سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء الضوء على عدد من بؤر التوتر التي تشهدها المنطقة العربية ،في مقدمتها الاوضاع الأمنية في كل مصر والعراقولبنان وسورية واليمن وجنوب السودان وما تشهده من تطورات ،علاوة عنى تناولها لتعثر مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. ففي مصر، خصصت يومية (الأخبار) مقالها الرئيسي الذي حمل عنوان" بأمر من المحكمة:حظر التظاهر داخل الجامعات بدون إذن" للحديث عما اعتبرته "فشل جماعة الإرهاب في تعطيل الامتحانات" في إشارة إلى أعمال الشغب والعنف التي تشهدها العديد من الجامعات المصرية للحيلولة دون إجراء الامتحانات، والتي توجه فيها أصابع الاتهام إلى الطالبات والطلاب من أنصار جماعة الاخوان المسلمين. في سياق ذي صلة، خصصت صحيفة (الجمهورية) بدورها مقالها الرئيسي بعنوان" بأمر من القضاء:لا مظاهرات داخل الجامعات إلا بتصريح" متحدثة عن ضبط 33 طالبا وطالبة من الإخوان عطلوا الامتحانات وأحرقوا سيارة شرطة. وارتباطا بالوضع الأمني في مصر تحدثت يومية (الأهرام)عن حالة"طوارئ لتأمين احتفالات رأس السنة"، مشيرة إلى نصب أجهزة للكشف عن المفرقعات وكاميرات مراقبة لمنع الإرهاب والتخريب، بينما أوردت يومية (الشروق) خبرين أحدهما يتحدث عن الكشف عن هوية منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة قبل ايام. واهتمت الصحف الأردنية بمآل مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، في ضوء قرار لجنة وزارية إسرائيلية بضم منطقة الأغوار إلى إسرائيل، وبتطورات الأزمة السورية مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 لإيجاد حل سياسي لها. ففي افتتاحيتها بعنوان "إسرائيل تنسف المفاوضات" ، كتبت صحيفة (الدستور)أن "قرار اللجنة الوزارية الإسرائيلية بضم منطقة الأغوار إلى إسرائيل عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للمنطقة، لم يأت خارج السياق، بل جاء وفق تخطيط مرسوم سبقته تصريحات نتنياهو التي تدعو الفلسطينيين إلى الموافقة على بقاء الجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة الاستراتيجية، وسيطرة إسرائيل على معابر نهر الأردن". وأضافت أن "قرار العدو بضم الأغوار،كما ضم القدس العربية والجولان، يعني - بصريح العبارة- نسف العملية السلمية، ونسف المفاوضات، وبالتالي الاستمرار في الاستيطان والتهويد، لتكريس الأمر الواقع، وتحويل الأرض المحتلة إلى جزر مفصولة يصعب معها إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، وتهويد القدس، وتحويل الشعب الفلسطيني إلى أقلية سقفها الحكم الذاتي". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الرأي)،أن "نتنياهو ومجموعته، مصرون على التعاطي مع عملية السلام بالطرق التقليدية، كل هذا وهم يرون ،لكنهم لا يدركون، أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على متغيرات جوهرية لا يمكن أن تكون لا في مصلحتهم ولا في مصلحة دولتهم إن هم لم يفهموا ومبكرا حقائق كل هذه المتغيرات ويعودوا إلى النهج الذي سارعليه الجنرال إسحق رابين قبل إغتياله برصاص الجهل والتطرف والخرافات التاريخية والمفاهيم النتنة البالية". وبخصوص الأزمة السورية، كتبت صحيفة (الرأي)، أن"ذكاء النظام السوري يذهب إلى نظرية جديدة هي - كما تقول أوساط روسية - السيطرة على 80 في المئة من مساحة سورية قبل جنيف 2، ليخرج من مأزق الحل السياسي، ببقاء بشار الأسد رئيسا وبقاء جهازه القمعي الإرهابي مسلطا على أعناق السوريين". أما في اليمن، فقد واصلت الصحف اهتمامها