اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالقمة العربية الإفريقية الثالثة التي ستعقد في الكويت، ومسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتداعيات الأوضاع الأمنية في ليبيا. فتحت عنوان "الاستثمارات تتصدر أشغال القمة العربية الإفريقية بالكويت" كتبت صحيفة (الأهرام) المصرية أن القادة العرب والأفارقة سيبدأون اليوم أشغال قمتهم بالكويت لمناقشة وإقرار 27 بندا بمشروع "إعلان الكويت" ترتكز على إعطاء دفعة قوية للتعاون الاقتصادي، خاصة في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني لسد الفجوة الغذائية الواسعة التي تقدر بنحو 34 مليار دولار في المنطقة العربية، و14 مليار بإفريقيا. ومن جانبها، تساءلت (الأخبار) في مقال لها بعنوان "كوارث القطارات .. قدر المصريين" إلى متى يستمر حصد الأرواح على قضبان السكك الحديدية، التي يدفع المصريون فاتورة الإهمال ولا مبالاة المسؤولين من دمائهم وأجسادهم". وفي الأردن، اهتمت الصحف بدورها بالقمة العربية-الإفريقية الثالثة، حيث كتبت صحيفة (الغد) أنه "رغم حجم الاهتمام والتحضيرات الكويتية الكبيرة لإنجاح هذه القمة، التي تعقد تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار"، والحضور الرفيع لقيادات الطرفين المتداخلين جغرافيا وسكانيا، فإن السؤال الذي يدور في ذهن المراقب، هو: هل يمكن لمثل هذه القمة أن تنتج حقا، أو أن تؤسس على الأقل لشراكة وعلاقة ما بين هاتين الكتلتين الضخمتين، بشريا وجغرافيا وعمقا تاريخيا". وأضافت أن "عشر دول عربية كبرى، تضم 70 في المائة من مجمل المواطنين العرب، هي دول إفريقية أيضا، وتشكل نقطة التداخل الرئيسة بين المنطقتين والكتلتين الكبيرتين والمتجاورتين. ووجود هذا الحجم من التداخل والترابط قد يكون الدافع الأهم لضرورة الوصول إلى شراكة حقيقية وتكاملية بين الكتلتين، أو على الأقل التأسيس لمثل هذه الشراكة". ومن جهتها، قالت صحيفة (الرأي)، بخصوص القمة العربية الإفريقية، "نحن الآن أمام اختبار لعقول السياسيين العرب والأفارقة، في الكويت. فيما إذا وصلوا إلى النضج الاقتصادي - الإنمائي...، فنحن في الوطن العربي نستورد خبزنا اليومي، والأفارقة يعانون من الحروب والمجاعات. فهل نستطيع حماية غذائنا، وحماية الإنتاج الإفريقي بمشروعات حقيقية". ومن جهة أخرى، اهتمت الصحف الأردنية بتطلع الأردن لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، حيث نقلت صحيفة (الغد) عن دبلوماسيين وباحثين سياسيين قولهم، إن تولي "المقعد سيلقي مهمات وأعباء على الأردن، تجاه قضايا إقليمية ساخنة. فوفقا لهذه العضوية، المتوقع حسمها خلال أيام، نظرا لعدم وجود منافس للأردن، فإن مواقف المملكة حيال قضايا الإقليم، والتي سيظهرها التصويت، ستكون أكثر وضوحا وصرامة، ولن تغطيها التصريحات الدبلوماسية، التي اتسمت بالرمادية أحيانا". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على حالة الاحتقان السياسي والشعبي التي تسود المشهد العام في مصر، حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن تعالي موجة الغضب تجاه الحكومة المصرية إثر مقتل 27 شخصا وإصابة 34 آخرين في حادث تصادم مروع لقطار بسيارتين في منطقة دهشور جنوبالقاهرة، في وقت مبكر من صباح أمس، وذلك بتزامن مع زيادة حدة الأصوات الداعية لتفعيل (قانون مواجهة الإرهاب) عقب اغتيال الضابط المسؤول عن ملف جماعة الإخوان في جهاز الأمن الوطني على يد مسلحين مجهولين. ومن جهتها، أكدت صحيفة (الحياة) أن مصر تترقب اليوم تظاهرات للقوى الثورية إحياء لذكرى أحداث شارع (محمد محمود)، فيما قررت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها عدم الحشد في ميدان التحرير تجنبا لأي صدامات، مما قلل من مخاوف اندلاع أعمال عنف. أما صحيفة (القدس العربي)، فأشارت إلى أن المواجهة بين الحكومة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين مقبلة على مزيد من التصعيد بعد اغتيال المسؤول عن ملف (التطرف الديني) في جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية مساء الأحد، خاصة في ظل