الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبيل لحلو : عادة تقبيل يد الملك وراءها المنافقون
نشر في هسبريس يوم 04 - 10 - 2007

حوار مكاشفة" مع المخرج السينمائي والفنان المسرحي نبيل لحلو ""
نبيل لحلو فنان تشبث بحقه طوال عشرات السنين، في أن ينتج مسرحيات وأفلاما حسب منظوره لهذين الفنين، ومهما بلغ عدم اتفاقك معه إلا أنك لا تملك إلا أن تحترم فيه حبه للفن، في زمن ومجتمع قل فيه الفنانون الحقيقيون.
نبيل لحلو معروف أيضا بمعاركه الصاخبة مع اغلب وزراء الثقافة والاعلام ( الاتصال حاليا ) الذين عبروا الحكومات المغربية، هم بارحو مناصبهم الواحد تلو الآخر، في حين بقي هو مكانه قابضا على فنه كما " يطنطن" في دماغه ويسكن قلبه.
أنجزنا هذا الحوار المكاشفة مع الفنان نبيل لحلو، الذي لا تعرف لغة الخشب طريقا إلى ذهنه وقلبه ولسانه.. حيث تحدث لنا من بين أشياء كثيرة مهمة، عن أسباب الخلاف بينه وبين بعض المسئولين المغاربة منهم محمد الأشعري، وواقعة " جدبه" على هذا الأخير، وشرحه لفكرته حول كون التلفزة المغربية هي " حزب وحيد " وبين هذا وذاك كيف كاد يقتل مسئولا في المركز السينمائي المغربي ذات " جدبة" ورأيه في عادة تقبيل يد الملك... وتفاصيل أخرى لا تخلو من غرابة في بلد الغرابة، تجدونها ضمن هذا الحوار.
س؟ كَول لينا أسي نبيل واش عندك مع السياسة؟
ج: مادا تقصد بهاذ السؤال أيها الصديق؟
س: واش عندك مع السياسة؟ مثلا، واش عطيتي صوتك فالانتخابات الأخيرة؟
ج: بطبيعة الحال أهتم بالشأن السياسي،كمواطن، أولا، ثم كمفكر و كاتب و مخرج مسرحي و سينمائي، أهتم بالشأن السياسي لأن السياسة النقية و النظيفة هي فلسفة نبيلة، ترتكز عليها المكونات الحقيقية لكل مجتمع،في خدمة الشأن العام، لا في خدمة و إغناء من يمارسها حزبيا أو طائفيا، كما حصل لنا منذ مجيء "التناوب التوافقي" حيث صار " التبزنيز" و " البيع والشرا " والمتاجرة واللعب بالدين هيالأشياء لي جاري بها العمل في الساحة السياسية الغوغائية.
س: هذا يعني أنك لم تُصوت في انتخابات سابع شتنبر الماضي؟
ج: تماما. لم أصوت لأن ضميري لم يسمح لي بذلك، والأسباب عديدة، أذكر منها الطرشة لي خذيت ملي حليت صندوق الرسائل ديال منزلي، أولقيت فيه بطاقة الناخب ديالي وديال زوجتي. جابو لينا وراقنا حتى للدار.هاذ التصرفيقة كانت بمثابة إهانةوصدمة لمشاعري كمواطن، قيل له أن مفهوم السلطة للعهد الجديد مبني على احترام المواطن.
بكل صراحة. عندما وجدت البطاقتين الانتخابيتين في صندوق الرسائل أحسست بخيبة كبيرة،وكأن أحدا ما لطمني في وجهي بشي "خرية".
س: علاش اعتابرتي الأمر إهانة و طرشة آ سي نبيل؟
ج: لأنهم ملي جابو ليا البطاقة ديالي أو د مراتي حتي لداري، رجعات بيا الذاكرة لور للسياسة البصرية السيئة الذكر، لي كانت معروفة بالتزوير والكذب و التخلويض و المنع و القمع و التصفيات، وبيع وشراء الضمائر المستقلة، و النيرة التي تعبت من النضال و الانتظار و فضلت تبدل الفيستة. ولا تنس يا صديقي أنني في عهد البصري منعت لمدة عشر سنوات من ممارسة عملي كمبدع سينمائي.
