أولا الحمد لله على شفائكم...كيف كانت بدايتكم الفنية، وما هي المصاعب التي وجدتموها آنذاك؟ الحمد لله وشكرا لكم، بدايتي الحقيقية كانت مع الأستاذ عبد العظيم الشناوي من سنة 1964 إلى غاية ,1970 حيث قمت بدور في مسرحية المحطة لمصطفى التومي وبعدها في مسرحية الحاجز الفضي. و يعود الفضل كذلك في تكويني للأساتذة الرواد؛ عائد موهوب و المرحوم عبد السلام الشرايبي والساخي بلحاج و عبد الجبار الوزير. كما مثلت مع الفنان الدسوكين. بعد ذلك شاركت في مسرحية تاجر البندقية لشكسبير مع الأستاذ عفيفي كعمل جديد ونوعي. كل هذه السنوات كانت بمثابة مدرسة للتكوين. بعد سنة 1975 اشتغلت مع النجم الكبير عبد الرؤوف والمرحوم بلقاص، وخضت تجربة العمل التلفزيوني آنذاك، واستمرت إلى يومنا هذا في الجاسوس، و النية تغلب، و الشاوش...، كما أنني خضت غمار السينما مع المخرج أحمد المعنوني في فيلم اليام اليام، و أفلام أخرى بيضاوة، و محاكمة امرأة، وفيها الملح والسكر...، و مؤخرا في فيلم فين ماشي يا موشي لحسن بنجلون. بخصوص المصاعب أنا أولا ابن البادية، وابن طبقة فقيرة كباقي من التحق بميدان التمثيل آنذاك، فكانت معاناتنا مادية، بالإضافة إلى معارضة الوسط العائلي. زد على أنه لم يكن هناك معاهد ولا تقنين للميدان الفني الذي لم يكن يعتبر كمهنة. وبالتالي فقد كان الصبر والتضحية والاعتماد على حب الجمهور هم سلاحنا لنضمن الاستمرارية و النجاح. اليوم رغم التألق مازلنا لانتوفر على الإمكانيات اللازمة التي تمكننا من العمل الدائم، وجود الكتابات غير النظيفة، فبلدنا يزخر بكتاب ترجمت أعمالهم، لكن لا يتم التعامل معها، كفنانين مازلنا محاصرين خصوصا من قبل السماسرة، فالأعمال التلفزية مثلا تخضع مع الأسف للزبونية، مما يضطرنا أحيانا إلى قبول أي عمل. وأخيرا هجرة المواطنين إلى الأعمال الأجنبية (البارابول)، والخاسر هوالتلفزيون المغربي. مع كل هذه المشاكل؛ ننافس السينما السورية والمصرية. كيف تقيمون وضعية الفنان اليوم؟ أولا؛ الفنان كباقي المواطنين محاصر بالهموم المعيشية اليومية، الفنان اليوم إذا مرض يقع في أزمة، ولا أحد يعنيه، ولولا الرعاية الملكية لهلك. ثانيا لا يعقل أن في عمل سينمائي أوتلفزي يتقاضى البعض مبلغا مرتفعا، ويقاضى الممثل أجرا مزريا. ثالثا مازال الميدان الفني وبالخصوص المسرح يتخبط في عدة مشاكل؛ من بينها عدم التقنين والتنظيم. مسألة أخرى هي قيمة الفنان في بلده. في مهرجان مراكش الدولي تم استدعائي وأنا مريض، فسعدت كثيرا، لكن صدمتي كانت كبيرة عندما رأيت التمييز بيننا وبين الفنانين الأجانب والمصريين، كيف تحس عندما تزاح عن الطريق لأن مخرجا أوممثلا أمريكيا قادم؟ إذا كنت محكورا في بلدي فكيف سيقدرني الآخرون؟ ماهو الحل في نظركم؟ لهذا لابد من توفير البنية التحتية: المعاهد والمسارح... وإعطاء الميزانية الكافية لوزارة الثقافة من أجل تطوير الحقل الفني. على المجالس البلدية أن تقحم أناسا لهم صلة بميدان الثقافة والفن للتسيير. الدعم المسرحي (والسينمائي) لابد أن يرقي إلى الأفضل، وأن يتوفر على لجنة متحركة عوض تقديم الملفات، وعلى ميزانية ترويج دائم ، التساوي في العمل ما بين الفنانين، والتصدي للسماسرة، وربط الأجيال السابقة بالأجيال الحاضرة. إعادة الاعتبار للفنان بالحفاظ على كرامته ماديا و معنويا. و لن يتأتى ذلك إلا إذا كانت لنا غيرة على هذا الوطن، وحافظنا على أصالتنا وقيمنا الوطنية التي تلقن في المدرسة كما تلقيناها ونحن صغارا. وأخيرا على الأحزاب الوطنية أن تساند كذلك الفنانين.