هاجر الجندي إعلامية نشأت داخل أسرة تعشق الفن وتنافح عن أصالته وارتباطه بالهوية المغربية وما يتصل بها من خصائص ومميزات، أخرجت عددا من الأعمال الفنية، وما يزال مشوارها مفتوحا على المزيد من العطاء. في هذه الدردشة تفتح هاجر الجندي دفترها الشخصي لقراء التجديد، لتطلعهم على بعض محطات مسارها الدراسي، وإنتاجها الإعلامي، ثم خياراتها في عدد من قضاضا الحياة، وطريقة تفاعلها معها. مشتغل في المجال الإعلامي والفني ينبغي له أن يكون مستوعبا للواقع المحيط به متفاعلا معه و معبرا عنه رأيت إحدى الأمهات الموريتانيات وهي تنشد الشعر لرضيعها كي ينام ما جديد الفنانة هاجر الجندي؟ فرغت للتو من تسجيل سلسلة درامية تراثية تحمل عنوان (اصحاب المعنى) لحساب الإذاعة الوطنية، كما قمت خلال شهر رمضان المعظم بالشروع في إخراج برنامجين إذاعيين بعنوان ( ليسوا سواء) و( موسوعة الأخلاق المحمدية). كيف تلقى الجمهور عرض مسرحيتكم الأخيرة في أوروبا؟ الحمد لله جمهور مسرح فنون دائما يتجاوب بشكل إيجابي مع مواضيع مسرحياتنا ومع أداء الممثلين ومع لمسات الإخراج، وذلك هو شأنه أيضا مع مسرحية هذا الموسم، أقصد ( بنت الشعب) سواء خلال الجولة الأوربية المطولة التي قمنا بها أو على خشبات مسارح وقاعات عروض بلدنا الحبيب، ومما يثلج الصدر تفاعل الشباب الجامعي في مجموعة من الجامعات، إذ عرض العمل مثلا في جامعة الأخوين بمدينة إيفران الجميلة، والتي أحيي بصدق كل القائمين على الشأن الثقافي بها. كيف تقضي هاجر يومها في رمضان؟ بين العمل والعبادة ورعاية الأبناء كتاب تقرئينه وأعجبك كثيرا؟ كتاب النبوغ المغربي للعلامة والأستاذ الجليل عبد الله كنون ارتبط اسم الجندي بالمسرح والفن في مراكش والمغرب، كيف كان للعائلة تأثير في اختيارك علم الفن والمسرح؟ الفن بحر شاسع، وهناك من يسبح فيه بثقة وسلاسة، وهناك من تجرفه تياراته نحو الغرق، أحمد الله أني نشأت في كنف سباحين ماهرين علماني أصول وقواعد النجاة من أمواجه . هل لهاجر اهتمامات أخرى غير الفن؟ أكثر ما يشغل بالي بجانب حياتي الشخصية والروحية وعملي هي قضايا بلدنا الحبيب وانشغالات بني بلدي، فالمشتغل في المجال الإعلامي والفني ينبغي له أن يكون مستوعبا للواقع المحيط به متفاعلا معه و معبرا عنه. ما رأيك فيما يقدم للجمهور خلال رمضان في التلفزيون؟ قليلا ما أشاهد التلفزيون في هذا الشهر، فوقتي يكفي بالكاد لانشغالاتي، ولذلك لا أستطيع الحكم على ما لم أر. كلمة تريدين أن تقوليها لفنان أو فنانة أوجه كلمة لروح الراحل محمد عفيفي لأقول له سنفتقدك، وأسكنك الله فسيح جناتك. هل من ذكريات خاصة برمضان في طفولتك؟ أول صيام لي وفرحة أسرتي بذلك، وفرحتي بقيامي بأول صيام تعبدي وتذوقي لحلاوة الإيمان ماذا تغير في رمضان وتشتاقين إليه؟ بالنسبة لي كان رمضان ولازال يمثل زائرا محبوبا نشتاق إليه ونتمنى أن يطيل الإقامة بيننا، لا أشتاق لشئ ولا أفتقد فيه شيئا فأنا أعيشه بنفس الروح ونفس الأجواء كل سنة. هل من طرائف وقعت لك أثناء مشوارك الدراسي أو الفني؟ خلال السنة الرابعة من التكوين العالي بالمعهد الملكي لتكوين الأطر حيث كنت أدرس، كان لزاما علي في إطار البحث المتعلق بموضوع التخرج والذي اخترت له كموضوع (نحو وضع استراتيجية موحدة لمحو الأمية ببلدان المغرب العربي) أن أقوم بزيارات ميدانية لدول المغرب العربي في إطار الشق التطبيقي من بحثي، وقد فعلت ومن أطرف ما أذكره ذكرياتي الجميلة خلال زيارتي للشقيقة موريتانيا، إذ تم استقبالي بكرم وطيبوبة من قبل السيدة وزيرة شؤون المرأة آنذاك السيدة سنية سيدي هيبة، والتي عرفتني على مجموعة من أطر كتابة الدولة في محو الأمية بموريتانيا، والتي أشهد لها إحقاقا للحق أنها كانت تجربة رائدة سبقت كل التجارب الأخرى في المنطقة، وأعطت المثال وخط السير في هذا المجال لباقي بلدان المغرب العربي، فعدت محملة بذكريات جميلة، مثل رؤيتي لإحدى الأمهات الموريتانيات وهي تنشد الشعر لرضيعها كي ينام، فتغرس فيه حب الشعر والقوافي منذ أيامه الأولى، و بالإضافة إلى هذه الذكريات عدت حاملة لزاد علمي هام، ومرت الأيام فتم بالمغرب إنشاء كتابة الدولة في محو الأمية، وعين على رأسها الأستاذ الفاضل أنيس بيرو الذي استقبلني بحفاوة كبيرة واعتز بالبحث الذي قمت به أيما اعتزاز حين تسلمه مني، ولعل الله يسر له الانتفاع به لما فيه خير كتابة الدولة ببلدنا المغرب. كلمة أخيرة عيد فطر مبارك سعيد على المغرب والمغاربة، وأعاده الله علينا ونحن ننعم بالسلام والحب والرقي والتقدم وشكرا لجريدتكم الهادفة القيمة على هذه الدردشة وتحية لكل قرائها الكرام وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم و السلام عليم و رحمة الله.