تركز اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، على نتائج الانتخابات الرئاسية، والأوضاع السياسية والأمنية في كل من اليمن ومصر، إضافة الى الاتفاق الخليجي بخصوص تسوية خلافات السعودية والامارات والبحرين وقطر، فضلا عن علاقات السودان مع دولة جنوب السودان وتطورات الازمة السورية. وهكذا اهتمت الصحف الأردنية بالجدل الذي أثارته نتائج الانتخابات الرئاسية بالجزائر، التي جرت أول أمس الخميس. ففي مقال بعنوان "ليست الجزائر آخرهم" كتبت صحيفة (الغد)، أن "الجزائر كانت المرشح الأبرز على قائمة "الربيع العربي" بعد تونس ومصر وليبيا. وقد شهدت مدن جزائرية حركة احتجاج في الأشهر الأولى من العام 2011. و"ذهبت التوقعات حينها إلى الاعتقاد بأن الجزائر مقبلة على ثورة شعبية، تطيح بحكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة". وأضافت "لكن التطورات خالفت التوقعات، الرئيس العجوز الذي راهن البعض أنه لن يõتم ولايته الثالثة، يترشح لولاية رابعة، ويفوز وهو على كرسي متحرك، مقعدا وغير قادر على السير على قدميه، بعد رحلة مع المرض استمرت أشهرا في مستشفيات باريس"، وأنه "لم يكن لبوتفليقة أن يفكر بالترشح لولاية رابعة، وهو في هذه الحالة الواهنة، لولا المآلات المأساوية للثورات في ليبيا ومصر وسورية. لقد أدت تلك النماذج إلى تحويل "الربيع العربي" إلى آفة في نظر شعوب ودول تسعى جاهدة لتجنب ويلاته، بعد أن كانت تتسابق لنسخ صوره وثوراته". ومن جهتها، كتبت صحيفة (العرب اليوم)، تحت عنوان "بوتفليقة رئيسا على كرسي متحرك والمعارضة تشكك"، أنه "مثلما كان متوقعا، فاز الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بولاية رابعة بنسبة 53 ر81 في المائة على خصمه علي بن فليس بنسبة 18ر12 في المائة، في الانتخابات التي شككت المعارضة فيها، واتهمت الحكومة الجزائرية بتزويرها". وأضافت أن أحزاب معارضة في الجزائر، شككت في نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس، فيما رحبت أحزاب الموالاة بالنتائج وبالظروف التي جرت فيها الانتخابات، مشيرة إلى أن حركة مجتمع السلم قالت في بيان إن "نسبة المشاركة المعلن عنها رسميا مضخمة وبعيدة عن صور العزوف عن زيارة صناديق الاقتراع من قبل الناخبين وعن النتائج الحقيقة"، فيما حملت جبهة الجزائرالجديدة السلطة مسؤولية تداعيات "الإصرار على إفساد الممارسة السياسية في البلد، وغياب العدل في تعاطي الإعلام مع المترشحين، والتوظيف الفاضح لمؤسسات الدولة وإمكاناتها المادية والبشرية لصالح مرشح السلطة، واستعمال المال الفاسد في شراء الذمم". ومن جهتها، عكست الصحف اليمنية استمرار الجدل الحاد الدائر بين أطراف العملية السياسية، والحالة المتردية للأوضاع الأمنية في مختلف مناطق البلاد. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة (أخبار اليوم) تصريحات لرئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح (اسلامي مشارك في الحكومة) سعيد شمسان اتهم فيها جماعة الحوثي بافتعال الحروب في المناطق القبلية لإضعافها وفرض سيطرة عناصرها المسلحة فيها، مشددا على ضرورة "حماية الدولة لمواطنيها ووضع حد لعنف المسلحين الحوثيين". وفي المقابل، ذكرت صحيفة (اليمن اليوم)، المقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أن الحزب الاشتراكي اليمني أعلن رفضه القاطع الزج بالجيش في حرب لصالح طرف ضد آخر، مشيرة الى أن شريك هذا الحزب في تحالف (المشترك) أي حزب الإصلاح يمارس ضغوطا مكثفة على الرئيس هادي لإشراك الجيش والامن في حربه ضد جماعة الحوثي "الا ان الرئيس رفض ذلك معلنا عبر كلمة للمحرر السياسي لصحيفة ال(ثورة) الرسمية، انه ليس رئيس عصابة حتى يتم استدعاؤه في حرب حزبية". وفي ما يتعلق بالوضع الأمني، أبرزت صحيفة (الاولى) مقتل موظف برئاسة الجمهورية أمس عندما حل بإحدى قرى محافظة تعز لمعالجة مشكلة ارض فلاحية أسرته أحد أطرافها، كما أشارت الصحيفة الى مقتل مواطن بمدينة في انفجار قنبلة واصابة جندي في هجوم على سيارة لشرطة الدوريات بمدينة إب. أما (أخبار اليوم) فأشارت