بتفاقم الأوضاع الأمنية العسكرية في المحافظات الجنوبية والشمالية للبلاد، وبمستجدات المشهد السياسي -الاقتصادي اليمني،حيث أبرزت صحف (الاولى) و(أخبرا اليوم) و(اليمن اليوم) مقتل 12 شخصا، من بينهم 9 جنود في هجوم لعناصر مسلحة من الحراك الجنوبي أمس على موقع للجيش بمحافظة لحج، مشيرة الى أن المهاجمين استولوا على موقع عسكري تابع للواء 33 ثم أخلوهõ إثر تفاوض عسكري قبلي. وارتباطا بتطورات الأوضاع في المحافظات الشمالية لليمن، حيث تجري حرب طاحنة بين الحوثيين والسلفيين منذ أشهر، سجلت صحيفة (اليمن اليوم) تحت عنوان "الطائفية تفتح جبهة جديدة في الجوف"، انسحاب لجنة الوساطة بين الطرفين من حاشد ووصول أخرى الى أرحب، وتفجير الحوثيين لمسجد دار الحديث في بلدة كتاف بعدما استولوا عليها. واهتمت الصحف اليمنية من جهة أخرى بتقديم وزير المالية مشروع الموازنة (الميزانية) للبرلمان، وسجلت صحيفة (الاولى) في هذا الصدد أن العجز بلغ 700 مليون ريال وأن اجمالي الدين الداخلي ارتفع الى 122 في المئة من اجمالي الموارد، في حين انخفض الاحتياطي الخارجي بنسبة 9 في المئة. وأبرزت صحيفة (الثورة) أن حجم مشروع موازنة 2014، كما قدمته الحكومة للبرلمان، يصل الى 2ر2 تريليون ريال بالنسبة للموارد العامة، و8ر2 تريليون للاستخدامات، مشيرة الى انه تم اعتماد 682 مليار ريال للموارد البشرية و591 مليارا للبنى التحتية و479 مليارا للحماية الاجتماعية وعلى علاقة بالوضع في اليمن ،ترى صحيفة ( الخليج) الاماراتية أن" اليمن مثلها مثل غيرها ما زالت تتخبط بدمها لم تعرف بعد طريقها إلى الخلاص والخروج من دوامة العنف"،مضيفة أن المشهد اليمني"لا يزال سوداويا رغم كل الجهود التي تبذل لأن هناك من لايزال يصب الزيت على النار سرا وعلانية ولأن القوى الظلامية التكفيرية تواصل نهجها العنفي التدميري تنفيذا لمآرب ومخططات تلتقي بشكل مباشر مع كل القوى المعادية للأمة العربية وفي مقدمتها العدو الصهيوني". وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان"إنقاذ اليمن وإنقاذ الأمة " أن اليمن ،مثل غيرها من دول عربية " تغرق في دوامة الدم، بحاجة إلى وعي عربي رسمي وشعبي يدرك مدى الخطر الذي يحيق بالأمة وإلى استنهاض روحها وإطلاق خطة مواجهة إنقاذية شاملة ". ومن جهتها، تناولت صحيفة ( الوطن) المشهد العراقي وأحداث الأنبار"التي أتت لتنذر بزيادة النزيف في بلد لا ينقصه القتل والدم ولم تكن دعوات الجهاد والاشتباكات أو استقالة 44 نائبا دفعة واحدة بعد فض قوات الجيش العراقي للاعتصام المتواصل منذ عام إلا حلقة جديدة من تداعيات الانقسام"،مشيرة إلى أن "الأنبار وجدت نفسها ضحية للإرهاب"،مسجلة انه بحكم مجاورتها لسورية التي تشتعل أيضا "بات تنقل (القاعدة) بين البلدين من يوميات المحافظة والتي بدت كأنها خزان للتطرف والتشدد في بلد يعتبر الموت بالمفخخات من يومياته المتواصلة". وفي السياق ذاته،سجلت صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحيتها بعنوان " العراق الى أين" أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي" فشلت في إدارة عملية سياسية، تقود بلاد الرافدين الى الاستقرار،وفقدت العملية شرعيتها بسبب تغليب المالكي لغة الدم وتصفية الشركاء بدوافع طائفية، على لغة الحوار والتفاهم بين الأطراف السياسية ". وشددت الصحيفة على أن "الحراك الشعبي مشروع، وعلى الحكومة العراقية الاستجابة له، وتمكين مجلس النواب من أداء دوره، والاتجاه نحو المصالحة، واحترام خيار الإرادة الشعبية، وأنه لا سبيل للخروج من هذا النفق إلا بالإجماع