شكل الوضع الأمني في مصر والمستجدات الميدانية التي تشهدها الأزمة السورية والتطورات التي يعرفها المشهد السياسي في العراق والاوضاع السياسية في السودان ولبنان ،والعلاقات الخليجية - الخليجية ،أبرز المحطات في اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء. وهكذا، خصصت الصحف المصرية عناوين مقالاتها الرئيسية لتسليط مزيد من الضوء على الحادث الإرهابي الذي استهدف أول أمس الأحد حافلة السياح الكوريين في منطقة طابا، إلى جانب اهتمامها بإعداد النصوص القانونية للانتخابات الرئاسية المصرية القادمة. فتحت عنوان "تحديد هوية انتحاري هجوم طابا"، كتبت يومية (الأهرام) أن "الأجهزة الأمنية كشفت عن أن الحادث الإرهابي في طابا تم تنفيذه بواسطة انتحاري تسلل إلى الحافلة السياحية وفجر نفسه"، مشيرة إلى ما أعقب الحادث من إدانة دولية واسعة، ولجوء السلطات المصرية إلى تشديد الاجراءات الأمنية في سيناء. ومن جهتها ،علقت صحيفة (المصري اليوم) على الحادث قائلة "إن السياحة المصرية تدفع الثمن"، بعدما أشارت إلى أن انتحاريا يقف وراء تفجير طابا. وتناولت المقالات الرئيسية لعدد من الصحف المصرية الأخرى الحادث نفسه حيث تحدثت يومية (الجمهورية) في صفحتها الأولى عن "الكشف عن انتحاري أوتوبيس طابا خلال ساعات.. والنيابة تفرغ كاميرات المراقبة" ،وتحدثت صحيفة (الوطن)عن كون" الجيش يبدأ في تطهير منطقة رأس سدر، من فلول الإرهابيين بعد تفجير طابا"، فيما تطرقت جريدة (الأخبار) للموضوع نفسه تحت عنوان"حكايات الدم والدموع في حادث طابا". أما بخصوص الإعداد للنصوص القانونية المؤطرة للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، فقد تحدثت يومية (الشروق) عن كون "مشروع قانون الانتخابات الرئاسية يحصن اللجنة العليا"،في حين كتبت صحيفة (اليوم السابع) أن "الرئيس يصدر قانون الانتخابات الرئاسية خلال أيام"، بينما أوردت صحيفة (المصري اليوم) أن "مجلس الدولة يتسلم قانون الانتخابات الرئاسية" . وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على مستجدات الأزمة السورية، حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)، أن الجيش السوري الحر (المعارض)"دخل مرحلة جديدة ،ترمي إلى ترتيب أوضاع بيته الداخلي مع إعلان عزل رئيس هيئة الأركان العميد سليم إدريس من منصبه، وتعيين رئيس المجلس العسكري في القنيطرة العميد الركن عبد الإله البشير محله والعقيد هيثم عفيسة نائبا له". وأشارت صحيفة (العرب) إلى أن إقالة اللواء سليم إدريس من رئاسة المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر"كانت منتظرة منذ فترة"، مضيفة أن هذه الإقالة "تأتي كأول خطوة في التقييم الشامل الذي قرر الجيش الحر أن يجريه بعد فشل الحوار مع النظام في جنيف، وهو حوار كان إدريس أحد المراهنين عليه رغم معارضة غالبية القيادات لفتح قنوات حوار مع الأسد واعتبارها خطا أحمر". أما صحيفة (القدس العربي)، فنقلت عن الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي إلى سورية ووسيط المفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين، انزعاجه من مناورات وفد النظام السوري، خلال المفاوضات، وسعيه في كل جلسة لعرقلتها، مبرزا أن الوفد كان يناور في كل نقطة يطرحها الإبراهيمي للتفاوض ويتنصل ويطالب بمهلة للتشاور مع دمشق قبل إعطاء موافقة من عدمها. واعتبرت صحيفة (الحياة)، من جانبها أن "الحرب السورية" احتدمت أمس على "الجبهة" الأمريكية- الروسية، مشيرة إلى أنه بعد انتقادات حادة وجهها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو محملا إياها مسئولية "تعنت" نظام الرئيس بشار الأسد في مفاوضات جنيف، رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعنف مماثل أمس على الموقف الأمريكي، وأكد أن بلاده لن تسمح لمجلس الأمن بإصدار قرار للتدخل في سورية تحت ذريعة الوضع الإنساني، واتهم أطرافا بالعودة إلى تبني الخيار العسكري عبر محاولات خلق هياكل جديدة للمعارضة السورية تعارض المسار السياسي.