فِي الوقت الذي كانت تعوّل فيه المملكة المغربية، على دعم القارة الإفريقية لها، من خلال التصويت لصالح الملف المغربي في سباق ترشحه لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، أمام الملف المنافس المشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا والمكسيك، تراجعت بعض الدول عن دعم المغرب، فيما تحوم الشكوك حول مجموعة من الدول الأخرى، التي قد تخضع لضغوطات الرئيس الأمريكي بالنظر إلى مجموعة من العوامل. ويبدو أن الرئيس الأمريكي كان ذكيا في اختياراته، إذ وجه بوصلته إلى القارة الإفريقية التي تضم دولا ضعيفة ومغلوب على أمرها، وأخرى تستفيد من دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك للضغط عليها قصد سحب دعمها للمغرب والتصويت لصالح الملف الأمريكي في ال13 من يونيو المقبل، وإلا سيكون مصيرها حرمانها من المساعدات المالية والأمنية، خصوصا أن ميزانية البعض منها مبينة على دعم أمريكي. دولة جنوب إفريقيا كانت أول الدول الخاضعة لتهديدات الرئيس دونالد ترامب، حيث سحبت دعمها للملف المغربي مباشرة بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس أمريكا، متبوعة بدولة ليبيريا التي أعلنت عن دعم الملف الأمريكي، على الرغم من العلاقة الكبيرة التي تجمع رئيسها جورج وياه بالمغرب.. دولتان فقط أعلنتا بشكل رسمي عن تراجعهما عن دعم المملكة المغربية، وما خفي كان أعظم. مصادر "هسبورت" أكدت أن العديد من مسؤولي الدول الإفريقية، تواصلوا مع رئيس الجامعة، فوزي لقجع، أو عبر رئيس لجنة "موركو2026"، مولاي حفيظ العلمي، أو من خلال القنوات الدبلوماسية، ليعبروا عن أسفهم لتعذّر إمكانية تصويتهم على الملف المغربي، لأسباب سياسية واقتصادية، نتجت عن ضغوط أمريكية مباشرة، خصوصا، في وقت تشجعت أخرى وأعلنت عن قرارها بشكل علني ورسمي. دول إفريقيا أخرى، غير تلك التي وعدت وخذلت، مشكوك في توجهها يوم 13 يونيو المقبل، إذ من غير المستبعد أن تخضع هي الأخرى لتهديدات ترامب خوفا من تضرر قطاعها الاقتصادي، أو حرمانها من منحة مالية أو مساعدات أمريكية، على سبيل المثال الجمهورية المصرية التي تحصل على مساعدات تصل إلى مليار دولار، ثم ليبيا وموريتانيا وكينيا، بالإضافة إلى دولة نيجيريا التي اختار ترامب رئيسها محمد البخاري، لتوجيه رسالة إلى كافة القارة السمراء. ولا تزال مجموعة من الدول الإفريقية تتكتم حول الملف التي ستمنحه صوتها في موسكو، على الرّغم من التأكيدات السابقة لرئيس الاتحاد الإفريقي "كاف" أحمد أحمد، بكون المغرب سيفوز بدعم إفريقيا كاملة، إذ تحوم الشكوك حول مجموعة من البلدان، مثل دولة إثيوبيا، زيمبابوي، زامبيا، بنين، تانزانيا، الصومال، ناميبيا، تشاد، إريتيا، ليسوتو وموريشويس وآخرين.