الوطني". ومن جانبها ،أكدت صحيفة ( الوطن) في افتتاحيتها بعنوان" إنقاذ العراق من الطائفية البغيضة " أن الاسراع باللجوء للحل الأمني والعسكري يثبت فشله في كل مرة يتم فيها اللجوء للقوة بدلا من الحوار الأخوي الذي يحفظ العراق من السقوط في هاوية الطائفية البغيضة،واستطردت "إن مأساة الزهو بقوة السلاح لا تضع في الاعتبار أن إرادة الشعوب دائما أقوى وأبقى، وأن مشهد اقتتال الإخوة الأعداء يكون دائما مقيتا ومخزيا "، مبرزة ان العراق "لا ينقصه الأبناء النجباء الذين يمكنهم العمل على نحو عاجل لوقف هذه المآسي، وإنقاذ العراق العربي الغني بثقافاته وحضاراته التي كانت وما زالت مصابيح نور لكل الأمم والشعوب". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على تطورات الأوضاع في لبنان، حيث اشارت صحيفتا(العرب) و(القدس العربي) الى إطلاق الجيش اللبناني لأول مرة نيران مضاداته الأرضية ضد مروحيات سورية قصفت أطراف بلدة حدودية في شرق البلاد، في خطوة هي الأولى منذ بدء النزاع في سورية المجاورة. وفي هذا الصدد ، كتبت صحيفة (الحياة)، عن تزامن هذا الحادث، مع إعلان الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تخصيص المملكة العربية السعودية ثلاثة ملايير دولار أمريكي لتسليح الجيش اللبناني بعتاد فرنسي، بالاهتمام الواسع في لبنان. ولاحظت صحيفة (الشرق الأوسط)، أنها المرة الأولى التي يرصد فيها مبلغ مماثل لتسليح الجيش اللبناني، الذي توقف تسليحه منذ ثلاثة عقود، مشيرة إلى أن الجيش يعاني من نقص مهول في العتاد والعدد، ويطلب منه مهمات جمة في ظل الوضع السياسي والأمني المتأزم في لبنان.( أما في السودان، فقد واصلت الصحف اهتمامها بتطورات الأحداث في دولة جنوب السودان،حيث كتبت صحيفة ( الخرطوم) أن"تهديد الرئيس الأوغندي ياوري موسفيني بملاحقة زعيم المتمردين في جنوب السودان، رياك مشار والقبض عليه اذا لم يستجب لنداء منظمة (الايغاد) "جعله يتحول من وسيط الى جزء من الصراع في جنوب السودان، بدلا من أن يكون جزءا من الحل،زد على ذلك أنه سيعقد الأزمة أكثر من حلها،كما سيضع (الايغاد) نفسها على المحك إن هي تركته يلعب أدنى دور بشأن الوساطة"،ملاحظة أن موسفيني"يسعى الى إفشال الوساطة وإبقاء الوضع على ما هو عليه بالنظر لما للرجل من مصالح تتحقق حال ظلت دولة جنوب السودان ضعيفة". وبدورها، أكدت صحيفة (المجهر السياسي) أن"التطورات المفزعة وخيبة الأمل في مبادرة ( الايغاد) التي فشلت حتى الآن في حمل الأطراف على التفاوض،تفتح الباب لتدخل دولة جنوب السودان (الجهنم) حربا قد تهدد بزوال المكاسب التي تحققت في السنوات الماضية "،معربة عن اعتقادها بأن الرهان على حمل البندقية وحدها لحسم النزاع في جوبا من شأنه وضع الدولة برمتها تحت الوصاية الدولية. ومن جهتها ، تحدثت صحيفة ( الرأي العام) عن استعداد (الجيش الابيض) وهي كتائب وتشكيلات قتالية من مقاتلي معسكرات الماشية المنحدرين من قبيلة النوير الموالية للمتمرد رياك مشار، لشن حملة على بلدة بور التي استعادتها القوات الحكومية من المتمردين ،مبرزة أن" مجرد الحديث عن صحوة (الجيش الابيض) المرهوب الجانب،أمر كفيل ببث الذعرعلى نطاق واسع بجنوب السودان". أما صحيفة (الانتباهة) فقد شددت من جهتها على ضرورة اعتماد السودان لرؤية سياسية وإستراتيجية وخطة واضحة للتعامل مع تداعيات الحرب في جنوب السودان ونتائجها المتوقعة، داعية حكومة الخرطوم الى لعب دور في الوساطة بشكل مباشر لاتقاء آثار هذه الحرب والوقاية من مضاعفاتها وآثارها الجانبية. وتطرقت الصحيفة نفسها من جهة