اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالأزمة السورية والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ومحاولة الانقلاب الفاشلة بالسودان، وكذا بالأوضاع الأمنية في بلدان عربية،خاصة لبنان واليمن ومصر. وهكذا استأثر الحادث الحدودي،الذي وقع أول أمس بمعبرالناقورة الحدودي بين لبنان وإسرائيل والذي أدى الى مقتل جندي إسرائيلي، والهجوم المسلح على حاجز للجيش اللبناني بصيدا باهتمام الصحف اللبنانية، إذ اعتبرت صحيفة(السفير)أن هذا الحادث "مر من دون أن يفاقم التوتر على جانبي الحدود، وتم احتواء مفاعيله في الاجتماع العسكري الثلاثي الدولي اللبناني - الاسرائيلي الذي عقد بمقرقيادة (يونيفيل). وبخصوص استهداف الجيش من قبل مسلحين ، أشارت الصحيفة الى أن "الأكثر خطورة يبقى في بروز ظاهرة الانتحاريين والأحزمة الناسفة، وفي الاستهداف المتكررللجيش بوصفه المؤسسة الضامنة للوحدة والامن والاستقرار". وأوضحت (النهار) أنه "إذا كان لبنان تمكن بالتنسيق مع قيادة قوات "يونيفيل" من احتواء تداعيات التهديدات الإسرائيلية التي أطلقت عقب الحادث الحدودي في رأس الناقورة، فان احتواء القلق الواسع من الاعتداءين الإرهابيين على الجيش في صيدا بدا أشد صعوبة". وذكرت بأن "المعالجات العاجلة" التي تولتها (يونيفيل)أدت الى"بداية احتواء للتداعيات التي نجمت عن مقتل جندي اسرائيلي، خصوصا وأن قيادة الجيش أعلنت أن ما جرى نجم عن سلوك فردي قام به أحد الجنود وأكدت التزامها بالقرار1701". من جانبها كتبت (المستقبل) أنه"فيما انشغلت صيدا وأهلها أمس بتتبع تفاصيل وتداعيات الاعتداء المزدوج على الجيش اللبناني الذي أوقع قتيلا في صفوفه وعددا من الجرحى عدا عن سقوط المسلحين المنفذين الأربعة.. كان المشهد في الناقورة وجوارها يقفل على محاصرة حادثة مقتل جندي إسرائيلي على يد جندي لبناني تصرف انطلاقا من"سلوك فردي" حسبما أوضحت قيادة الجيش اللبناني". واهتمت الصحف المصرية باستمرار المظاهرات الطلابية لأنصار جماعة الإخوان المسلمين في مختلف الكليات المصرية، كما تناولت المخاض الذي يسبق التصويت على الدستور المصري المعدل في14 و15 من شهر يناير القادم. فتحت عنوان" طلاب الإخوان يصرون على ضياع مستقبل زملائهم" أشارت صحيفة (الأخبار) إلى أن الطلبة والطالبات من أنصار الإخوان منعوا امتحانات كلية التجارة التابعة لجامعة الأزهر وحاصروا عميدها، كما اشعلوا النيران في الإطارات المطاطية للعجلات، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة في محيط جامعة عين شمس. أما صحيفة (الجمهورية)، فتحدثت عن "طالبات الأزهر اللواتي أغلقن مكاتب العمداء وعطلن المحاضرات"، مشيرة إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على 25 طالبا بجامعة عين شمس لاتهامهم بقطع الطريق ..مما اضطر قوات الأمن إلى تفريقهم بعدما رفضوا الامتثال للإنذار الموجه لهم. وتطرقت صحيفة (المصري اليوم) لموضوع الاستفتاء على الدستور المصري الجديد المزمع التصويت عليه أواسط الشهر القادم وكتبت تحت عنوان" الحكومة تتعهد بتأمين الاستفتاء،و"الإخوان" تستعد لإفساده" أن رئيس مجلس الوزراء المصري أكد أن "الحكومة ملتزمة بتوفير الأمن اثناء الاستفتاء على مشروع الدستور... وأن كل الوزارات المعنية ستعمل على تذليل أي عقبات لإتمام الاستفتاء". وفي السياق ذاته كتبت صحيفة (الشروق) أن" اسم الدستور يعطل طبع بطاقات الاستفتاء"، مشيرة إلى أن 3 اسماء مقترحة في هذا الصدد وهي:الثورة.. الجديدة،و25 يناير، و30 يونيو، مضيفة أن الرئيس المصري المؤقت يفضل تسمية" تعديل 2012" ومن جهتها سلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على التطورات العسكرية والديبلوماسية الخاصة بالأزمة السورية. وكتبت صحيفة (العرب) أن لقاءات كثيرة تجري في الداخل والخارج لتوحيد الفصائل والمجموعات السورية المعارضة لنظام الأسد قبل مؤتمر جنيف 2 المنتظرعقده منتصف يناير القادم. وأكدت الصحيفة أن قيادة الائتلاف المعارض تضع على رأس أولوياتها الآن توحيد مختلف الفصائل، وذلك لمواجهة تقدم قوات الأسد في المدن التي يسيطر عليها الجيش الحر والفصائل المتحالفة معه، وكذلك للذهاب الشهر القادم إلى جنيف في وضع أفضل يسمح لها بالتفاوض من موقع قوة. أما صحيفة (القدس العربي)،فأشارت إلى اتهام ائتلاف المعارضة السورية حكومة الرئيس بشار الأسد ب"السعي للانتقام ونشر الفوضى" باستهدافها مناطق مدنية في حلب ومدينة الضمير بريف دمشق. ونقلت عن المعارضة قولها، أن النظام باستمراره في قتل المدنيين ومواصلة منع قوافل الإغاثة من الوصول إلى المناطق المنكوبة في سورية إنما "يكرس بشكل عملي رفضه للحل السياسي وسعيه الحثيث لإجهاض أي جهود تسعى لإيجاد ذلك الحل". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الحياة)أنه بتزامن مع تحقيق قوات النظام السوري أمس تقدما نحو استعادة مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، نفذت طائراته يوما ثانيا من القصف الجوي العنيف على مدينة حلب وريفها بعد مجزرة الأحد التي قتل فيها أزيد من مئة شخص بالبراميل المتفجرة. وأشارت الصحيفة من جهة أخرى، إلى تشديد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على"ضرورة التوصل الى وقف لإطلاق النارفي سورية قبل انطلاق الحوار السياسي في جنيف" في 22 يناير المقبل، فيما بدأت روسيا هجوما مضادا في مجلس الأمن "لتغيير الرواية" حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية. وعن دبلوماسي غربي نقلت الصحيفة قوله، أن روسيا تستند إلى تقرير المحقق الدولي آيكي سلستروم الذي قدم أدلة على "تعرض مدنيين وجنود (في الجيش السوري) لهجمات كيماوية". وكتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن نفي مصادر في المعارضة السورية أمس إجراء أي محادثات بين السفير الأمريكي في سورية، روبرت فورد وقيادات من (الجبهة الإسلامية) التي تعتبر أكبر تكتل للفصائل الإسلامية المقاتلة في سورية.وأشارت المصادر إلى أن"الجبهة تلقت دعوة من الإدارة الأمريكية عبر وسطاء، للتحاور حول إمكانية عودتها للعمل تحت مظلة الجيش الحر، لكنها لم تقدم جوابا حتى الآن". وفي البحرين وواكبت الصحف احتفال البلاد بأعيادها الوطنية إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783 ميلادية، والذكرى ال 42 لانضمامها لمنظمة الأممالمتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى ال14 لتسلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمقاليد الحكم. وأوردت صحف (البلاد) و(الوسط) و(أخبار الخليج) و(الأيام) و(الوطن) نص الخطاب الذي ألقاه الملك حمد بالمناسبة، مبرزة تأكيده على أن البحرين مستعدة من اليوم لإعلان الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإصداره أمرا للحكومة ببناء أربعين ألف وحدة سكنية في أقصر فترة زمنية ممكنة. وواصلت الصحف الأردنية اهتمامها بالأزمة السورية، وبمفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية. ففي مقال بعنوان "عن جنيف -2 وهيئته الانتقالية الموعودة"، كتبت صحيفة (الدستور)،أن"البند الرئيس في جنيف الأول، وتبعا له الثاني الذي ننتظر انعقاده في 22 من هذا الشهر، ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي من المعارضة والحكومة، تمهد الطريق أمام انتقال سلمي للسلطة، وانتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي.