في تصعيد خطير للصراع بين أكبر فصيلين فلسطينيين، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفضها دخول رئيس السلطة الفلسطينية "المنتهية ولايته"، محمود عباس، إلى قطاع غزة "لأسباب أمنية"، في الوقت الذي وجهت فيه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، اتهامات ب"ممارسة الابتزاز" إلى نظيرتها حماس. "" كما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية، التي تسيطر على غزة، على لسان عضو مكتبها السياسي محمود الزهار، رفضها السماح بمغادرة أعضاء "فتح" الذين يعيشون داخل القطاع، للمشاركة في المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني، المقرر عقده بمدينة "بيت لحم" في الضفة الغربية، في الرابع من أغسطس/ آب المقبل. وقال الزهار، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، نقلها "المركز الفلسطيني للإعلام" الموالي لحماس السبت، إن مشاركة أعضاء فتح بقطاع غزة، في مؤتمر الحركة بالضفة، "رهن بالإفراج عن المعتقلين السياسيين من أبناء حماس"، في سجون السلطة الوطنية. وحول زيارة محتملة قد يقوم بها عباس إلى غزة، أكد الزهار: "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، لأسباب أمنية.. أولاً: كيف يمكن أن يعود أبو مازن في ظل هذا الوضع الأمني؟.. وكيف سيكون استقباله؟.. ثانياً: كيف سيكون تأثير ذلك في الناس الذين قتل أبناؤهم في المواجهات الأخيرة؟.. والذين دُمرت منازلهم.. والذين قُطعت رواتبهم بسبب هذه السياسة؟" وأشار الزهار إلى أن حركة "فتح" طلبت عن طريق "الراعي المصري" أن يخرج أكثر من 400 شخص من القطاع للمشاركة في المؤتمر، قائلاً: "الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة"، وأضاف: "إذا كانوا في السلطة يختطفون بحجة أنه لن يتم وقف ملف الاعتقال إلا بعد إنهاء الانقسام، فنحن أيضاً نقول إنه بعد انتهاء الانقسام يستطيع كل إنسان أن يتحرك بحرية." وقال "إن على حركة فتح أن تدفع فاتورة نجاح مؤتمرها، بأن تطلق سراح المختطفين من حماس، وقلنا إن أردتم أن تأخذوا خطوة في هذا الاتجاه سنأخذ خطوات في اتجاه تفكيك هذه القضية، فلا يمكن أن تختطفوا عناصر حماس دون وجه حق، وتصادروا حريتهم، وتعذبوهم، وتقتلوهم، وتريدون أن تأخذوا مقابل ذلك أن يشارك أعضاء المؤتمر من غزة، وأن يذهبوا إلى الضفة الغربية." من جانبه، رد وزير الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية، وأمين سر حركة فتح، حسين الشيخ، باتهام حركة حماس ب"ممارسة الابتزاز"، والسعي إلى "عرقلة وتخريب" المؤتمر العام السادس لحركة فتح، مضيفاً أنها "بإعلانها عن منع أعضاء فتح من السفر إلى بيت لحم، تؤكد (حماس) على سياساتها وقناعاتها بعدم الإيمان بالآخر، ومحاربة التعددية السياسية." ويُعد المؤتمر السادس لفتح هو أول مؤتمر عام للحركة يُعقد داخل المناطق الفلسطينية، كما أنه الأول منذ نحو 20 عاماً، ومن المتوقع أن يشارك فيه ما يزيد على 1500 عضو من قيادات الحركة، من بينهم 400 ممن يعيشون في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس منذ أكثر من ثلاث سنوات.