واهتمت الصحف الأردنية بالإعلان المفاجئ للزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، خاصة من حيث توقيته وانعكاساته على الحياة السياسية في العراق. ففي مقال بعنوان"مقتدى الصدر.. اعتزال بشر بزلزال"، كتبت صحيفة (الدستور)،"بإعلانه اعتزال السياسة والعمل السياسي، يكون مقتدى الصدر قد خلط الأوراق جميعها، لا بل قد قلب الطاولة على رؤوس كثير من اللاعبين في العراق ... وسنحتاج الى بضعة أيام - وربما أسابيع - للتعرف على الأثر الذي سيحدثه هذا القرار المفاجأة، على مجريات العملية السياسية في العراق، ومستقبل العلاقة بين مختلف المكونات، ونتائج الانتخابات النيابية المقبلة في العراق، ومصير الولاية الثالثة التي يتطøلع إليها بشوق، رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، لكن المؤكد أن قرار الاعتزال قد بشøر بزلزال". وأردفت الصحيفة "هي ليست المرة الأولى التي يصدر فيها قرار من هذا النوع عن الزعيم ذي التأثير الشعبي الوازن في الوسط الشيعي العراقي، بيد أن توقيت القرار وانعكاساته، قد جعل منه نقطة تحول في مجريات السياسة الداخلية في العراق ... فالرجل نجح في الأعوام الأخيرة بمد جسور من الثقة والتعاون مع بقية المكونات العراقية من سنية ومسيحية وكردية، ونجح في تقديم نفسه وتياره، كمحاور معتدل ومقبول، في مواجهة المالكي الذي اعتمد خطا متشددا، مصبوغا بطابع مذهبي لم يخف على أحد". من جهتها، كتبت صحيفة (الرأي)، أنه "بإعلان زعيم التيار الصدري، اعتزال الحياة السياسية، وقراره اغلاق المكاتب التابعة للتيار وعدم السماح بتمثيلها أو التحدث باسمها تحت أي عنوان، يمكن القول أن قواعد اللعبة السياسية (كذلك الطائفية والمذهبية)، قد تغيرت وبات على الجميع - إذا ما مضى الصدر في اعتزاله حتى النهاية - إعادة النظر في تحالفاتهم وقوائمهم الانتخابية ومواقفهم السياسية، خاصة وأن التوقيت الذي اختاره الرجل لم يكن صدفة (قبل شهرين من موعد الانتخابات البرلمانية)، بل اراد من ورائه إحداث صدمة ما، دون أن يعني ذلك احتمال عدم رجوعه عن قراره هذا". أما الصحف السودانية فقد واصلت تسليط الضوء على المفاوضات الخاصة بالنزاع في منطقتي (جنوب كردفان) و(النيل الأزرق) الجارية منذ الخميس الماضي بأديس أبابا بين حكومة الخرطوم ومتمردي قطاع الشمال. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة ( الانتباهة ) " لقد بات واضحا أن هناك محاولات تقوم بها أكثر من جهة ، لإفشال المفاوضات الجارية بين الحكومة وقطاع الشمال بالحركة الشعبية ،(..) فالطرح الذي تقدمت به الحركة الشعبية ووفدها ،المصادرة إرادته بواسطة رئيسه ياسر عرمان ومن خلفه عدد من الخبراء الذين تم استجلابهم ، قصد تفخيخ التفاوض ونسفه وتحميل الحكومة مسئولية ذلك حتى ترفع القضية برمتها الى مجلس الأمن الدولي لمعاقبة الطرف الذي تسبب في عدم وضع حد للحرب ووقف نزيف الدم". ورأت صحيفة ( الرأي العام) من جهتها أنه " إذا ما انتهت جولة المفاوضات الحالية دون اتفاق فإن الخاسر الأكبر هو قطاع الشمال والجبهة الثورية وستكون النتيجة الطبيعية أن تتواصل وتزداد العمليات العسكرية الحالية والتي هزمت فيها قوات التمرد والجبهة الثورية"،مبرزة الدور الهام الذي قامت به الآلية الإفريقية لمد جسور التواصل بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال والذي أفلحت من خلالها في عقد جولة تفاوضية جديدة بين الجانبين لم تكن تنتظرها الساحة ولا تتوقع سهولة الجلوس للحوار مرة أخرى ،خاصة بعد خلافات الجولات الماضية. أما صحيفة (اليوم التالي) فوصفت المفاوضات مع قطاع الشمال بالعبثية التي لا طائل منها، مشددة على أن المطلوب من الحكومة أن تحث المجتمع الإقليمي والدولي على إلزام قطاع الشمال المفاوضات في النطاق الذي حدده القرار الدولي رقم 2046 . وأشارت صحيفة (التغيير) من جانبها الى أن وفد الحركة الشعبية (قطاع الشمال) وافق على العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة مع وفد الحكومة ، في وقت تنتظر فيه الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ردا من الوفد الحكومي على مقترحات باستئناف المفاوضات. وتطرقت الصحيفة ذاتها إلى لقاء جمع أمس رئيس حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي مع سفراء الدول الغربية المعتمدين بالخرطوم ، تم خلاله بحث الأوضاع السياسية في السودان ،خاصة عقب قبول الحزب الدخول في حوار تشارك فيه كافة القوى السياسية بالبلاد استجابة للنداء