شمال إفريقيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية (شاتام هاوس)، الذي يوجد مقره بلندن، أن التنمية الاقتصادية تمثل مكونا أساسيا للاستراتيجية الجيو-سياسية للمغرب، البلد الذي يملك نظرة شمولية لموضوع اندماجه داخل الاقتصاد المعولم. وكانت السيدة سبنسر تتحدث خلال محاضرة ألقتها ، مساء أمس الثلاثاء بمقر المدرسة الاقتصادية بلندن في إطار برنامج هذه الأخيرة الخاص بالشؤون الدولية للشرق الأوسط ، حيث أبرزت الجهود التي بذلها المغرب، خاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. وقالت هذه الخبيرة المعروفة باطلاعها الكبير على قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمام حضور ضم باحثين وصحفيين وطلبة، إن "المغرب يستحق التنويه عن رؤيته للاندماج في الاقتصاد المعولم، إذ يعمل بشكل حثيث على تنويع علاقات الشراكة مع عدد من البلدان والمناطق". ++ رؤية واسعة لتنويع الشراكات ++ وأشارت السيدة سبنسر إلى أن المغرب يتوفر على رؤية واسعة تروم تنويع علاقات الشراكة"، وأن هذه الرؤية تشمل بلدانا ومناطق كالصين وأوربا والأمريكتيين الشمالية واللاتينية. وذكرت بأن المغرب شرع في برنامج للإصلاحات منذ 30 عاما ،شددت على أهمية الأوراش الجارية بالمملكة، مبرزة وجاهة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي مكنت المغرب من تحقيق إنجازات مهمة. وفي هذا السياق، لم يفت المحاضرة الإشارة إلى الانخفاض الملموس المسجل في نسبة الأمية والبطالة بالمغرب، موردة في ذلك أرقاما خاص صادرة عن البنك الدولي. وأكدت أن المغرب عرف كيف يحول التحديات التي تواجهه إلى "قوة محركة" للدفع بنسيجه الاقتصادي، مستدلة ، في هذا الصدد ، بالبرنامج الطموح المتعلق بتطوير الطاقة الشمسية، والذي سيمكن المملكة من احتلال موقع متميز على المستوى الطاقي العالمي. وأثارت المخططات الجديدة للتنمية الجهوية التي أطلقها المغرب اهتمام مسؤولة (شاتام هاوس) التي أشارت إلى أن هذه المخططات تروم على الخصوص ضمان توزيع أكثر عدلا للاستثمار عبر مجموع التراب الوطني. وأوردت ، في هذا السياق ، ميناء طنجة-المتوسط الذي يعد من بين أضحم المشاريع بالمنطقة المتوسطية. وسجلت السيدة سبنسر أن المغرب تمكن خلال السنوات الأخيرة من تحقيق نسبة نمو اقتصادي جيدة. واعتبرت هذه النسبة ثمرة الإصلاحات الماكرو-اقتصادية التي باشرها، والتي مكنت ، بالتالي ، الاقتصاد المغربي من التصدي لانعكاسات الأزمة الاقتصادية الدولية، مذكرة بالارتفاع المهم لعائدات السياحة وصناعة الفوسفاط. ++ طموح إلى التموقع كقطب تجاري ++ وتابعت السيدة سبنسر أن المغرب ، بإنجازاته الكبيرة ، يواصل جهوده الرامية إلى تعزيز علاقاته مع الاتحاد الأوربي الذي حصل معه على صفة الوضع المتقدم، مشيرة إلى أن المملكة تتطلع ، من خلال هذا الوضع ، إلى التموقع كقطب تجاري إقليمي بل وكقطب أساسي في إطار شراكة ثلاثية أطرافها أوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. ولاحظت أن الاستثمارات المغربية بمنطقة غرب إفريقيا، التي عرفت ارتفاعا جوهريا خلال السنوات الأخيرة، تقوي مثل هذا التوجه. وقالت إن الأمر يتعلق "باستراتيجية متناسقة للانفتاح على مناطق أخرى". ++ المغرب، بلد متمسك بهويته الثقافية ++ ولدى تطرقها لجانبي الثقافة والهوية، أكدت المحاضرة أن المغرب ، بالمقارنة مع بلدان أخرى بالمنطقة ، "يظل بلدا متمسكا بهويته الثقافية"، دون إغفال تعزيز علاقاته مع أوربا. وقالت إن "هذه الجهود تندرج في إطار رؤية إيجابية تبناها المغرب". وخلصت السيدة سبنسر إلى أن كل هذه المقومات تجعل المغرب متمسكا بمواصلة دوره ك"نموذج" وك"شريك استراتيجي" للولايات المتحدة وأروربا.