وجدت نفسي في الفيلم. و قد عرضت علي مؤخرا أفلاما و رفضتها. أما بخصوص السينما المغربية؛ فيمكنني القول بأننا أصبحنا نرى أفلاما أجنبية بمخرجين مغاربة. فالمهم هو الرقص والكباريهات والإثارة؛ عوض التركيز على أفلام اجتماعية او وطنية او نضالية. و السبب ان الشباب فقدوا روح المسؤولية و روح الوطنية لخدمة الوطن. فالسينما اليوم صناعة يجب فهمها فهما جيدا، صناعة توظفها الشعوب من اجل خدمة بلدانهم، وخير مثال على ذلك مصر. ما هي تطلعات موهوب المستقبلية، وهل لديكم عمل فني لاحقا؟ بالنسبة لميدان الفن؛ فسأشارك إن شاء الله قريبا في عمل فني. لكن لن أتحدث عنه حتى يحين الوقت. أما بخصوص التطلعات فانا كأي مواطن مغربي؛ يتمنى من الله أن يجتاز المغرب ظروفه الصعبة الاقتصادية والسياسية، لان همنا اليومي أصبح البحث عن الخبز. من جهة أخرى فانا بصراحة أفكر في لقاء الله كثيرا، وأتمنى منه حسن الخاتمة. كما أتمنى من الله ان يوحد صفوف المسلمين و أن يجعلهم سعداء رحماء فيما بينهم، وأن ينصرهم على عدوهم، وان يرحم شهداءهم، وان يوفقكم كذلك، فالصحافة مهنة المتاعب والتضحيات. وأود في الأخير أن اشكر كل من قام بتكريمي سواء من الهيئات الإعلامية أو السياسية أو الفنية. (ü) ممثل مغربي