هذا في الإطار العام، أما في التفاصيل، فمن غير المستبعد أن تضعنا أمام جنيف 3 و4، وربما أكثر من ذلك، ليس فقط لأن بشار الأسد لا يزال مصرا على أن يكون رأس الهيئة الانتقالية، بل أيضا لأن غيابه لا يقلل من فعل آخرين" وأضافت صحيفة (الدستور) أنه "لا النظام يبدو واقعيا في الحديث عن استحقاقات جنيف-2، والغطرسة التي يبديها، ولا المعارضة ممثلة في الائتلاف تبدو كذلك، والأرجح أن كليهما يدركان ذلك تمام الإدراك.إنها معادلة معقدة، بل بالغة التعقيد،لا يزعم أي أحد مهما كان أن بوسعه الإجابة على أسئلتها التالية،ما يرجح أن الأزمة لم تبلغ نهايتها بعد، ولا زال بالإمكان الحديث عن تعقيدات ونزيف لا يõستبعد أن يطول، وقد يعتمد على تطورات أخرى في المنطقة، وليس فقط على سير المعارك على الأرض في سورية". وبخصوص مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، شككت صحيفة (السبيل) في تغيير الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية نحو الحيادية التامة أوالإيجابية أوحتى السلبية،"ففترة الشهور الماضية من جولات المفاوضات برعاية الولاياتالمتحدة، والتي حملت تصريحات وتسريبات إعلامية متناقضة، رسخت مشاعر متباينة لدى الشعب الفلسطيني بمكوناته السياسية والاجتمامعية.كما تركت الحيرة والقلق لدى الأوساط الحزبية الفلسطينية والعربية والصديقة عن بوصلة مسار المفاوضات وإلى أي اتجاه ماضية". وفي اليمن تصدرت مستجدات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتطورات الأوضاع الأمنية بمختلف محافظات البلاد اهتمامات الصحف اليوم، إذ أفادت (الأولى) في هذا الصدد بأنه تم الاتفاق على تمديد المرحلة الانتقالية الحالية سنتين إضافيتين، على أن "تتفق الأحزاب على صيغة هذا التمديد، وتعد لجنة توفيق الآراء التابعة للمؤتمر قرار التمديد لإعلانه"، مشيرة من جهة أخرى الى أنه سيتم تشكيل حكومة جديدة فور انتهاء مدة انتداب حكومة الوفاق في فبراير القادم. وعلى صعيد آخر أبرزت صحيفة (اليمن اليوم) اندلاع المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في مدينة أرحب بعد وصول اللجنة الرئاسية للوساطة بين الطرفية لطريق مسدود والغائها برنامجها الميداني لصعدة. وأشارت الصحيفة الى إصابة عدد من المسلحين في هذه المواجهات" في تطورلافت لاتساع أزمة المواجهات الطائفية التي بدأت في صعدة وتدور رحاها حاليا في محافظات عمران وحجة والجوف، وسط مخاوف من اتساعها الى المحافظات الوسطى".وكتبت الصحيفة تحت عنوان "3 أيام تضع الجنوب في مهب الريح" ان "3 أيام فقط تفصلنا عن (الهبة الشعبية) في المحافظات الجنوبية، التي تدفع مصير محافظتي حضرموت وشبوة تحديدا نحو المجهول"، مشيرة في هذا السياق الى"تعثر جهود الوساطات الرسمية والقبلية لتمديد المهلة التي وضعها حلف قبائل حضرموت أمام الحكومة، لحل قضية مقتل شيخ مشايخ وادي حضرموت ابن حبريش الحمومي واثنان من مرافقيه في اشتباك مع افراد نقطة أمنية عند مدخل مدينة سيئون". وفي السودان تصدرت محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت أمس بدولة جنوب السودان المجاورة اهتمامات الصحف،حيث كتبت صحيفة (الوطن)أنه" رغم ان ما جرى وبحسابات السياسة الخارجية السودانية يعد شأن داخليا يخص جمهورية جنوب السودان، إلا أن مصلحة السودان تقتضي أن تكون الأحوال السياسية والأمنية والاقتصادية مستقرة لان الاستقرار يعني الوصول بهما إلى بر الأمان وينقلهما الى المزيد من التعاون التجاري والسلعي ويفتح المعابر النهرية والبرية بالإضافة إلى المعبر الجوي العامل الآن بين الخرطوموجوبا"، مشددة على أن"المطلوب من قيادة جمهورية جنوب السودان تفويت أية فرصة لإيواء مجموعة تحاول تعكير صفو علاقات البلدين لان أي توتر جديد لن يكون محمود العواقب على الشعبين الشقيقين". من جهتها تساءلت صحيفة (الانتباهة)عن الجهة الخارجية التي تقف خلف هذه المحاولة