شكلت تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في كل من لبنان والاردن ومصر والسودان، فضلا عن الأزمة السورية، والانتخابات المقبلة في العراق، والوضع في دولة جنوب السودان، اهم محاور اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس. ففي لبنان، استحوذ إعلان رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على موعد الجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية، وتقديم رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع لبرنامجه الانتخابي على اهتمام الصحف. وكتبت (الجمهورية)، في هذا الصدد، أن "قطار الانتخابات الرئاسية انطلق أمس مع الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية الأربعاء في 23 أبريل الجاري، ومع إعلان رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع عن برنامجه الرئاسي في حضور سياسي لافت"، مشيرة الى أن "بري لبى بذلك رغبة البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، كما رمى كرة الانتخابات في ملعب الكتل النيابية، علما أن الدعوة إلى جلسة الانتخاب هي طبيعية، كونها تأتي ضمن المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس والتي بدأت منذ 25 مارس الماضي وتنتهي في 25 مايو المقبل". وأضافت أنه من المتوقع أن تشهد الفترة الفاصلة عن جلسة الانتخاب اتصالات مكثفة ولقاءات معلنة ووراء الكواليس، في محاولة من قبل كل فريق لإنضاج فرص فوزه في هذه الانتخابات، إلا أن كل الأنظار ستكون اعتبارا من اليوم شاخصة على جلسة 23 الجاري. أما (النهار) فعلقت بأن توجيه الدعوة الى الجلسة الانتخابية الأولى ضمن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، "أطلق صفارة الاستعدادات المحمومة ليوم الجلسة من زوايا عدة مهمة أقله في رسم الصورة الأولية للتنافس والسباق الى قصر بعبدا". ونقلت (المستقبل)، عن مصادرها، تأكيدها "حصول توافق نيابي على ضرورة توافر نصاب الثلثين في دورتي الانتخاب الثانية كما الأولى"، مشيرة الى أن وزير العمل، سجعان قزي، كشف عن اتجاه رئيس حزب (الكتائب اللبنانية) الرئيس أمين الجميل إلى إعلان ترشحه للرئاسة رسميا السبت أو الثلاثاء المقبلين". وفي الأردن، اهتمت الصحف بالتطورات العسكرية على الحدود مع سورية، عقب تدمير آليات كانت تحاول عبور الحدود باتجاه الأردن. وهكذا، كتبت صحيفة (الغد) أنه "في تطور نوعي على صعيد العمليات العسكرية الأردنية لحماية حدود المملكة الشمالية، دمرت طائرات سلاح الجو الملكي أمس عددا من الآليات والمركبات المموهة، أثناء محاولتها التسلل إلى الأردن، وهي المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى الطيران الحربي للتصدي لمحاولات التسلل غير الشرعي للمملكة، من الأراضي السورية، التي تشهد أعنف اشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ أزيد من ثلاث سنوات"، مضيفة أن "المتسللين (في المركبات المدمرة) قتلوا جميعا، لكن لم يعرف عددهم بالضبط". ونقلت عن محللين وخبراء عسكريين قولهم إن ما قام به الجيش الأردني أمس بقصف "الآليات المموهة" بالطيران "يأتي من منطلق الدفاع عن أمن وأمان واستقرار الأردن، في هذه المنطقة التي شهدت في الفترة الأخيرة ازديادا في عمليات التسلل، لبعض المجموعات الإرهابية أو بتهريب السلاح وغيره". من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)، أن "ثلاث رسائل، حملتها طائرات سلاح الجو الأردني على أجنحتها، وهي تغير على رتل الآليات العابر للحدود، أولها: أن أية محاولة لاختراق أمن الأردن وحدوده، ستلقى ردا حازما وحاسما