دعا وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار إلى ضرورة تغيير مقاربة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع دول شمال غرب المتوسط بجنوبه في اتجاه استثمار الطاقات الاقتصادية والبشرية الهائلة والمهمة التي تتوفر عليها القارة الأفريقية والفضاء المغاربي والمتوسطي . وركز مزوار في مداخلته امس الأربعاء امام وزراء خارجية دول غرب الأبيض المتوسط وفعاليات اقتصادية ومدنية في المنتدى الاقتصادي 5+5 للتي احتضنته مدينة برشلونة الإسبانية ما بين 22و24 أكتوبر ، على أهمية توسيع نطاق شراكة استراتيجية متوازنة بين شمال الفضاء المتوسطي وجنوبه لاستثمار كل الطاقات الاقتصادية التي يزخر بها ، خاصة القارة الأفريقية التي يرى وزير الخارجية والتعاون أنها ليست المشكلة بل هي الحل ، مشيدا بإمكانياتها الاقتصادية وفرص النمو القوية التي تتيحها اليوم، معتبرا انها وصلت إلى مستوى النضج الاقتصادي الذي سيجعلها عامل نمو قوي مستقبلا للعالم بأسره. كما شدد مزوار في مداخلته إلى جانب وزير الخارجية الفرنسي رولان فبيس الذي التقاه الثلاثاء الماضي بباريس وأجرى معه مباحثات مهمة طالت جميع القضايا الثنائية وعلى رأسها قضية الصحراء، على الدور الذي يلعبه المغرب اليوم على مستوى الفضاء المتوسطي والمغاربي من خلال تحوله إلى فاعل أساسي في كل التحولات الحاصلة بالمنطقة ، وليس بالمتتبع فقط لما يجري من حوله، منوها بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التي قام بها المغرب والتي جعلته يحظى بثقة المؤسسات الدولية وينعم بمكانة الوضع المتقدم في علاقته بأوربا. كما دعا وزير الخارجية إلى الاهتمام بوضع الشباب بالمنطقة وبفتح الآمال أمامهم من اجل مستقبل افضل مع الاهتمام اكثر بمحاربة الفقر بالمنطقة والمعالجة العادلة لقضية الهجرة واستتباب الأمن لخلق الاستقرار المطلوب من احل تشكيل اقتصاديات قوية ومتكاملة ومندمجة داخل الفضاء المتوسطي. وعرفت هذه الجلسة مشاركة وزير الخارجية الجزائري الذي نوه بمداخلة مزوار معتبرا ان لا بديل اليوم عن بناء إطار لفضاء متوسطي قوي ، كما شدد وزير الخارجية الفرنسي على أهمية بناء اتحاد مغاربي حيوي يكون قاطرة أساسية لتوسيع علاقات دول البحر الأبيض المتوسط بإفريقيا في اتجاه شراكة استراتيجية متوازنة وعادلة. و اكتست أجندة وزير الخارجية صلاح الدين مزوار أهمية خاصة اثناء حلوله بمدريد ، حيث التقى مسؤولين دبلوماسيين من دول البحر الأبيض المتوسط وحظي باستقبال هام اليوم الخميس من لدن ملك إسبانيا خوان كارلوس كما أجرى لقاءات عمل مع رئيس الحكومة الإسبانية راخوي ووزير الخارجية الاسباني ورئيس الغرفة الأولى بالبرلمان الاسباني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية به فضلا عن اعضاء من الخارجية الإسبانية وبرلمانيين إسبان.