القيمة الإنسانية للمرضى تصبح في الحضيض بالمستشفيات العمومية يشكو العديد من المرضى الذين يقصدون مختلف المستشفيات عبر تراب المملكة من نقص كبير في خدمات الأشعة والسكانير. "" وأجمعت تصريحات العديد من المرضى الذين اضطرتهم الظروف لطلب العلاج بالمستشفيات العمومية، بالعديد من مدن المملكة ، أنهم يصطدمون كثيرا بنقص أو غياب الوسائل العلاجية ، خاصة مصالح الأشعة، التي بدأت في السنوات الأخيرة تعرف تدهورا من سنة لأخرى بسبب تلاعب بعض مستخدمي تلك المصالح أجهزتها وتماطلهم في تقديم الخدمات للمرضى بحجج واهية كتعطلها، بل إن بعضهم على غرار ما يحدث بمستشفى الحسني بالناضور يبرر الأمر بنفاذ المادة الضرورية لعمل جهاز السكانير التي يتم الحصول عليه من أوروبا، علما أن مصلحة الأشعة بهذا المستشفى يضيف محدثنا لم يمض على تدشينها سوى شهور معدودة ، الشيء الذي يخلف استياء كبيرا لدى المرضى وذويهم ، خاصة بعد أن أفرغت العيادات والمخابر الخاصة جيوبهم، سيما وأن تكلفة الخضوع لأشعة السكانير غالية الثمن . وأضاف المتضررون أنه إذا كان البعض يتجهون إلى مراكز التصوير الخاصة لإجرائها بأثمان باهظة، و البعض الآخر يستعملون الوساطة للعلاج، أو ما يعرف ب " " الوساطة " أو " أبوك صاحبي" للاستفادة من العلاج في وقت قياسي، وهذا الحال أصبح يسود أغلب المستشفيات ، فإن المرضى ذوي الدخل المحدود وليست لديهم وساطة، يقفون عاجزين عن الوصول إلى إجراء هذا الجهاز تحت حجج مختلقة يرميها الأطباء والممرضون على أسماعهم كلما توجهوا إلى المصالح المختصة،الأمر الذي يضطرهم لانتظار شهور ريثما يصل موعدهم والذي غالبا لا يصل في موعده أي أنهم يكونون قد فارقوا الحياة قبل الموعد المحدد خاصة وأن معظمهم يكونون متقدمين في المرض أويعانون من أمراض خبيثة وقاتلة . فخلال جولة سريعة بين ردهات بعض المستشفيات بكل من الدارالبيضاء والرباط ووجدة والناضور وفاس وطنجة ، التي تتوفر على مثل هذه الأجهزة ، صدمنا بطوابير واسعة من المرضى ينتظرون وصول دورهم لإجراء السكانير أو أشعة الليزر . وأكد المرضى في تصريحاتهم، على أنهم يعيشون معاناة حقيقية، إلا أنهم لا يستطيعون تغيير الوضع، قائلين إن الانتظار سيد الموقف خاصة أن معظمهم لا يستطيعون إجراءها في العيادات الخاصة لارتفاع ثمنها، الأمر الذي يزيد من حدة مرضهم. ليبقى التساؤل عن دور وزارة الصحة والمجهودات التي ما فتئت تتغنى بها لتحسين نوعية الخدمات بمختلف المؤسسات الإستشفائية، وتزويدها بمختلف الوسائل الحديثة التي من شأنها تخفيف معاناة المرضى، إذ كثيرا ما نسمع عن ما يسمى بتحسين القطاع الصحي و تطويره بينما لا نلاحظ سوى تدهوره وتبعثره خاصة على مستوى الخدمات، كما هو واضح للعيان فحالة المرضى الذين قدر لهم الله دخول المستشفيات العمومية أو كما يسمونها ب"المجازر البشرية" ، يفاجئون بخدماتها مزرية ، تنعدم فيها الإنسانية حيث غالبا ما تصبح حيالها قيمتهم الإنسانية في الحضيض، تستدعي من الوزيرة " بادو" القيام بجولة ميدانية للإطلاع على وضعية المستشفيات العمومية التي تسهر عليها وزارتها ، لتقف على مدى الشلل الذي أصاب هذه المؤسسات الحساسة وتذمر المغاربة منها. [email protected]