وفوريا، ثانيها: أن الوضع في سورية بات عصيا على الاحتواء والاحتمال، فما كان يقال عن خطر تمدد الأزمة السورية وانبعاثاتها إلى دول الجوار، لم يعد موضوعا للتكهنات والتقديرات، بل صار حقيقة واقعة، توجب التسريع في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية". وأضافت أن "ثالث رسالة هي أن الأردن، بخلاف بعض العواصم، من عربية وإقليمية، يعرف من أين يأتيه الخطر، ولم يفقد بوصلته، فالإرهاب لا يمكن التسامح معه، ولا يمكن اللعب معه، ولا يمكن توظيفه في الصراعات والحرب والنزاعات البينية، لا في سورية ولا في غيرها". وفي مصر تصدر "تواصل عنف الإخوان" في الجامعات ومهاجمة التمركزات الأمنية بعبوات ناسفة في عدد من الأحياء المصرية، اهتمامات الصحف. وكتبت صحيفة (الأهرام) تحت عنوان ''خلايا الإرهاب تتساقط - ضبط إرهابيين في بورسعيد و6 أكتوبر'' و''عنف طلاب الإخوان يتواصل بالقاهرة والزقازيق''، أن أجهزة الأمن تمكنت في مدينتي بورسعيد والسادس من أكتوبر، من ضبط خليتين إرهابيتين جديدتين، بينما كشفت اعترافات مدبر هجوم الدقي، أمس الأول، عن تفاصيل مثيرة بشأن واحدة من أخطر الخلايا الإرهابية المسؤولة عن مهاجمة التمركزات الأمنية بالعبوات الناسفة البدائية. وأضافت أن وزارة الداخلية المصرية أعلنت عن ضبط شاب وفتاة بمدينة بورسعيد قاما بإنشاء صفحة على موقع ''فيسبوك'' للتواصل الاجتماعي، واعترفا من خلالها بالمسؤولية عن عدة هجمات ضد كمائن للشرطة وضباط ومجندين، تمكنا من اغتيالهم بمعاونة آخرين، كما دعت الصفحة إلى تقديم تبرعات لتمويل مزيد من الهجمات الإرهابية. أما صحيفة (الأخبار) فكتبت، تحت عنوان ''من أجل كرسي الرئاسة الإخوان يهدرون دم الشعب''، أن "أعضاء جماعة ''الإخوان'' لا يبالون الآن بقتل النفس وإسالة الدماء التي حرمتها جميع الأديان السماوية، ليتساقط بأيديهم عشرات الضحايا والأبرياء وبأسلوب رخيص متجسد في الانفجارات والاغتيالات، ليصبح الغدر هو السمة الرئيسية لهم، فحتى هذه اللحظة لم يستوعب أعضاء هذه الجماعة الإرهابية هول صدمة سحب كرسي السلطة من تحت أقدامهم بسبب أخطائهم الفادحة وسحب الشعب الثقة منهم ولتأتي ثورة 30 يونيو وتصحح الأوضاع من جديد". كما اهتمت الصحف المصرية بمواضيع محلية متنوعة، حيث أبرزت صحيفة (المصري اليوم) خبر أزمة الكهرباء تحت عنوان ''أزمة جديدة في الكهرباء تستمر 10 أيام"، وقالت إن وزارة الكهرباء أعلنت أن صيانة وربط أحد حقول الغاز الجديدة في الصحراء الغربية سيؤثران على كمية الوقود الموجهة لمحطات الكهرباء، لمدة 10 أيام بدءا من اليوم . وفي السودان، تمحور اهتمام الصحف أساسا حول تطورات الأوضاع في دولة جنوب السودان والمفاوضات المقبلة حول النزاع في شمال البلاد. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الصحافة) أن "تطورات الصراع بدولة جنوب السودان تضع أكثر من علامة استفهام في هذا البلد المنكوب جراء الحروب الأهلية، لأنه ببساطة حينما يتم توقيف إنتاج البترول كما يهدد بذلك المتمرد، رياك مشار، فإن ذلك يعني خنق حكومة جوبا ومؤسساتها المالية، ما يعزز من المزاعم التي ذهبت إلى أن مشار يحارب خصمه سلفا كير بطريقة غير تقليدية". وقالت صحيفة (الانتباهة) إن "الأحداث في دولة جنوب السودان تتطور بشكل متسارع حيث اتخذت الحرب منحى خطيرا بسيطرة المعارضة المسلحة على كامل ولاية الوحدة، وخاصة مدينة بانتو، عاصمة الولاية، لتصبح بذلك مناطق البترول في هذه الولاية قد خرجت من أيدي الحكومة بقيادة سلفاكير"، مؤكدة أنه "في حالة إذا ما استمرت الأوضاع على هذا المنوال فإن جوبا لا محالة ستسقط وستنهار دولة