خيمت قضية تاجر المخدرات الدولي المعروف ب"إسكوبار الصحراء" على مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة الخامس المنعقد ببوزنيقة، خلال مناقشة التقارير المالية والأدبية. واتهم أحد أعضاء المجلس الوطني للحزب، خلال هذه الجلسة، قيادة التنظيم السياسي بترك سعيد الناصري، القيادي ورئيس نادي الوداد البيضاوي، المعتقل الأبرز في ملف الاتجار بالمخدرات، يتحكم في الحزب على مستوى جهة الدارالبيضاءسطات. وقال العضو في كلمته أمام أعضاء المكتب السياسي: "سنكون نكذب على أنفسنا. الناصري في الدارالبيضاء كان هو الحزب"، مضيفا: "تم منحه كامل الصلاحيات، كان 'يذبح ويسلخ'، ويحضر مع ممثلي أحزاب الأغلبية في الجهة أثناء المفاوضات". ولم يقف المتحدث عند هذا الحد، بل نوه بمستوى تكوين ممثلي أحزاب الأغلبية بالجهة، في شخص المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار الوزير السابق محمد بوسعيد، ثم القيادي المنسق الجهوي لحزب الاستقلال فؤاد القادري، مردفا: "هذا بينما ممثل حزبنا خريج المتوسط الأول، وتبين في ما بعد لماذا استأثر بتسيير الحزب". وتابع عضو "البام" بأن مطلب أعضاء الحزب على مستوى جهة الدارالبيضاءسطات يتمثل في عقد مؤتمر جهوي بدل جعل التنظيم في يد شخص أو ثلاثة أشخاص. وخرجت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، للدفاع عن التنظيم السياسي في هذه القضية التي هزت أركانه قبيل أسابيع من عقد المؤتمر. وقالت المنصوري بحدة أمام المؤتمرين: "نحن مع حرية التعبير، ومستعدون للحديث عن الأخطاء ومناقشتها، والكمال لله، ومن لا يشتغل لا يخطئ"، قبل أن تضيف: "الأسابيع الأخيرة عشنا فيها صدمة، وليس أزمة"، في إشارة إلى توقيف كل من سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق. وزادت الوزيرة في حكومة عزيز أخنوش: "تلقينا الخبر بالطريقة نفسها التي تلقيتموها. هؤلاء كانوا أصدقاء لنا ولذلك فوجئنا، 'وكاين لي ما نعسش، وكاين لي قال هذا فيلم'"، مردفة: "لذلك لا تحملوننا المسؤولية. الخصم السياسي حاول تحميلنا المسؤولية ونحن لا نتحمل أي شيء". وردت المتحدثة على اتهامات نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي بكون حزب الأصالة والمعاصرة يتلقى التمويل من عائدات المخدرات قائلة: "نحن نتحداهم، نؤكد أنه 'ما كاينش درهم ديال الحرام لي دخل عليكم'". وعقبت المنصوري على ما ذهب إليه عضو المجلس الوطني بشأن تحكم الناصري في الحزب على مستوى الدارالبيضاء، مؤكدة أن المعني بالأمر "كانت له القدرة على التواصل مع المناضلين، وهم كانوا راضين بذلك... الناصري كانت له جماهير 'تابعاه' في الدارالبيضاء". وتحدثت القيادية في "البام"، في ختام كلمتها، عن أن "الساحة السياسية ككل تعاني، وعليها أن تعيد النظر في نفسها"، مشيرة إلى أن "مناضلي الحزب بالدارالبيضاء لم يتقدم أحد منهم لإخبار القيادة بهذا الوضع، وبالتالي عليهم تحمل المسؤولية"؛ وعادت لتؤكد على ضرورة احترام القضاء الذي بات الملف بين يديه، لافتة إلى أن "الحزب يحترم المؤسسات، ولهذا لم يعبر وزير العدل الأمين العام عن موقف من الأمر".