أخرى، الى احتفالات السوادن بذكرى استقلاله التي تقام بوم فاتح يناير من كل سنة، ملاحظة أن " النخبة التي تداولت شأن البلاد منذ 58 سنة ، ضلت طريقها وأجهض المشروع الوطني لتشكيل دولة سودانية كاملة الدسم،وباتت قيمة الاستقلال مجرد حالة من الأطلال والذكرى الأليمة واقع جسدته ورسمته ملامح متلازمة الفشل ما بين النخب السياسية والعسكر كحلقة جهنمية تبارت أو بالأحرى تبادلت هذا الفشل في شأن بناء الوطن وصون استقلاله". ومن جهتها، قالت صحيفة ( التغيير) أن" ذكرى استقلال أي دولة من دول العالم حبيبة وعزيزة لمواطني تلك الدول،ولاشك عندنا أن الأمر كذلك بالنسبة لكل أهل السودان، بالرغم من أن هناك رأيا أصبح غالبا عند الكثيرين أن السودان قد حظي بنعمة الحرية ولكنه لم يحظ بنتائجها من حيث الإنشاء والتعمير بسبب عدم الاستقرار السياسي الذي يعزى في المقال الأول للانقلابات العسكرية المتتالية التي لم تتح للأنظمة الديمقراطية أن تتبلور وتتطور". وفي لبنان، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع الأمني والشأن الداخلي، وهكذا كتبت صحيفة (النهار) أن لبنان "يطوي صفحة السنة 2013 غير المأسوف عليها، ولكن مع إرث ثقيل مخيف تركته يجعل استقبالهم السنة 2014 محفوفا بمزيد من القلق والمخاوف والتوجس" ،مبرزة أن سنة 2013 التي كانت بامتياز سنة تدفق تداعيات الحرب السورية على لبنان بمعظم النواحي،وجعلته ينزلق الى تخوم الخطوط الحمر التي تهدد بزعزعة استقراره ،"أبت إلا ان يكون ختامها تتويجا لهذا الانزلاق التصاعدي". وأضافت أن اغتيال الوزير السابق محمد شطح قبل أربعة أيام من نهاية السنة يعد "بمثابة الاختصار الدامي الدراماتيكي لسنة حفلت بجولات التفجيرات والتفخيخات الإرهابية الجوالة وقت كان لبنان يشهد أوسع موجات النزوح واللجوء للسوريين الى أرضه رازحا تحت الحصة الكبرى منهم بين سائر دول المحيط السوري ،فصارت أعدادهم تفوق المليون والثلاثمائة ألف لاجئ". من جهتها، كتبت صحيفة (المستقبل) أن الرئيس سليمان أعرب عن أمله في أن"تبصر الحكومة الجديدة النور مطلع العام المقبل لتواكب استحقاقات المرحلة المقبلة وفي طليعتها انتخابات رئاسة الجمهورية"، مشيرا إلى أن "على لبنان الإستفادة من فرصة الدعم الدولي المتاحة راهنا للبنان". أما صحيفة (السفير) فعلقت قائلة "إن لبنان لم يكن طوال السنوات الماضية إلا في صلب المشهد الإقليمي، لكنه هذه المرة، يتحول ساحة من ساحات الاحتدام الممتد من الخليج الى البحر المتوسط، مرورا ببلاد الرافدين والشام..." وفي البحرين، استأثر اهتمام صحف (الأيام) و(الوسط) و(الوطن) و(البلاد) و(أخبار الخليج) بإعلان السلطات الأمنية، أمس، عن إحباط أربع عمليات إرهابية "نوعية"، تتمثل في إبطال مفعول سيارة مفخخة بالمنامة، ومحاولة تهريب عدد من المطلوبين إلى العدالة عبر المياه الإقليمية، ومحاولة إدخال متفجرات وأسلحة وذخائر إلى البلاد على متن قارب، وضبط مستودع متفجرات وذخائر في منطقة (القرية). وأبرزت الصحف تأكيد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أن "ضبط هذه الكمية الكبيرة من الأسلحة والمتفجرات (...) يثبت النوايا الخبيثة للجماعات الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار الوطن وترويع الآمنين فيه وتهديد ممتلكاتهم"، مشددا على أن ذلك "ما لن تقبل به الحكومة أبدا وستواجهه بكل حزم وعزم". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الوطن) بالأحمر: "كلمة شكرا لا تكفي لإيفاء الرجال الساهرين على أمننا حقهم. لقد حموا بحريننا وأماننا وما أعظمها من نعمة"