الجنوب الوالغة في حرب أهلية مدمرة". وتحدثت صحيفة (التغيير) عن الجولة المقبلة من المفاوضات بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية (قطاع الشمال) بشأن منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مبرزة أن هذه الجولة ستجري "في ظل متغيرات عديدة طرأت على المشهد السياسي تمثلت، بصفة خاصة، في عقد رئاسة الجمهورية للقاء تشاوري ضم عددا كبيرا من الأحزاب السياسية، تمهيدا لحوار وطني يروم بالدرجة الأولى إحلال السلام في مناطق النزاعات". وتوقفت صحيفة (الرأي العام) عند دعوة أطلقها مؤخرا الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، برفع الحظر الاقتصادي المفروض على السودان، مشيرة إلى أن هذا الحصار أثر سلبا، وبدرجة كبيرة على الاقتصاد السوداني، وساهم في تهديد أمنه الاجتماعي والسياسي، علاوة على ارتفاع معدلات الفقر والبطالة على وجه التحديد. واهتمت صحيفة (الخرطوم) باجتماع للجنة العليا للمنافذ الحدودية بين السودان ومصر عقد أمس بالخرطوم، حددت فيه يوم 15 يونيو المقبل كحد أقصى للبدء في تشغيل المعابر بين البلدين، والشروع في الأعمال المتعلقة بتهيئة وإعداد هذه المعابر لتكون جاهزة بالشكل المطلوب لحركة المواطنين والبضائع، مما سيمثل نقلة نوعية في اتجاه التواصل بين الشعبين. وفي قطر، توزعت اهتمامات الصحف بين عدد من القضايا العربية الراهنة، في مقدمتها الازمة السورية وما تحبل به من مستجدات والانتخابات المقبلة في العراق. ففي الشأن السوري، تساءلت صحيفة (الوطن)، في مقال لها، عن السبب الذي يدفع الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى التحدث عن " انعطافة إيجابية" في الحرب المتواصلة في بلاده منذ أكثر من ثلاث سنوات، مضيفة "أي انعطافة هذه وأي يد عليا يدعي النظام أنه حققها في بلد دمر نصفه وشرد أو هجر نصفه، فيما يذوق النصف الآخر تنغيصات العيش ومرارة العنف الدموي اليومي الذي قتل حتى الآن أكثر من مائة وخمسين ألف سوري". واستطردت الصحيفة قائلة ..."أي انتصارات هذه في وقت تؤكد فيه الشواهد والدلائل أن بشار الأسد لا يريد التنحي عن السلطة، وإنما يرغب في ترشيح نفسه لفترة رئاسة جديدة، رغم دعوات المعارضة المسلحة وداعميها الغربيين والعرب لاستقالته وتسليم الدولة إلى حكومة انتقالية¿"، مضيفة أنه وسط هذه الصورة، "ليست هناك دلائل على أن نظام الأسد في سبيله إلى التخلي عن الحكم، كما أن المعارضة نفسها تقبل على الحرب وكأنها بدأت الآن، مما ينبئ بطول أمد الاقتتال الذي تحول إلى روتين معيب لا يحرك اهتمام أحد هذه الأيام". وتعليقا على الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، كتبت صحيفة (الشرق)، في تعليق لها، أنه مع اقتراب موعد إجراء هذه الانتخابات أواخر هذا الشهر، "يجد العراق نفسه على عتبة منعطف جديد قد يقرر مسألة الصراع المتفاقم بين أهله على توزيع الثروة والسلطة ويمتحن قدرتهم في الحفاظ على وحدة بلدهم وبقائه متماسكا "، مبرزة أن "الانقسام اليوم لا يقتصر على المكونات الكبرى المعروفة للشعب العراقي فحسب، بل تجاوزها إلى النخب التي حكمت البلد بإرادة الاحتلال وفشلت بعد أكثر من عقد في تقديم برنامج وطني يؤدي بالعراق إلى الخروج من أزماته السياسية والأمنية والمعيشية". و بعد أن ذكرت بأن الاحتلال الأمريكي للعراق انتهى مع اكتمال عملية الانسحاب أواخر عام 2011، سجلت الصحيفة أن "أثار هذا الاحتلال ظلت ماثلة، ومنها التركيبة الحالية الحاكمة (...) التي أخذ يصيبها التفسخ مع ظهور تصدعات تنذر بتغيير جذري في المشهد العراقي الذي مازال يتشكل منذ سقوط بغداد".