الانقلابية" ،خاصة وأن التيار المناوئ لسلفاكير يحظى برعاية خاصة من بعض الجهات الدولية التي كانت ترى في هذا التيار،وهو يضم شتاتا من القيادات لم تكن لتتفق مع بعضها، انتدابات سياسية لمشروع جون قرنك الداعي لإقامة ما يسمى بالسودان الجديد، ويعتمرهذا التياركوفية إيديولوجية لا يتحمس سلفاكير لارتدائها". أما صحيفة (التغيير)،فقد أكدت أن"ما يحدث في جوبا من صراع محموم على السلطة خارج قواعد اللعبة الديمقراطية هو جزء من تراث القارة الإفريقية وغيرها من دول العالم المتخلف،التي تصبرفيه النخب أحيانا على الاستعمار الأجنبي، ولا تملك القدرة في الصبر على تأسيس نظام توافقي متراضي عليه يحقق آمال الشعوب المستضعفة التي كانت تظن أن بني جلدتها سيكونون أكثر رأفة بها ، فإذا هم يسومونها سوء العذاب بصراعاتهم العبثية على السلطة. على صعيد آخر اهتمت صحيفة (الأهرام اليوم) باجتماعات اللجنة الوزارية السودانية الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري في دورتها الأولى التي انطلقت أمس بالخرطوم . وأشارت الى أن الجانب الروسي أبدى رغبة بلاده الأكيدة الدخول في شراكات اقتصادية وتنفيذ كافة الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها ،مبرزة أن الاجتماع سينكب على بحث العديد من مشاريع التعاون بين البلدين والمتعلقة أساسا بخطوط السكك الحديدية والطاقة والمعادن. أما صحيفة (الخرطوم) فقد نقلت عن وزير المعادن السوداني صادق الكاروري قوله ان اجتماع اللجنة يعني بداية جديدة لبناء علاقات متينة وإستراتيجية مع الجانب الروسي،مبرزا ان الحضور المكثف للمسؤولين ورجال الأعمال الروس يؤشر على الرغبة في تعزيز الاستثمارات وإزالة كافة العراقيل التي تعترض التعاون بين البلدين. أما الصحف القطرية فسلطت الضوء مجددا على التقارب الأمريكي الإيراني وأثره على مستقبل العلاقات الدولية في المنطقة العربية عموما، ومنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص. وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة (العرب)أنه"على عكس ما يبشر به كثيرون من أن الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران سيأتي بالخير والبركات للمنطقة، وسيخفف من التوترات والفتن المشتعلة في كل مكان في الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن يترك الاتفاق انعكاسات سلبية جدا ليس أقلها تأجيج الفتن الطائفية في العالم العربي". ولاحظت الصحيفة في مقال لها أنه"لم يثبت مطلقا أن مكافأة اللاعب السيئ السلوك من خلال إدماجه في المعادلة الإقليمية أو من خلال إشراكه في الترتيبات الأمنية أو من خلال الاعتراف بشرعية مصالحه ونفوذه هو عامل إيجابي(..)على العكس، فإن مكافأة اللاعب سيئ السلوك يشجعه على الأسوأ، هو ما سنراه على الأرجح في المنطقة، وخير دليل مكافأة إيران على سلوكها السيئ سابقا في العراق وبعدها في لبنان"، ومن جهتها، دعت صحيفة(الوطن)دول الخليج العربي الى تعميق التقارب مع الجار الايراني،مطالبة بضرورة "أن تطبع هذه العلاقات ليس فقط تجاريا ودبلوماسيا بل ثقافيا وتعليميا واجتماعيا ، لتستطرد قائلة " نحن أولى بمعرفة جارتنا من الدول الكبرى، علينا أن نطمئن إيران بأن تجمعنا لا يستهدفها، ليس تجمعا سياسيا أو أمنيا ضدها، إنما هو حلم كل مواطن خليجي في أن يرى الخليج موحدا " . أما صحيفة (الشرق) فاعتبرت أن تقرب الولاياتالمتحدةالأمريكية من إيران أصبح يكتسي أهمية قصوى،"ليس فقط بسبب أهمية إيران الإستراتيجية وثبات أوضاعها السياسية وقدرتها النفطية وقوتها العسكرية، لكن أيضا لأنها أصبحت لاعبا أساسيا في المنطقة، إذ هي موجودة في سورية ولبنانوالعراق فضلا عن أصابعها الممتدة إلى البحرين واليمن، ثم إنها متحالفة مع روسيا ومدعومة من الصين".