ما الذي حدث لي هذا اليوم، استيقظت في الصباح ووجدتني شخصا آخر، الإسلاميون يمدحونني ويطرون علي، واللايكات تنهال علي من كل حدب وصوب، ومحجبة تبدي إعجابها بي. هل أنا جميل إلى هذا الحد، يا ألله يا ياخالق الإسلاميين وغيرهم، أريد أن أعرف ماذا وقع لي وهل تحولت إلى سلفي دون أن أدري. ماذا فعلت يا رب كي لا يشتمني أحد، ما الذي صنعته كي يتهمني أحد القراء بأني أخدم أجندة العدالة والتنمية، لا بد أن سرا ما في الأمر. نظرت مليا في المرآة ولم ألحظ أي تغيير، فأنا مازالت كما كنت، لكن الذين كانوا يسبونني أمس يشكرونني اليوم، لا بد أن خطبا جللا وقع وأنا نائم. بقدرة قادر لم أعد رويبضة. لم أعد مشوشا. لم أعد مسخرا من طرف العفاريت. لم أعد من فلول اليسار، وصار الإخوة الإسلاميون إخوة لي، وصرت أقول الحق، وواحدا منهم، ولولا الخجل لاقترحوا علي الاشتغال إلى جانب مصطفى الخلفي، أحرض على الصايل، و أدعو إلى الفن النظيف. لا أخفيكم أصابني الغرور وظننتني سامي يوسف، وأين مني ياسين أحجام وغرة شعره، التي كلما حركها تسقط بنات العدالة والتنمية صريعات الهوى، صرت أنافسه، وأنال الإعجاب، وأنا لا أعلم السبب.
كنت في السابق أعاني كثيرا وأبحث بشق الأنفس عن قارىء يقول في حقي كلاما جميلا، وفجأة تحولت إلى شوشو الإسلامين، حتى أني خجلت وتواضعت، وقلت لهم وفروا بعض اللايكات إلى وقت الشدة، فلا أحد يضمن أن يكون محبوبا دائما، واللايك الأبيض ينفع في اليوم الأسود.
لقد انتشيت وانتفخت أوداجي، وقلت مع نفسي لم لا يتحول الواحد إلى إسلامي، ما العيب في ذلك، على الأقل سأصبح محبوبا من الجماهير وقد أعثر على عمل محترم في إحدى الوزارات، وقد أصبح يوما ما وزيرا، كل شيء ممكن لو كان المرء إسلاميا، فقبل مدة قريبة كان الخلفي زميلا لي، وها هو اليوم يشار إليه بالبنان، فقط لأنه إسلامي وتدافع مع المتدافعين، وربم أعوضه يوما ما، والأجمل حين تكون إسلاميا أن لا أحد بمقدوره أن يشتمك، ومن يفعل ذلك ويتجرأ فهو كافر بالضرورة، وإذا لم يرعو نطلق عليه الشيخ النهاري والكتاني.
بعد أن شبعت مديحا وحلقت في السماء وانتفشت مثل طاووس اكتشفت في الأخير أن السبب هو ما كتبته عن حميد شباط وعن حزب الاستقلال، ولذلك قالوا لي أنت ذخر لهذه الأمة، وجزاك الله خيرا يا أخ حميد زيد، وهذه أول مرة تقول فيها الحق، وحينما تكتشف السبب يبطل العجب، ولذلك سأحرض غدا على القناة الثانية وسأشتم أحمد عصيد، وسأتحمل بدلكم عواقب الدعوة إلى إلغاء مهرجان موازين، ما دمتم تخافون من الجهر بأفكاركم ومعتقداتكم، وأشيروا لي، مجرد إشارة، لأي علماني، وسأشهر به وأمرغه في التراب إلى أن يتوب، شرط أن تكثروا من اللايكات ومن كلمات الثناء والمديح، وكلما كافأتموني وعلقتم علي وقلتم جزاك الله خيرا يا أخ حميد، كافأتم أنا أيضا، فليس أروع في هذا الزمن الأغبر من أن يكون الواحد إسلاميا أو سلفيا حتى، تكتب ما تشاء وتكفر وتحرض، والقراء، كل القراء، يحبونك ويقدرون الدور الكبير الذي تقوم به لنصرة الأمة.