حتى الآن لم تكشف القناة الأولى عن كل تفاصيل شبكة برامجها لرمضان المقبل على خلاف القناتين الثانية وميدي 1 تي في خصوصا وأن أرقام ماركمتري الأخيرة الخاصة بنسب المشاهدة خلال الثلاثة أيام الأولى من شهر يوليوز وضعت القناة في مرتبة جد متدنية إذ بلغت نسب مشاهدتها 8 بالمائة مقارنة بنسبة 11 بالمائة التي احتلتها خلال نفس الفترة من السنة الماضية. السبب في هذا الصمت: أولا، الخوف من ردود فعل الرأي العام اتجاه تمرير إنتاجات لم تخضع لضوابط الحكامة كما أقرها دفتر التحملات الذي تم تجميده وإن كان بعض مسؤولي دار لبريهي بعد تزايد الضغط عليهم، قد التجأوا قبل أسبوعين إلى تسريب رواية مفادها أن القناة لن تتعامل إلا مع الشركات التي تكشف عن سلامتها الضريبية. ثانيا، وجود عطب مؤسساتي تواصلي وتسويقي، إذ لا يوجد أي تنسيق على هذا المستوى بين العلمي الخلوقي المسؤول عن الإنتاج والبرمجة معا ضدا على كل الاعراف التلفزيونية، والمكلف بالتواصل عبد الرحيم أبو المواهب والمكلف بالوكالة الإشهارية لدار لبريهي عادل فقير، بسبب وجود خلافات بين هذا الثلاثي تحت أنظار الرئيس المدير العام فيصل العرايشي ومديره العام محمد عياد. وحتى عندما تكسر قاعدة الصمت هذه وتختار القناة التواصل، تكون المبادرة مرتبطة بانفعالات اللحظة أكثر من كونها دليلا على سياسة انفتاحية دائمة في الزمن. فالعرايشي مثلا خرجاته الإعلامية جد محدودة ويحتفظ بحساسية كبيرة تجاه النقد الصحافي للتلفزيون خصوصا خلال شهر رمضان. لكن عندما تشتد عليه نيران القصف، فإنه يدفع بمسؤولي دار لبريهي للخروج إعلاميا للدفاع عن اختياراتهم وتبرير أخطائهم. كذلك يفعل مع العلمي الخلوقي مع كل موسم رمضاني ومحمد عياد والحضوري مع كل موسم للحوار الاجتماعي، ومحمد الأزرق مع كل حادثة تقنية. أو عبر برنامج "الوسيط" الذي يظل برنامجا "تنفيسيا" ترد فيه القناتان على الانتقادات الموجهة لها من قبل الجمهور، لكن بشكل بارد و"مخدوم" جدا.