س: تقدم للانتخابات ثلاثة وثلاثون حزبا ولم تجد آسي نبيل واحدا منها مقنعا لتصوت عليه؟
ج : المغرب يتوفر علي 40 حزبا على الأقل. أي المغرب و الأربعون حزبا على وزن " علي بابا و الأربعون حرامي ". وهذا لا يعني أن أحزابنا كلها تجمعات للصوص،أبدا فبلادنا تتوفر على أحزاب قليلة جدا تستحق الاحترام، وهي على راسي وعيني، ولي ثقة كبيرة فيها لتغيير وجه المغرب نحو الأحسن. ولو كان ضميري قد سمح لي بالذهاب إلى صندوق الاقتراع لكنتُ منحتُ صوتي لفائدة عبد الرحمان بنعمرو، لأنني أعرف شخصيته النزيهة ونقاء ذمته، والنضالية الحقيقية لبعض قادة حزبه. لكنني سئمت اللعبة السياسة التي قزمت و دجنت و مخزنت و بهدلت اليسار المغربي الذي كنا نضع فيه ثقتنا و آمالنا في تغيير الوضع الفاسد الذي نعيشه، لكنهقبل بدون شروط سياسة المخزن الحسني ثم المحمدي للاستمرار في اللعبة السياسية المثمرة له. فبعدما عشنا أربعين سنة من القمع والقهر، أصبحنا جميعا نريد أن يتغير الواقع نحو الأحسن، غير أنه لا شيء تغير، لقد قالوا لنا منذ ثمان سنوات أن هناك ملك شاب تولى الحكم، وسيكون هو الأمل، صدقنا كلامهم، لكن خيبة الأمل هي التي كانت، وإذا كان الأمل في التغيير يوجد لدى الملك الشاب، فإنه لم يصلنا نحن كمواطنين. فأنا كمواطن ومفكر و كاتب مسرحي و مخرج سينمائي و مسرحي،لم ألمس ولو أدنى تغيير ايجابي بالنسبة لمساري الفني أو في حياتي اليومية، حيث أنه مند مجئ الملك الجديد، استمرت محاربتي، حيث إن أبواب تلفزيون فيصل العرائشى مغلقة في وجهي ، وكذلك أبواب التلفزيون الذي يسيره السمسار مصطفى بنعلي، دون أن ننسي وزارة الثقافة ووزيرها "اليساري الاشتراكي" الذي لم يساعدني على إنجاز أعمالي المسرحية إلا مرتين بمنحة أولى قدرها 200.000.00 درهما لأنتج و أخرج مسرحيتي "السلاحف" مع أكثر من 30 ممثلا و تقتيا. و كان ذلك في دسمبر 1999 .أما المنحة الثانية و الأخيرة، فلم أحصل عليها إلا بعد أكثر من سنة و نصف من الانتظار. وكان ذلك في شهر مايو المنصرم حيث تفضل فخامة الوزير الأشعري و و هبني منحة قيمتها 165.000.00 درهم لإنجاز و إخراج مسرحيتي الامبراطور شريشماتوري، التي جمعت أكثر من 35 ممثلا و تقنيا. إن هذه المسرحية التي افتتحت المهرجان الوطني التاسع للمسرح الاحترافي الأخير بمكناس، كان من المفروض أن تفتتح يوم 19سبتمبر الحالي الموسم المسرحي2007- 2008 بمسرح محمد الخامس، لكن فخامة الوزير " اليساري الاشتراكي " أعطى تعليماته لمنعنا من عرض مسرحيتنا، وذلك ضدا على ما هو منصوص عليه في العقد الذي يربطنا بمؤسسة مسرح محمد الخامس. إن محمد الأشعري منعني من تقديم مسرحيتي. في نفس اليوم الذي سُمي فيه عباس الفاسي وزيرا أول من طرف جلالة الملك محمد السادس. وهو ما ذكرني بعهد أفقير و تلامذته من نوع إدريس البصري، حيم منعت مسرحيتاي السلاحف و المسوم الكبير. سنة 1970و 1971. .
