"أبناء الآسيويين هم الأكثر نجاحا في التعليم الدراسي، يتلوهم الأفارقة، ويأتي في المرتبة الأخيرة أبناء المهاجرين من أبناء المغرب العربي", تلك هي خلاصة دراسة أظهرت أنه رغم أن المغاربيين وأبناءهم يعدون أكبر نسبة من المهاجرين وأقدمهم من بين موجات الهجرة، فإنهم مازالوا في أدنى سلم النجاح المدرسي. "" وكشفت الدراسة التي نشرت أول أمس الإثنين ، وأجريت على 6 آلاف شخص و20 ألفا من أبنائهم أن النظام التربوي الفرنسي بيّن نجاعته في عملية إدماج أبناء المهاجرين في النظام التربوي الفرنسي بالرغم من بعض التعثرات التي تعيشها بعض الأقليات. وأشرف على الدراسة الأستاذان في علم الاجتماع "كولدين أتياس دونفيت" و"فرنسوا شارل ولف"؛ وهي دراسة تم إنجازها على مدار عدة أشهر وشملت مناطق مختلفة من فرنسا، وليس بالضرورة أحياء الضواحي الفقيرة التي يتجمع بها المهاجرون. وبينت الدراسة أن أبناء المهاجرين الآسويين هم الأكثر نجاحا في التعليم الدراسي؛ إذ وصل 26% منهم إلى مرتبات عليا، فيما تحصل 20% من أبناء نفس الأقلية على الشهادة الجامعية، ويأتي في المرتبة الثانية في ترتيب النجاح أبناء المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء حيث وصل 18 % من أبنائهم إلى مستويات عليا، كما حصل 18.8% منهم على الشهادة الجامعية. ويأتي في المرتبة الأخيرة في ترتيب الأقليات أبناء المهاجرين من سكان المغرب العربي حيث لم يصل منهم إلا 7,1 إلى المراتب العليا، فيما لم يحصل منهم إلا 13,1 على الشهادة الجامعية، ويمثل نسبة الذين لا يملكون أي شهادة جامعية في هذه الفئة نسبة 23,7 من مجموع الأقليات المهاجرة. وفيما يتعلق بأبناء المغرب العربي، أشارت الدراسة إلى صعوبة خاصة يواجهها أبناء المهاجرين الجزائريين وبعض بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وقالت: إن "الكثير من أبناء الجالية الجزائرية يغادرون المدرسة في وقت مبكر ويلجأ الكثير منهم إلى الانحراف". الحرب والاستعمار من جهتها، أرجعت الباحثة الاجتماعية "كلودين اتياس دونفيت"، ارتفاع نسبة التسرب المدرسي عند أبناء الجزائريين إلى علوق آثار الحرب الجزائرية والاستعمار في ذاكرة المهاجرين الجزائريين. وقالت: "آثار الحرب الجزائرية وتاريخ الاستعمار ما يزال عالقا في الذاكرة الجماعية للمهاجرين الجزائريين", مضيفة: "من المفارقات أن الجالية الجزائرية ظهر منها أفراد متعصبون لقيم الجمهورية الفرنسية بشكل كبير كما ظهر منها أفراد رافضون تماما لقيم الجمهورية الفرنسية". وتحتل "فضيلة عمارة" التي تعود إلى أصول جزائرية مرتبة وزيرة مكلفة بسياسة المدينة في حكومة رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا فيون. وتعتبر فضيلة عمارة من بين أكثر الشخصيات الفرنسية دفاعا على القيم العلمانية للجمهورية. وتعتبر الأقلية المغاربية، أكبر جالية عربية في فرنسا حيث يبلغ عددها حوالي أربعة ملايين من جملة ما بين 5 و6 ملايين مسلم يعيشون بفرنسا، فيما لا يمثل الآسيويون إلا نسبة قليلة لا تتعدى حوالي المليون شخص، بحسب العديد من المراقبين. *مراسل شبكة إسلام أونلاين في فرنسا