اعتبرت خبيرة بريطانية في مجال السياسات العامة أنه ليس ثمة دولة يمكن اعتبارها نموذجا يمكن اتباعه بعد التطورات التي عرفها العالم العربي في السنوات الأخيرة في إطار ما يعرف ب "الربيع العربي". وقالت كلير سبنسر، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية في المملكة المتحدة "شاثام هاوس" إنه "بعد الربيع العربي، لا يمكن القول إن هناك أية دولة تشكل النموذج الذي يجب اتباعه، إذ أن لكل دولة خصوصياتها".. وأشارت إلى بروز احتجاجات قريبة مما عرفته بعض الدول العربية في وقات سابق في العديد من الدول خاصة في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وفنزويلا. وعن المغرب، قالت الخبيرة البريطانية إن "خصوصية المغرب تتجلى في حسن تعامله مع التنوع الذي يعرفه لغويا وإثنيا، وثقافيا".. وأكدت سبنسر أن هذه الخصوصية لا تعفي من ضرورة "إيجاد نماذج جديدة للتفاعل، أبرزها تطوير القطاع الخاص، والذي إن كان يعرف انتعاشا قويا في المغرب، فلابد من دعمه أكثر لتوفير فرص عمل ستسمح بالتفاعل مع محيطه الخارجي خاصة أوروبا". كما نبهت سبنسر أيضا إلى أهمية الدور الذي يضطلع به التعليم في صناعة مستقبل أي بلد.. وفي الإطار ذاته، أشارت الخبيرة البريطانية إلى أن اختيار لغات التدريس أمر هام بالنسبة لبلد يتكلم عدة لهجات كالمغرب، عرف تجربة الحماية الفرنسية، وتدرس به اللغة الإنجليزية التي يقبل عليها الشباب لما تفتحه من آفاق، على حد قولها الذي دعت ضمنه الحكومة المغربية إلى الاقتداء بتجربة جزر الموريس في التعليم، والتي يتم فيهت تدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية معا منذ سن الثالثة. وكان المغرب قد شهد في شهر نونبر الماضي، جدلا حادا بين دعاة تدريس للدارجة المغربية في سنوات التعليم الابتدائي، تزعمها الناشط المدني نورد الدين عيوش، وبين من يعتبر هذه الدعوة ردة لغوية وتهديد للوحدة الوطنية، كما رأى المفكر والمؤرخ المغربي الشهير عبد الله العروي. والمعهد الملكي للشؤون الدولية، منظمة بريطانية غير حكومية معروفة باسم "شاثام هاوس"، تأسس في عام 1920، ويتخذ من لندن مقرا له، ويعنى بوضع دراسات حول مجالات كالطاقة والبيئة، والاقتصاد الدولي، والأمن الدولي، والقانون الدولي. وتجد تحليلات المعهد الملكي للأحداث طريقها إلى جميع مناطق العالم، وقد صنفته مجلة "شؤون خارجية" الأمريكية المتخصصة في السياسات الدولية، ضمن أفضل معاهد الأبحاث.. وأنشأت "شاتام هاوس" في 2005، جائزة تحمل نفس الاسم، تمنح سنويا لأكثر شخصية تسهم في تطوير العلاقات الدولية على مدار العام.. وسبق للرئيس التونسي منصف المرزوقي، وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية، أن حصلا على هذه الجائزة في عام 2012. * وكالة أنباء الأناضول