الى مهاجمة عناصر مسلحة مجهولة، فجر أمس، لنقطة أمنية بمحافظة لحج، مما أسفر عن إصابة جندي وضبط 9 مشتبه بهم، كما أشارت الى إبطال الامن لمفعول عبوة ناسفة وضعت قرب أحد المحلات التجارية بمحافظة أبين. أما في مصر، فاستحوذت المظاهرات التي شهدتها مختلف المحافظات أمس على اهتمامات الصحف، فضلا عن موضوع الاتفاق الخليجي القطري بشأن تسوية الخلافات الناشبة بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر. هكذا أفادت صحيفة (الأهرام) بأن القاهرةوالمحافظات، شهدت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي وقوات الأمن، أدت إلى وقوع إصابات في الجمعة التي تسبق أعياد شم النسيم. وأضافت أن وزارة الداخلية أعلنت ضبط 29 متظاهر ا من أنصار جماعة الاخوان المسلمين في المظاهرات التي انطلقت في أماكن مختلفة من القاهرة والجيزة والشرقية وبني سويف والفيوم والبحيرة وقنا وأكدت وزارة الصحة اصابة ثمانية مواطنين بمحافظتي القاهرة وبني سويف دون وقوع حالات وفاة. وبخصوص الاتفاق الخليجي القطري بشأن تسوية الخلافات القائمة بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر، أشارت جريدة (الجمهورية) إلى تأكيد وزارة الخارجية على أن مصر تؤيد أي جهود من شأنها تحقيق الوفاق العربي، وأهمية أن يتم ذلك على أسس سليمة تضمن الاحترام الكامل لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية. وذكرت الصحيفة أن المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بدر عبد العاطي، شدد على أن مصر ووزير الخارجية، نبيل فهمي، على اتصال مستمر مع الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى الكويت باعتبارها رئيسة القمة العربية. وفي السودان، اهتمت الصحف أساسا بالعلاقات بين السودان وجنوب السودان وبالوضع الأمني في هذا البلد. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الرأي العام) معلقة على ما كشف عنه الرئيس عمر البشير قبل يومين بأن قوى دولية وأبناء الجنوب نادمون على الانفصال، "أن الحديث عن إمكانية عودة الوحدة بين شطري دولة السودان القديم لم ينقطع منذ لحظة إعلان جنوب السودان دولة مستقلة في العام 2011 غير أنه لم تقم شواهد على الأرض تعضد هذا الاتجاه"، مشيرة إلى أن أول مبادرة في هذا الاتجاه تمثلت في تظاهر جنوبيين بالعاصمة جوبا في غشت الماضي مطالبين بالعودة إلى الوحدة احتجاجا على تردي الأوضاع ببلادهم على كافة المستويات. ومن جهتها، قالت صحيفة (الصيحة) إن "الرغبات السرية وغير المعلنة لبعض الجنوبيين وبعض فاعلي المجتمع الدولي، التي تحدثت عن ضرورة الوحدة بين الشمال والجنوب مجددا، سيكون لها تأثيرات كبيرة على المشهد شمالا وجنوبا، وربما ستجد ممانعة منظورة من قبل حراس الانفصال شمالا وحماة الاستقلال جنوبا". وتحدثت صحيفة (التغيير) عن حصيلة جديدة للضحايا من التجار الشماليين في الهجوم الذي شنته قوات المتمرد الجنوبي، رياك مشار، على مدينة بانتيو بولاية الوحدة، موضحة أن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1500 تاجر شمالي من بينهم 400 قتلوا داخل أحد المساجد. وأشارت الصحيفة، في السياق ذاته ، إلى أن وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (الإيقاد) سيقودون مع بداية الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات بين حكومة جوبا وقوات رياك مشار في محاولة جديد لإيجاد تسوية للأزمة في دولة جنوب السودان. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (الخرطوم) أن رئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ماريام ديسالين، أجرى أمس بأديس أبابا مباحثات مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، تمحورت حول المفاوضات المزمع استئنافها قريبا بين حكومة جوبا والمعارضة، وأن سلفاكير دعا رئيس الحكومة الإثيوبية الذي ترأس بلاده (الإيقاد) إلى ممارسة قصارى جهدها من أجل نشر قوات لحفظ السلام في الوقت المحدد لها. واهتمت صحيفة (الانتباهة)، على صعيد آخر، بالانتخابات الرئاسية في الجزائر التي أسفرت عن إعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، مبرزة أن نتائج الانتخابات في الجزائر "جاءت لتؤكد أن الجزائريين تنازلوا عن الكثير من الأوراق لأجل إعادة انتخاب مرشح أنهكه المرض، بالرغم من أن خصومه كانوا على قدر كبير من السلامة الجسدية، مرسخين بذلك قناعة مفادها أن التغيير من أجل التغيير لا جدوى من ورائه". وفي قطر، واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة السورية، علاوة على تطرقها للانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للأماكن المقدسة في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وهكذا رأت صحيفة (الراية) أن نظام الأسد قد استغل "الفشل الدولي في مواجهته بقرارات رادعة، في تنفيذ مخطط أعد بعناية لإبادة شعبه عبر التجويع والحصار والقصف بالغازات السامة"، مطالبة بتسريع جهود إنقاذ الشعب السوري "بدون الرجوع إلى مجلس الأمن الذي يطيل الأزمات ولا يشكل أسس حلها، ومن هنا يجب التركيز على إجبار النظام لرفع الحصار عن المدن، خاصة حمص ومنعه من استخدام سلاح التجويع وعرقلة وصول إمدادات الإغاثة للمحاصرين، وهذا لن يتم إلا بتخطي قرارات مجلس الأمن الذي توضح أنه غير مؤهل بسبب الموقف الروسي لمواجهة نظام دمشق". وأضافت أن المجتمع الدولي بعجزه الواضح والغريب يضرب المثل في الفشل بالملف السوري "وأنه حول الوضع إلى مأساة إنسانية منسية رغم الاجتماعات المتكررة والمتعددة لمجلس الأمن وأصدقاء الشعب السوري، بل ساهمت في تكريس الواقع الحالي الذي منح النظام المزيد من الفرص لتنفيذ مخططات الإبادة بجميع أنواعها وأشكالها ضد هذا الشعب"، مبرزة انه ليس أمام المجتمع الدولي فرصة لمواجهة هذه المخططات "إلا بوضع خطوط حمراء يجب ألا يتخطاها النظام من أجل حماية الشعب السوري، باعتبار أن مسألة إنقاذ الشعب السوري من الحصار أصبحت مهمة إنسانية في المقام الأول". وبدورها، أكدت صحيفة (الوطن) انه، خلال الفترة الماضية، وبرغم التداعيات المأساوية، التي طبعت المشهد في سورية، "إلا أن الشعب السوري قد ظل يعلي من آماله وتطلعاته، بأن الحل الشامل للأزمة من خلال جهود ومواقف وقرارات يتخذها المجتمع الدولي، هو حل قريب وفي متناول اليد ولكن، ها هي الأيام تمضي، ولا يلوح في الأفق، بشكل واضح، أي إرهاص بأن ذلك الحل الشامل ممكن أو قريب". وخلصت الصحيفة إلى القول "إننا لا نريد أن توصف الأزمة السورية بأنها أزمة منسية، فقد شهدنا مواقف قوية مساندة وداعمة لحقوق الشعب السوري المشروعة، ولكن نريد أن نرى قريبا تفعيلا جديدا لهذا الحراك السياسي والدبلوماسي المساند للسوريين، فالمعطيات الراهنة كلها بتداعياتها المأساوية، تقول إنه قد آن الأوان ليحزم المجتمع الدولي أمره، ويقر مواقف أكثر قوة، في مواجهة تعنت نظام الأسد، والتوصل إلى قرارات، تكفل تحقيق الحل الشامل المنشود للأزمة السورية". وتعليقا على الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للأماكن المقدسة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، أكدت صحيفة (الشرق) أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي "قد حولت أماكن العبادة في الاقصى وساحات المسجد الاقصى في البلدة القديمة في القدسالمحتلة، الى ثكنة عسكرية تظهر فيها قوات الاحتلال وحشيتها وعدوانيتها بأبشع ما تكون الوحشية والعدوان"، مبرزة أن كل ذلك يتكرر أيام الجمع المباركة بينما تتبجح الدوائر الغربية بادعاءاتها لحماية حقوق الانسان، وتعمي ابصارها عن هذه الممارسات. وطالبت الصحيفة الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية الراعية للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، اتخاذ موقف حاسم من الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين من القيادة السياسية والدينية، لوقف هذا الاستهتار بالمشاعر الدينية للمسلمين والمسيحيين التي تنتهك كنائسهم أيضا، ويعتدى على رجال الدين منهم، وداعية العرب والمسلمين الى "وقفة جادة وموضوعية وصادقة مع انفسهم تجاه هذه الممارسات لوقفها، بل ومناصرة المقدسيين في تعرضهم لهذا البلاء الشيطاني".