الذي وجهه حزب المؤتمر الوطني الحاكم مؤخرا. وتوقفت صحيفة (السوداني) من جهة أخرى عند اتهام دولة جنوب السودان للخرطوم بقصف مواقع بولاية أعالي النيل بواسطة طائرات أنتونوف ، ونفي القوات المسلحة السودانية لذلك ، مبرزة أن إرهاصات حراك عسكري على الحدود بين السودان وجنوب السودان ، وارد الحدوث في ظل حديث في جوبا يتعلق بدعم الخرطوم لقوات المتمرد رياك مشار ووصول رئيس اللجنة الأمنية من جانب السودان أمس بشكل مفاجئ الى أديس أبابا لإبلاغ الاتحاد الإفريقي بالتوترات التي تشهدها منطقة آبيي الحدودية والتواجد المتزايد للحشود العسكرية من ناحية دولة جنوب السودان. وأولت الصحف القطرية اهتماما بواقع العلاقات الخليجية - الخليجية في ضوء الزيارة القصيرة التي قام بها أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدولة الكويت والمباحثات التي أجراها مع أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح ، ملاحظة أن هذه الزيارة جاءت في ظل ظروف خاصة تمر بها المنطقة العربية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الراية) أن مشاركة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الاجتماع الذي عقده أمير الكويت مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون"تؤكد على أهمية الزيارة بالأخص على مستوى العمل الخليجي المشترك ،خاصة وأن القيادتين القطريةوالكويتية أكدتا في أكثر من مناسبة على أهمية تنقية الأجواء الخليجية بتفعيل العمل المشترك وتفعيل مؤسسات مجلس التعاون." وتحت عنوان " قطروالكويت.. المصالح والهموم مشتركة "، أكدت صحيفة ( الوطن) في تعليق لها على أن " للتواصل بين الدول على مختلف المستويات وكافة الأصعدة خير عميم" ،مضيفة أن هذا "التواصل حين يتم على مستوى الزعامات، يعزز العلاقات أكثر فأكثر، ويقويها، وتنفتح بالتالي على آفاق أرحب ويتسارع الخير العميم"، مبرزة أن ما " تشهده هذه المنطقة الحساسة، من تعقيدات وأزمات في المحيط المجاور، يستدعي بالضرورة التشاور، وتبادل الرأي، على أعلى المستويات ". ومن جهتها ،نوهت صحيفة (الشرق) بأهمية "القمة الاستثنائية"، التي شهدتها الكويت أمس، نظرا للظرف الاستثنائي الذي انعقدت في إطاره "،مبرزة أن هذه القمة "أكدت على متانة ورسوخ العلاقات بين دول الخليج وقدرتها على تجاوز جميع السحب العابرة وتساميها فوق أي خلاف قد يحاول البعض الصيد في مياهه، وتعكيرها بما لا يخدم مصالح العائلة الخليجية الواحدة". وفي لبنان،اهتمت الصحف المحلية بالبيان الوزاري الأول المرتقب للحكومة الجديدة ،والمشاورات بشأنه بين الفرقاء السياسيين . وفي هذا السياق كتبت صحيفة (الأخبار) "يبدو أن التفاهم الحكومي يحمل أبعادا أعمق من جلوس ممثلي القوى المتخاصمة إلى طاولة مجلس الوزراء (...) فيوم أمس أعلن زعيم (تكتل التغيير والإصلاح) ميشال عون عن قيامه بوساطة بين حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري، بالتزامن مع إعادة تفعيل قناة التواصل الأمنية السياسية بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، متسائلة "هل باتت البلاد أمام مشهد سياسي جديد قوامه تحالف خماسي في الحكومة، يمكنه إدارة هدنة تسمح بانتخاب رئيس جديد للجمهورية" . أما صحيفة (المستقبل) فقد أشارت الى أنه " فيما دخل الرئيس تمام سلام السرايا أمس وباشر مهامه بالاستماع الى رسائل دعم دولية وعربية مباشرة، وتدخل الحكومة الى اجتماعها الأول في القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم لتباشر أولى مهامها من خلال تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، أكد مصدر قيادي في (تيار المستقبل)، حصول لقاء بين الرئيس الحريري والعماد ميشال عون ،لكنه لم يكن في إطار أي وساطة مع (حزب الله). ومن جانبها، كتبت صحيفة (السفير) أن "عوامل عدة أفضت إلى بلوغ النهاية السعيدة لحكومة الرئيس تمام سلام الأولى، لكن السؤال المطروح: هل يمكن لهذا المسار أن يجعل الحكومة تنتج بيانا وزاريا تنال الثقة على أساسه، أم أن مسار التأليف لن يسري بالضرورة على البيان والثقة¿ وهل للفرصة الحكومية أن تنسحب على الاستحقاق الرئاسي، أم أن العوامل التي تتحكم في هذا الاستحقاق منفصلة ومتصلة في آن معا، عن الاستحقاق الحكومي.