إلقاء مسؤولين أمنيين في مصر مسؤولية ذلك على إسلاميين متشددين، وتعقيب جماعة الإخوان المسلمين بنفي أي علاقة لها بالحادث. وبحسب صحيفة (العرب) فقد وضعت جريمة اغتيال ضابط بالشرطة الإخوان المسلمين مجددا في دائرة الاتهام باستخدام سلاح الاغتيال لزعزعة استقرار البلاد في نطاق معركتهم السياسية التي يخوضونها منذ أسقطت ثورة 30 يونيو حكمهم في البلاد. كما اعتبرت اليومية أن الجماعة هي المستفيد الأول من اغتيال الضابط الذي كان يشغل منصب مسؤول ملف الإخوان المسلمين بقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية المصرية، بما يحويه الملف من حقائق ومعلومات أمنية عن قيادات في الجماعة بعضها من الصف الأول. وفي الإمارات العربية المتحدة، تطرقت الصحف لمصير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فكتبت صحيفة (الخليج) تحت عنوان "المفاوضات إلى اين" أن الفلسطينيين تحت قيادة الرئيس محمود عباس يؤكدون على مواصلة المفاوضات "مهما حصل على الأرض"، بينما يطالبهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتقديم تنازلات في إطار جملة من الشروط التعجيزية كالاعتراف بيهودية "إسرائيل"، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح، وترتيبات تضمن أمن "إسرائيل"، فضلا عن رفضه البحث في مسألة القدس، باعتبارها "عاصمة أبدية ل"إسرائيل""، وكذا رفض مناقشة مسألة عودة اللاجئين". أما بخصوص ملف الأزمة السورية، فأشارت صحيفة (البيان)، في مقال لها تحت عنوان "على طريق جنيف"، إلى أن لقاء وفد النظام السوري والمعارضة في موسكو، لا يعني التفاؤل بالخروج من المأزق السوري"المستحكم"، مرجحة ألا يعود أي من الوفدين السوريين غانما من موسكو على نحو يعزز موقعه على الأرض، لكن الرابح الوحيد بالتأكيد هو موسكو نفسها. وأضافت اليومية أن ذهاب وفد المعارضة إلى موسكو اعتراف واقعي ب"الذراع الروسية الأطول" في بناء جسر للخروج من المأزق، بعد الخيبة تجاه دور أمريكي ضاغط على النظام. كما ترى اليومية أن موسكو "إذا كانت وصلت إلى اتفاق مع واشنطن بإفساح المجال أمامها لبلوغ تسوية سلمية للأزمة السورية، فإن روسيا تدرك حتما أن أمريكا لن ترفع يدها عن الشرق الأوسط". وفي اليمن، اهتمت الصحف بأنشطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومجريات الحوار الوطني، إلى جانب تطورات الوضع في صعدة، فأبرزت صحيفة (الثورة) تصريح الرئيس هادي قبيل توجهه إلى الكويت لرئاسة الوفد اليمني في القمة العربية الإفريقية، حيث أكد أن "القمة تمثل حدثا مهما في طريق تعزيز العلاقات بين الدول العربية والإفريقية"، كما أبرزت استعراضه مع سفراء الدول العشر الداعمة للمبادرة الخليجية مجريات الحوار الوطني وقوله، خلال هذا اللقاء، "إن نتائج الحوار تمثل المتغير الأساس نحو المستقبل المأمول وليس أمامنا إلا النجاح". ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى إعلان واشنطن أمس "التزامها بالوقوف إلى جانب اليمن حكومة وشعبا، والمضي قدما في خطوات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وكذا لتعزيز التنمية الاقتصادية ومجابهة المخاطر الأمنية الصادرة عن تنظيم القاعدة". وحول موضوع الحوار الوطني دائما، أبرزت صحيفة (أخبار اليوم) فشل لجنة الÜ 16 في الاجتماع لليوم الثاني على التوالي. وأوردت تصريحا لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر قال فيه "إن هادي سيبقى رئيسا لليمن حتى ما بعد 2014 بسبب إعاقات صالح". وأوردت في المقابل آراء لخبراء دستوريين أكدوا فيها أن "شرعية الرئيس تنتهي في فبراير القادم ما لم يستفت الشعب على استمراره". وحول الأوضاع في محافظة صعدة تحدثت (أخبار اليوم) عن سقوط أكثر من 30 قتيلا في صفوف الحوثيين بجبهة كتاف، وأوردت تصريحا للشيخ سرور الوادعي، المتحدث باسم أبناء دماج، دعا فيه اللجنة الرئاسية للوساطة بين السلفيين والحوثيين الى "إلزام الحوثي بوقف إطلاق النار أو إعلان فشلها للعالم". ومن جهتها، نقلت (اليمن اليوم) عن الناطق باسم السلفيين قوله إن"مليشيات الحوثي واصلت القصف في وجود اللجنتين داخل دار الحديث