إلى القراء المحترمين، الذين كلما قرأوا مقالا لي شعروا بالملل والمالنخوليا وأصابهم مغص في المعدة وتقرح في شوارب الحنجور وورم في النغانغ، أنصحهم، وحرصا على صحتهم وسلامتهم النفسية والجسدية، أن لا يفعلوا ذلك مرة أخرى، وأن يبحثوا عن مقالات أخرى، تخلق السعادة لهم، وهي موجودة بكثرة، وفي مختلف المواقع والجرائد. وإلى القراء الذين يشتمونني ويرون أني ألخبط وأن أسلوبي ركيك ولغتي ضعيفة، أقول لهم لماذا تعذبون أنفسكم وتتحملون عناء قراءتي كل يوم، وفروا هذا الجهد وتمتعوا بالروائع الصحفية التي تفضلونها، فحرام أن تضعفوا بصركم وتهدروا طاقتكم في متابعة هذه السفاسف التي أكتبها. ولعلمكم، سأبقى هكذا دائما ولن أتغير، مهمتي هي أن أفسد الذوق وأشوه اللغة العربية وأكتب ضد الأغلبية وضد ما يريده الناس، وكلما شتمني قارىء أنتفش مثل طاووس وأقول هذا مديحي. وإلى القراء الأفاضل الذين يتهمونني بالعمالة، أقول لهم صدقتم، أنا فعلا كاتب مأجور، وأتلقى أموالا بالعملة الصعبة والسهلة، ولأغيظكم أكثر، أخبركم أني غني وأعيش في بحبوحة وعندي ثورة هائلة، أطري على من يدفع أكثر وأشتم البخلاء. ولأني واضح ولا أخجل من نفسي ولأغيظكم أكثر، أخبركم أني تسلمت أمس فقط ظرفا سمينا مملوءا عن آخره من إلياس العماري، وقبل ذلك عرجت على الاتحاديين وعلى اليمين واليسار، وأخذت راتبي الشهري، الذي يضعونه لي أمام باب مقراتهم مقابل الخدمات التي أسديها لهم. وإلى كتائب الجهاد الإلكتروني الذين أقرأ قنابلهم الموقوتة بتمتع، أعلمهم أنه من الصعب إصابتي بعد أن تحولت إلى كاتب افتراضي، وهذا يعني أني غير موجود في الواقع، لذلك لا تحاولوا، أنا فيروس أنمو في أمعاء المغرب، ولا دواء يشفي مني. سأبقى كما أنا ولن أتغير، أنغص الطمأنينة، وأربت على كتف الشر كي يتقدم، أكره الجموع وأعيب على الفقراء طاعتهم العمياء للخبز، وأختار الجمل القبيحة والعبارات المشكوك في أخلاقها، متلعثما ولا أومن بأي فكرة، أخدم الأقلية لأنها على حق، الركاكة مهنتي ضدا على فصاحة ووضوح الذين يسعون إلى التحكم في كل شيء وإرغامي على أن أن أكتب لهم ما يحبون سماعه. غدا أيضا سأكون على عكس ما تريدون، وسأضجركم وسأزداد تفاهة، ومن لم يغضب من وجودي اليوم، أعده أني سأغضبه في الأسبوع المقبل، أنا هكذا ولن أتغير، أربي الأخطاء وأحدب عليها لتصيب سلامة أفكاركم، ومن يريد أن ينجو وأن لا يصيبه الغثيان، فلا حل أمامه إلا أن يغض الطرف عني، وأن يكتفي بقراءة من يحبهم، لأني لا أرغم أحدا على النقر على اسمي، ولمن لم يعرف بعد، سأخبره الآن بالسر: أنا مسنود والعفاريت تحميني، لذلك لا تحاولوا!