قال المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، إن نجاح المؤتمر الوطني الخامس هو دليل على "الصحة التنظيمية التي يعيشها الحزب"، وذلك ردا على ما راج بشأن وجود أزمة داخلية عقب تفجر متابعة قياديين بارزين بالحزب ضمن شبكة الاتجار الدولي بالمخدرات لزعيمها المعروف ب "إسكوبار الصحراء". وبخصوص الجدل الذي رافق انتخاب القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، اعتبر بنسعيد، في حوار مع هسبريس، أن هذا الخيار هو طريقة جديدة في الساحة السياسية، ولكن ليس أول تجربة في التاريخ السياسي للمملكة أو في العالم، وقال: "هناك تطورات في العالم تدفع التنظيمات السياسية إلى تطوير ذاتها من أجل التجاوب مع الإشكالات التي يعيشها المجتمع. القيادة الجماعية جاءت لتجيب عن الإشكالات التي تعيشها الساحة السياسية المغربية". طي صفحة "إسكوبار الصحراء" وأضاف عضو القيادة الجماعية ل"البام" أن الحزب طوى صفحة "إسكوبار الصحراء"، وقال: "الموضوع لا يهم تنظيميا البام وطوينا هذه الصفحة"، مقرا بأن الواقعة شكلت "صدمة إنسانية" بحكم العلاقات التي كانت تجمع أعضاء "الجرار" بالشخصيتين المتورطتين في الملف. وشدد المتحدث على أن القيادة الجديدة ستعمل على تطوير وثيقة الأخلاقيات والقيام بمراجعة شاملة للأمور التنظيمية والانتخابية للمساهمة في إصلاح الساحة السياسية، رافضا استغلال ملف "إسكوبار الصحراء" لتوجيه اتهامات للحزب بكونه "يحمي ويأوي تجار المخدرات"، بتعبير الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، عندما وجه اتهاما كبيرا إلى خصمه السياسي. ورفض بنسعيد الدخول في حرب الردود بعد اتهامات بنكيران، وقال إن القيادة الحزبية لا ترغب في الدخول في هذا النوع من "البوليميك" ومن يتوفر على أي شيء فعليه أن يتوجه إلى القضاء، معتبرا أن مثل هاته التصريحات هي محاولة من "البيجيدي" لخلق "البوز" والتغطية على الحصيلة الحكومية لحزب العدالة والتنمية طيلة عشر سنوات. وردا على التصريح القوي لعبد الحكيم بنشماش، الأمين العام الأسبق للحزب، خلال حوار حصري مع هسبريس عشية المؤتمر، وغيابه عن الأخير إلى جانب جميع الأمناء السابقين، أكد بنسعيد أنه تم "توجيه الدعوة إلى جميع القيادات السابقة من أجل حضور المؤتمر الأخير، غير أن اثنين أو ثلاثة منهم كانوا خارج أرض الوطن وعبروا عن ذلك، بينما هناك من اختار التعبير عن الغياب من خلال موقفه عبر هسبريس". وانتقد بنسعيد خرجة بنشماش، وقال: "لا أحد يمنع القيادات السابقة من التعبير عن موقفها داخل المؤسسة الحزبية، سواء في المكاتب السياسية أو المجالس الوطنية أو حتى داخل المؤتمر إذا كانوا فعلا متشبثين بمشروع الحزب". حصيلة وزراء "البام" أقر وزير الشباب والثقافة والتواصل، في حواره مع هسبريس، بأن التشغيل يمثل تحديا للحكومة في الفترة المقبلة (البام يدبر حقيبة التشغيل)، وذلك بعد ارتفاع معدل البطالة في المغرب إلى 13 في المائة خلال 2023، وهو أعلى مستوى منذ عام 2001، ليزيد عدد العاطلين بالبلاد إلى 1.5 مليون شخص. وبرر بنسعيد ذلك بتأثير جائحة كورونا على حجم الاستثمارات في المغرب، إضافة إلى تداعيات الجفاف للسنة السادسة على التوالي في المغرب. وكشف أن الحزب سيعرض حصيلة وزرائه بعد مرور نصف الولاية الحكومية خلال الأيام المقبلة. وردا على سؤال حول "توريط وهبي للحزب في معارك مع فئات مهنية عديدة كان البام في غنى عنها"، رد بنسعيد بأن الأمين العام السابق هو "رجل ذو قلب طيب ولكن كيْزْكلْها مرة مرة في المجال التواصلي، ولكنه يقوم بعمل جبار في قطاع العدل". وأقر عضو القيادة الجماعية بأن الاستحقاقات المقبلة تشكل فعلا تحديا لحزبه، لكنه سيمضي إليها بطموح الحصول على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية لسنة 2026. وعما يروج بشأن قرب القيام بتعديل حكومي، اعتبر بسعيد بأن التعديل الحكومي أمر يجري به العمل في جميع الحكومات، ومن يقرره فيه هو الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة كرئيس للأغلبية، بالتنسيق مع القيادات المشكلة للتحالف.