س: ما هي في رأيك مبررات منع عرضك المسرحي؟
لقد كاتبت صوفيا هادي المدير الجديد للمسرح في منتصف الشهر الماضي، حول الإعداد اللوجستيكي لعرض مسرحية الإمبراطور شريشماتوري الذي كان مقررا يوم 19 سبتمبر2007 لكنه لم يُجبها. فكاتبته مرة ثانية، فقيل لها بأن مسرح محمد الخامس أخطأ و أنه سيؤدي للفرقة ثمن العرض دون أن نقدمه. و عندما أخبرتني بذلكقلتإنهم يمنعوننا و يُرشوننا. وسأحاربهم إذامنعونا من تقديم العروض الثلاثة المتبقية، المنصوص عليها في العقد الموقع بين السيدة صوفيا هادي و مدير مؤسسة مسرح محمد الخامس، السيد عبد اللطيف نسيب المسناوي.
س: ولماذا تقاضيت التعويض آسي نبيل ما دام انه رشوة؟
ج: لقد قالوا لصوفيا هادي حينما استفسرتهم مرة ثالثة، إن الأمر يتعلق بأتعاب العرض الذي أديناه في مدينة مكناس، فقلنا لهم: عرض مكناس تقاضينا عنه أتعابنا من طرف وزارة الثقافة، حيث أن وزيرها كان قد قبل بأن نفتتح المهرجان، وأصررنا على التوصل بقرار المنع مكتوبا، وبالنسبة لي فإن مدير مسرح محمد الخامس عاجز عن فعل أي شيء، دون استشارة وزيره، و أنا لا أريد أن أتسبب لهذا الشاب المتخرج من المعهد العالي للتنشيط المسرحي، ومن الشبيبة الاتحادية لحزب وزيره محمد الأشعري، في مشاكل وظيفية. .
س: أنت دائما كانت لك مشاكل مع وزراء الثقافة والاتصال في المغرب، هل السبب فيك أم فيهم آسي نبيل؟
ج:أبدا.. أبدا، أنا إنسان مهذب، المشكل لي واقع هو أن المسئولين ف بلادنا تعودوا على التملق، وحنيان الراس وبوسان اليدين.و لحيس الكابا و تيفضلوا لي تايحنيو الراس على لي باغي يبقى راسو ديمامرفوع.
س: وأنت لا تريد ذلك؟
ج :اسمع أيها الصديق، ملي خرجت من كرش أمي و راسي مرفوع. ويلا بغا شي واحد يحني لي راسي كاتجيني الجذبة. تنجدب. أنا جذاب كبير..
س: شرح لينا هاد الجدبة , آسي نبيل؟
ج: أنا صادق في سلوكي و أعمالي. أوملي تتقبطني الجدبة قبل كل شيء تنتوجه لله سبحانه و تعالى. فمثلا ملي واحد السلكوط لي كان رئيس لجنة الدعم السينمائي بصق ليا على وجهي أمام موظفين من المركز السينمائي، أخذته من عنقة بحال شي دجاجة ثم توجهت إلى الله سبحانه و تعالى قائلا اهديني يا ربي إنني لا أريد قتله .
إن الاهانة و الاحتقار و الظلم من الأسباب التي كاتجعلني "تنجدب".و قد سبق لي أن "جدبت" واحد مولاتي " الجدبة" على الوزير نبيل بنعبد الله ما عمرو ينساها فحياتهو بسبب سلوكه المنافق و الكذاب نحوي.
.