بدماج". وأبرزت مقتل نجل شقيق وزير الدفاع اليمني في معارك كتاف. وفي السودان، تطرقت الصحف لاجتماع مسؤولي الأجهزة الأمنية في إفريقيا، إضافة إلى قضية منطقة آبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، فأشارت صحيفة (الاهرام اليوم) إلى انطلاق اجتماعات الخبراء للجنة الأمن والمخابرات بإفريقيا أمس بالخرطوم للتحضير للقاء المسؤولين عن الأجهزة الأمنية في إفريقيا، التي تنطلق يوم غد الأربعاء، مبرزة أن احتضان السودان لهذا الاجتماع يؤكد إيمانه القوي بضرورة توحيد الرؤى والأهداف تجاه التهديدات الأمنية والاستخباراتية لدول القارة السمراء. ومن جانبها، قالت صحيفة (التغيير) إن الاجتماع الذي سيناقش الدور السالب للحركات والجماعات المسلحة، مطالب بالعمل على محاصرة الأنشطة الهدامة للحركات والجماعات المسلحة عبر المزيد من التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية وآليات العمل المشترك حتى تنعم القارة بالأمن والسلام والتنمية، مبرزة أن السودان يعد من الدول التي عانت من الأنشطة الهدامة والتخريبية لهذه الحركات والجماعات والتي نالت من التنمية الاجتماعية والحضارية والصناعية للبلاد . وتحدثت صحيفة (الانتباهة) من جديد عن موضوع منطقة آبيي، مبرزة انه بالرغم من أن حكومة جنوب السودان قالت إن الاستفتاء، الذي نظم مؤخرا من جانب واحد من قبل قبيلة دينكانوك، "لا قيمة له، فإنها دعمته وإلا من أين لدينكانوك هذه الأموال لتنظيم استفتاء لما يقارب السبعين ألف"، مشيرة إلى أن الذين نظموا الاستفتاء، في خرق سافر لاتفاقية نفاشا بهذا الخصوص، حاولوا فرض الأمر الواقع حتى على الاتحاد الإفريقي الذي تعرضت بعثته إلى المنطقة للمضايقات. ومن جهتها، نقلت صحيفة (الرأي العام) عن مسؤول سوداني رفض الحكومة تشكيل لجنة جديدة لمتابعة قضية آبيي، متهما جهات سياسية في دولة جنوب السودان بعرقلة تكوين المؤسسات المدنية بالمنطقة، ومحاولة تعقيد الوضع هناك، وإعاقة علاقات السودان وجنوب السودان لتنفيذ أجندتهم الغربية ومصالحهم الشخصية. وأفادت صحيفة (آخر لحظة) بأن مجلس ولايات السودان شدد خلال اجتماع عقده أمس على أن منطقة آبيي جزء لا يتجزأ من السودان دون المساس بقبيلتي المسيرية ودينكانوك، معبرا عن دعمه الكامل للجهود المبذولة من قبل رئاسة الجمهورية، والسعي لحل القضية من خلال الحوار بين دولتي السودان وجنوب السودان. وفي قطر، واصلت الصحف اهتمامها بملف حقوق الإنسان في ارتباطه بأوضاع العمال الأجانب المشتغلين في أوراش مونديال 2022، حيث أكدت صحيفة (الراية ) "أن لا أحد فوق القانون في قطر، وأن الدولة لن تسمح تحت أي ظرف بانتهاك حقوق أي عامل وافد فيها"، مبرزة أن قيام النيابة العامة بتولي التحقيق في هذه القضية يدل على أنها "ستلاحق كل من يثبت تورطه بما جاء في تقرير صحيفة (الغارديان ) البريطانية إن كان صحيحا، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو مؤسسات حكومية". وشددت الصحيفة على "رفض دولة قطر القاطع لتشويه سمعتها لأجندات وأهداف خاصة"، مسجلة في هذا الصدد أن تقرير (الغارديان ) الذي نشرته في عدة حلقات "استعان ببعض المنافسين لقطر على استضافة مونديال كأس العالم 2022، وهو ما يجعل شهاداتهم مشوبة بالتحيز، ويشي بأنه محاولة للإساءة لسمعة الدولة وصورتها ومكانتها، ما يلقي الشكوك العميقة في صحة ما ذهب إليه التقرير والدوافع التي تقف وراء نشره". و بخصوص القمة العربية الافريقية الثالثة التي تحتضنها الكويت، أعربت صحيفة (الشرق )عن أملها في أن تتطرق القمة "للتحديات التي يواجهها الجانبان، وأن تعالج أي عقبات سواء كانت سياسية أو اجتماعية"، مطالبة "بوضع الآليات المناسبة والهياكل التي تساعد على تحويل الشراكة إلى واقع ملموس استجابة لتطلعات الشعوب". واستطردت الصحيفة قائلة "إنه يعول كثيرا على هذه القمة لإرساء أساس متين للتعاون العربي-الإفريقي، كما أنها تعد منبرا مهما للتشاور حول القضايا المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، من حيث التمسك بالثوابت، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس".