تركز اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، على مستجدات العلاقات بين الدول الخليجية في ضوء اجتماع وزراء خارجيتها أمس بالرياض، ومستجدات الحملة الانتخابية الرئاسية في مصر، وانعكاس الحرب الدائرة في جنوب السودان على السودانيين المقيمين في هذا البلد، فضلا عن دلالات الاحتفال بيوم الأسير الفلسطيني والانتخابات الرئاسية في الجزائر. هكذا اهتمت الصحف القطرية بمستجدات العلاقات بين الدول الخليجية في ضوء اجتماع وزراء الخارجية أمس في الرياض، كما أبرزت دلالات تخليد يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف 17 أبريل من كل سنة. وأكدت صحيفة (الشرق) في هذا الصدد أن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس في مدينة الرياض، بمشاركة خالد العطية وزير الخارجية القطري، "شكل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز العمل الخليجي المشترك وتنقية الأجواء بين الأشقاء بما يرقى إلى الطموحات والآمال التي تعلقها الشعوب الخليجية بعد ثلاثة وثلاثين عاما من العمل الدؤوب لتحقيق مصالح شعوب الدول الأعضاء". وأشارت الصحيفة إلى أن البيان الوزاري الصادر بعد اجتماع أمس "قد شدد على ترسيخ الوشائج والروابط التاريخية والمصير الواحد بما يدعم المسيرة المشتركة لدول المجلس، ويفتح المجال للانتقال الى آفاق أكثر أمنا واستقرارا لتهيئة دول المجلس لمواجهة التحديات في إطار كيان قوي متماسك"، مبرزة انه تم الاتفاق "على تبني الآليات التي تكفل السير في إطار جماعي، وألا تؤثر سياسات أي من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دوله ودون المساس بسيادة أي من دوله". أما بالنسبة لدلالات الاحتفال بيوم الأسير الفلسطيني، فشددت صحيفة (الراية) على القول إنه من المهم أن يدرك المجتمع الدولي، خاصة الدول والمؤسسات الراعية لعملية السلام" أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل مرهون بحل قضية الأسرى، وهي قضية عادلة لا تقبل المساومة أو المقايضة أو الابتزاز وأن على إسرائيل الالتزام بتعهداتها تجاه هذه القضية، وأن عليها أن تدرك أنها لن تنعم بالسلام العادل والحقيقي ما لم تحل هذه القضية". وأوضحت الصحيفة أن اسرائيل قد خدعت المجتمع الدولي كثيرا واستغلت جهود السلام لتنفيذ مخططاتها، مبرزة أن الشعب الفلسطيني الذي قدم تنازلات كثيرة لصالح عملية السلام "قد أدرك حقيقة النوايا الإسرائيلية، وليس أمامه إلا التمسك بشروطه تجاه التفاوض معها وأن رسالته واضحة، وهي لا اتفاق ولا تمديد للمفاوضات دون فتح أبواب السجون الإسرائيلية وتحرير جميع الأسرى من الدفعة الرابعة". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن) أن المدن الفلسطينية، شهدت أمس تظاهرات، في يوم الأسير، حيث ارتفعت فيها الأصوات "بالهتافات المنددة، وتعالت فيها الشعارات التي تطالب الاحتلال بإطلاق سراح الأسرى، وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل، ليس فقط لإجبار الاحتلال على فتح زنازينه لإخراج الأسرى، وإنما لتفتيش هذه الزنازين، المظلمة والرطبة، والتي يمارس فيها الاحتلال، أبشع أنواع التعذيب، والإهانات". وشددت الصحيفة على انه في يوم الأسرى، ينبغي للعرب جميعا أن يقفوا وقفة جادة مع الفلسطينيين، ليس فقط لإطلاق أسراهم، "وإنما لإعطاء القضية المركزية ما تستحق من صلابة الوقوف، وهي الصلابة التي لا يمكن للعرب أن يستمدوها إلا من صلابة الفلسطينيين، على مر تاريخهم المقاوم، برغم التقتيل والفظائع والأسر، والزنازين التي لا تليق بكرامة الإنسان". وفي مصر، تناولت الصحف عددا من المواضيع التي تهم الشأن المصري، وذلك على المستويين المحلي والخارجي. فمحليا ركزت الصحف على مستجدات الحملة الانتخابية الرئاسية وسباق جمع التوكيلات، فيما اهتمت خارجيا بخبر الانتخابات الرئاسية في الجزائر. وتصدرت صحيفة (الأهرام) العناوين التالية ''السيسى يناقش مستقبل البحث العلمي مع مجدي يعقوب''، ''صباحي جاهز للترشح غدا ب 27 ألف توكيل''، ''16 ألف قاض طلبوا الإشراف على الانتخابات الرئاسية". وذكرت الصحيفة، أن "مصادر داخل حملة حمدين صباحي، أعلنت أن التوكيلات المطلوبة للترشح للرئاسة اكتملت، وأنها تخطت 27 ألف توكيل من أكثر من 16 محافظة"، مضيفة أن وزير العدل قرر استمرار فتح مكاتب الشهر العقاري، اليوم، لتلقö التوكيلات لمرشحي الرئاسة حتى الساعة الخامسة عصرا. أما جريدة (الشروق) فكتبت تحت عنوان ''تعثر صباحي ينذر بتحول الانتخابات الرئاسية إلى استفتاء''، أن لجنة الانتخابات الرئاسية، تغلق أبوابها ظهر الأحد المقبل، ليستحيل بعدها لأي مرشح رئاسي التقدم بأوراقه بحسب القانون، وقد أنهى المشير عبد الفتاح السيسي، أول خطوة نحو الانتخابات بتقديم 200 ألف توكيل، فيما يظل المرشح حمدين صباحي يسابق الزمن لإتمام نفس الخطوة. وبخصوص الانتخابات الرئاسية في الجزائر، كتبت (الأهرام) تحت عنوان ''الجزائر في انتظار رئيسها الجديد''، تعلن خلال ساعات نتائج الانتخابات الرئاسية بالجزائر، والتي أجريت أمس في 84 ولاية، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتنافس فيها 6 مرشحين. وأشارت إلى أن التلفزيون الجزائري بث أمس، صورا لبوتفليقة وهو على كرسي متحرك، أثناء إدلائه بصوته في أول ظهور علني له منذ عامين يدفعه أحد حراسه الشخصيين. ومن جانبها، كتبت جريدة (الجمهورية)، تحت عنوان ''إقبال ضعيف في الانتخابات الجزائرية''، أن الرئيس عبد العزيز بو تفليقة أدلى بصوته في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، على كرسي متحرك، فيما شهدت العملية الانتخابية أعمال شغب، أسفرت عن حرق العديد من صناديق الاقتراع، وإصابة 30 شخصا، في اشتباكات مع رجال الأمن في بعض الولايات، ووسط إقبال أقل من المتوقع، أدلى الناخبون بأصواتهم والبالغ عددهم أكثر من 22 مليون ناخب وناخبة، موزعين على 50 ألف مكتب للتصويت ب48 ولاية. وجاء في عناوين صحيفة (الشروق) ''بوتفليقة يقترب من ولاية رابعة على كرسى متحرك''، "الإخوان وأربعة أحزاب يقاطعون الانتخابات في الجزائر"، و"سلفيون: لا للتظاهر حتى لا يحدث شرخ في جسم الأمة". وقالت الصحيفة إنه بعد غياب طويل عن الأنشطة الميدانية، والاكتفاء بظهور عابر مسجل بكاميرات التلفزيون، أدلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة بصوته في خامس انتخابات رئاسية تعددية بالبلاد، على كرسي متحرك وسط احتجاجات ودعوات للمقاطعة، تطلقها المعارضة التي ترى السياق الرئاسي محسوما لبوتفليقة وفي السودان، اهتمت الصحف السودانية، بصفة خاصة، بتطورات الحرب القائمة جنوب السودان، وآثارها على السودانيين المقيمين في هذا البلد. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الصحافة) أن قوات نائب رئيس دولة جنوب السودان المقال، رياك مشار، الذي يقود تمردا دمويا على حكومة بلاده "ارتكبت مجزرة بشعة بحق مدنيين شماليين كانوا يعملون بالتجارة في مدينة بانتيو التي اعترف جيش جنوب السودان رسميا بفقدانها"، مشيرة إلى أن مشار طلب من العاملين بشركات النفط بهذه المدينة المنتجة للنفط، حزم أمتعتهم والرحيل في غضون أسبوع. وأكدت صحيفة (الخرطوم) أن "فوضى عارمة اجتاحت مدينة بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة النفطية المتاخمة للحدود مع السودان، عقب اجتياحها من قبل قوات المتمرد رياك مشار التي لاحقت المواطنين الأبرياء من أبناء الشمال الذين لم يجدوا ملاذا آمنا سوى مسجد بانتيون العتيق في إشارة إلى أنهم من السودان وأنهم مسلمون لكن ذلك لم يشفع لهم وقتلوا جميعا داخل هذا المسجد بعد أن رماهم المتمردون بالقنابل الحارقة". ونقلت صحيفة (الرأي العام) عن أحد قادة أبناء قبائل المسيرية قوله إن عدد ضحايا الهجوم على بانتيو من التجار الشماليين بلغ 660 شخصا ما بين قتيل وجريح، مطالبا حكومة الخرطوم بالتدخل بشكل عاجل لوضع حد لعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشماليين بولاية الوحدة في جنوب السودان. وذكرت الصحيفة، في السياق ذاته، أن هناك تحركات لبعض لجان البرلمان المختصة للتداول بشأن المعلومات المتعلقة بمقتل أعداد كبيرة من التجار السودانيين في دولة الجنوب. وأشارت صحيفة (اليوم التالي) إلى أن حكومة الخرطوم جددت اتهاماتها لحكومة جنوب السودان بدعم الحركات المسلحة والمتمردة التي تحارب الحكومة السودانية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، موضحة، استنادا إلى تصريحات لسفير السودان في جوبا، أن جنوب السودان مازالت تواصل دعمها للحركات المسلحة رغم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في هذا الصدد. وعلى صعيد آخر، أفادت صحيفة (الانتباهة) بأن مصر والسودان وقعا أمس بالخرطوم على المحضر النهائي لاتفاق المعابر الحدودية بينهما، مبرزة أن الاتفاق، الذي يعد تتويجا لسلسلة من الاجتماعات عقدت منذ أزيد من عامين، يضع خارطة طريق واضحة المعالم لتنفيذ العمل بالمعابر الحدودية.