س: واشنو وقع ليك مع الوزير محمد الأشعري خلال تدشين مسرح المنصور بالرباط ؟
ج: في أول اجتماع له مع رجال المسرح - كان ذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسرح في 27 مارس 1999- قلت للوزير محمد الأشعري إذا لم يتركوا لك الحرية للقيام بعملك في خدمة الثقافة، فما عليك إلا أن ترمي لهم سوارت الميرسيدس. فابتسم الوزير حينها وقال لي " إيوا خلوني بعدا على الأقل نستانس بهاذ الميرسيديس ". و من ذاك اليوم وأنا عاطيه التيقار، هذا بالرغم من أنه أعطى أكثر من 250 مليون سنتيم للثنائي عبد الواحد عوزري و ثريا جبران، صديقاه في السراء و الضراء، داخل حزب الاتحاد الاشتراكي. واكتفيت بتوجيه رسائل مليئة بالاحترام و التقدير لتشجيعه في الدفاع عن المسرح و الإبداع. غير أنه حدث في يوم 9 غشت الماضي أنني ذهبت لأحضر افتتاح حي يعقوب المنصور "مسرح المنصور". لقد مر ذلك الافتتاح حسي مسي، لأنه لم يحضره سوى ثلاثة أو ربعة من الفنانين، إذا استثنينا موظفي وزارة الثقافة، أو شي 150 ديال لعيالات كل وحدة كانت هازا ولدها أوعاطياه البزولة كاترضعو. وعندما وصل السيد الوزير، ذهبت لأعانقه، كما أفعل دائما بقلب خالص، لكنه رد علي ببرودة الميت فيد غسالو. لقد كان محاطا بلحاسين الكابة من الحاشية ديالو و على رأسهم مديرة إحدى المديريات.
الخلاصةأن السيد وزير الثقافة بدا تايتهكم ويطنز عليا، حيث قال لي: نظرا لأنانيتك المفرطة سوف نضع صورة كبيرة ديالك على هاذ الحيط وصورة أخرى مثلها على هاذ لحيط لاخور، أوهنا غادي نحط ليك تمثال ديالك، أو هنا كذلك غادي نعمل ليك تمثال واحد آخر.
كنت أستمع له و أنا أبتسم متسائلا: الهي ماذا حدث للوزير؟ نظرت إلى الوزير و قلت له لم أسمع قط في حياتي شخصا يتهكم علي بهذه البرودة. أين هو الاحترام الذي كان بيننا؟ ألم أبرهن لك على هذا الاحترام من خلال الثلاثين رسالة التي كتبتها لك؟ وبنفس البرودة رد علي الوزير رسائلك غادي نعمل ليها كادرات أو نعلقها في داري. أوهنا قبطاتني جدبة سو قراطية، أو قلت ليه على مسمع حاشيته: ملي يقطعوليك الما مسح مؤخرتك برسائلي. وقبل أن أنصرف أضفت: لا تنس أننا سنقدم مسرحية الامبراطور شريشماتروري، يوم الأربعاء 19 سبتمبر. ثم دخلت للمسرح، حيث قدمت المسرحية التي فازت بالجائزة الكبرى للمهرجان التاسع للمسرح الاحترافي. .فمر العرض وسط لغوات ديال الدراري أوميماتهوم لي تايرضعوهوم. مسكين المسرح عندما تستغله السياسة لأغراض سياسوية ممسوخة.
.
س: واش نتا ريفي آسي نبيل لحلو؟
ج: أنا خلاقيت في فاس، وبمناسبة التكريم لي دارتو ليا جمعية فاس سايس ديال سي محمد القباج الوالي الحالي لمدينة الدار البيضاء، سنة 1994، أذكر أنني توجهت بتلك المناسبة لكل الفاسيين لي جاو داك الليلة يكرموني، وقلت لهم: يا معشر الفاسيين إنني أشكركم على هذه الالتفافة، ولكنني ما بغيت لا تكريم ولا والو، بغيت نقول ليكم أيها الفاسيون اللطفاء أن جذوركم بربرية أي شلوح.
غير أن المسألة بالنسبة لي لا تتعلق بهذا فاسي أو بربري أوصحراوي أو بيضاوي، بل بالإنسان المغربي، الذي عليه أن لا يتخلى عن كرامته أبدا، و أن يتشبث بمغربه مهما عاش من تكرفيص و قمع و ظلم، كما هو الشأن بالنسبة لمساري الفني. وباش نجاوبك على سؤالك، فأنا ريفي لأنني معجب بالبطل العظيم عبد الكريم الخطابي، و بمعركة أنوال حيث سميت ابني أنوال.
س: لكنك أنجزت مجموعة من الأفلام والمسرحيات؟
ج: اسمع يا صديقي، لقد كتبت وأنجزت و أخرجت ثمانية أفلام مطولة. وإذا جَمَعْتَ كل ما منحوني عليها من دعم، فستجد أنه لا يتجاوز ثلاثة ملايين ونصف مليون درهم، بينما أن أكثر من هذا المبلغ بكثير يُعطى - واسمح ليا على هاذ التعبير - للدراري و لولاد الزنا لي تسلطوا على السينما، لأنهم وجدوا المساعدات، و الأبواب مفتوحة أمامهم بكل سهولة، لا لأن لديهم الموهبة، بل لأن لهم صداقات و علاقات عائيلة بمسيري المركز السينمائي المغربي، و بالمسئولين و السماسرة الذين يتحكمون في صندوق الدعم. أما بالنسبة للمسرح فاعلم أيها الأخ الكريم أنني لم أحصل إلا على ثلاثمائة وخمسة وستين ألف درهم طوال 40 سنة من العمل الإبداعي المحترف في منتهي الروعة.
ألا ترى أن هذا ظلم يجعلني أدخل فشي "جدبة" نبيلية.
س:و لماذا لا يعطونك في صندوق الدعم أكبر منحة لإنجاز أحد أفلامك؟
ج:لأني أرفض اللعبة المبنية على الزبونية و الصحبة و المصالح المشتركة و الرشوة. و دور معيا و قسم معايا. هذه هي المبررات لي تا تجعل سينمائي جاهل كيحصل على أكثر من خمسة ملايين درهم و مبدع عبقري بحالي تيبقا حاشي الصبع. هذا هو الظلم بعينيه. أو خطاب سير انطح راسك مع الحيط. إن جميع أفلامي و مسرحياتي أنتجتها و أخرجتها بحزقة لاروب. لقد حاربوني بشتى الطرق الدنيئة.
س: مَن هم؟
إنهم أعدائي في المركز السينمائي المغربي، و أغلبية الفاشلين المتسلطين على السينما. الذين يشترون بمنحة واحدة من صندوق الدعم التابع للمركز السينمائي المغربي، بارطما أو فيرما أو سيارة من نوع كاط كاط.
س: شاهدتُ لك مرة صورة في أحد أغلفة مجلة " الرجل " (Version Homme)
وأنت عار إلا من كومة شريط سيلولويد يُغطي الجزء الحميمي من جسدك، كيف جاء ذلك؟
ج: ذات يوم قال لي كمال لحلو سيأتي دورك لننجز معك حوارا لمجلة "الرجل" (Version Homme). قلت له سأكون سعيدا لكن اتركوني أختار أنا الصورة التي ستنشر في الغلاف.. فكان أن أعطيتهم الفكرة التي بقيت عندهم لمدة خمسة عشرة يوما، ثم قبلوها، وعندها ذهبنا عند مصور محترف، وهو رجل متدين و متفتح، عاش في فرنسا، دخلت إلى غرفة صغيرة وخلعت ثيابي كلها،ثم وضعت ما تيسر مما تبقى لي من السينتا لفيلمي سنوات المنفى. علي الجزء ألحميمي لجنسي ثم خرجت ووقفت أمام المصور الذي طلب مني أن تكون هناك تغطية أكبر لجسدي. فامتثلت لرغبته دون أن أخون فكرتي.
س: سي نبيل واش انت علماني؟
ج : نعم، أنا علماني بكل قناعة و حرية و بساطة.
س: ماذا يعني أن تكون علمانيا في بلد مثل المغرب، المعروف بمجتمعه المحافظ وانتشار الفكر الأصولي؟
ج: هل الشخص العلماني يعني أنه إنسان كافرو ملحد؟ أبدا. هل سبق لنا و لو مرة واحدة أن سمح الحزب الوحيد المتمثل من التلفزة المغربية المفرنسة، و دوزيم المفرنسة خلوق، بفتح حوارات و مناقشات حول العلمانية، حتى نمكن هاذ الشعب المغربي المسكين، المقموع والممنوع من طرف الحزب الوحيد، من التعرف على الرأي الآخر و الآراء الأخرى، حتى يأخذ نظرة ولو بسيطة، عن مفهوم العلمانية؟
س: هل تستطيع أن تجهر بعلمانيتك في مجتمع محافظ مثل المجتمع المغربي؟
ج: المغرب ليس فقط بلدا محافظا، بل يسكنه الجهل الثقافي و السياسي، ويسيطر فيهالفقر المادي والمعنوي، وكذلك الجهل الديني، على أغلبية سكانه المسحوقين. من هذا المنطلق، يجدر تجنب الاستفزاز و عدم اللعب بالنار، لأن الجهل بالنسبة لي قنبلة نائمة، لا تنتظر سوى مَن يشعلها حتى تتفركَع له بين يديه أو على وجهه، كما حدث يوم 16ماي 2003.
إن التلفزة التي هي الحزب الوحيد لا تقوم بالتفتح على الرأي الآخر حتى نتمكن من محاربة الجهل الذي ترعرع و كبر حتى أصبح إرهابا سفاكا، لذلك أرى أن تفكير الحزب الوحيد، هو المسئول الأكبر عن انتشار الجهل السياسي و الديني في بلادنا، سأعطيك مثلا، فعندما اتُّهِمت السيدة نادية ياسين بالمس بالنظام الملك، في تصريحها ل "الأسبوعية الجديدة " قلت مع نفسي لو أننا كنا نعيش فعلا في بلد ديمقراطي بمعنى الكلمة، لتُركت نادية ياسين تشرح بكل حرية و مسؤولية أفكارها و مواقفها في التلفزتين المغريتين. حتي يتمكن الشعب من أخد فكرة عن الرأي الآخر. لذا ذهبت للمحكمة يوم محاكمة نادية ياسين. وسلمت عليها وقلت لها أنا مع حرية التعبير و عندك الحق تعبري على أفكارك. في اعتقادي ليس هناك شخص لا يريد الخير لبلاده عندما يكون همه هو أن يتقدم و يزدهر الوطن ، فليس هناك إنسان يمكن أن يُقنعني بأن جماعة العدل والإحسان لا تريد الخير للبلاد، كل واحد يريد الخير بطريقته لبلاده، وعلينا أن نتعلم احترام آراء بعضنا البعض، لهذا فأنا ضد السياسة السياسوية، وأفضل عليها العيساوية، ولذلك أنا عدمي وصوفي و متصوف، و أحب في فصل الصيف أن ألبس ثيابا من الصوف.
س: واش آسي نبيل غير آجي أودير الديمقراطية راه طريقها صعيبة أليس كذلك؟
ج: متافق معاك ولكن، إلى بقينا سائرين على الطريقة العيوشية و الهاروشية راه ما غادي نوصلو لحتى شي حاجة؟
س: ماذا تقصد بالطريقة العيوشية و الهاروشية؟
ج: تلك التي أتى بها نور الدين عيوش، والتي تتلخص في إنشاء جمعية " دابا 2007 " لجمع المال لا أقل ولا أكثر. و الوزير الهاروشي الذي يملك جمعية اسمها آفاق وهي حتى شي آفاق ماعندها غير صريط المال العام، وذلك بإصدار بعض الإعلانات الإشهارية، و كأن مشاكل المغرب ستحلها بعض اللوحات الاشهارية المعلقة في مفترقات الطرق، والخطير أن جمعية " دابا 2007 " قامت بإنتاج إعلانات إذاعية موجهة لشباب مضمونها " سيرو سجلو راسكوم أوكَولو لواليديكم يمشيو يتسجلو ويلا تسجلتو راه عندكوم جائزة و اللي ما يمكلوش يتسجل يجيب لنا التوصيل دشي واحد من عائلو تسجل أوعندو حتي هو جائزة ".أليس هذا تشجيع مفضوح على الرشوة؟ كيفاش غادي يمكن نجعلو هاذ لبلاد تتقدم بالاجتماعات ديال جمعية عيوش في الفنادق الفخمة فئة خمسة نجوم و الشعب ديما هاز عينيه للسما باش تمطر؟ ولكن تيشوف غير النجوم. و من دبا شويا ما غادي يبقى يشوف غير الضباب و العجاج على عينية كيف تيقول حميد الزاهير. فواحد الأغنية ديالو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.